الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ﴾ جواب الاستفهام والسؤال عما في يده، قال وهب: (لما قال موسى: ﴿هِيَ عَصَايَ﴾، قال الله تعالى: وما تصنع بها) [[ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة.= انظر: "زاد المسير" 5/ 278، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 186، "التفسير الكبير" 22/ 26، "روح المعاني" 16/ 177.]]. ولا أحد أعلم منه بذلك، قال موسى: ﴿أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا﴾؛ لأن هذا جواب السؤال عما يصنع بها؟ والسؤال الأول يكفيه من الجواب قوله: ﴿هِيَ عَصَايَ﴾ ومعنى التَوكُؤ [[في (س): (التوكيد)، وهو تصحيف.]]: التحامل على العصا في المشي، ومنه الاتكَأ، أصله: الاوتكأ، والمعنى: أعتمد عليها إذا مشيت [[انظر: "تهذيب اللغة" (تكئ) 1/ 445، "لسان العرب" (وكأ) 8/ 4904، "المعجم الوسيط" (أوكأ) 2/ 1052، "المفردات في غريب القرآن" (وكأ) ص 532، "القاموس المحيط" (توكأ) (56).]]. وقوله تعالى: ﴿وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي﴾ قال الأصمعي: (هَشَّ يَهِشُّ هَشَّاً: إذا خبط الشجر فألقاه لغنمه) [["لسان العرب" (هش) 8/ 4667، "الصحاح" (هشش) 3/ 1027.]]. قال الفراء: (أي أضرب بها الشجر اليابس ليسقط ورقه فترعاه الغنم) [["معاني القرآن" للفراء 2/ 177.]]. قال الراجز [[لم أهتد إلى قائله. وذكرته كتب التفسير واللغة بدون نسبة. والأراك، والبَشَام: نوعان من الشجر تأكلهما الماشية، وفي أغصانهما لين، ولهما ريح طيب، ويستاك بهما. انظر: "جامع البيان" 16/ 154، "النكت والعيون" 3/ 399، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 187، "مجاز القرآن" 2/ 17، "فتح القدير" 3/ 517، "تهذيب اللغة" (بشم) 1/ 340، "لسان العرب" (أرك) 1/ 64.]]: أَهُشُّ بالعَصا عَلَى أَغْنَامِي مِنْ نَاعِمِ الأَرَاكِ وَالبَشَامِ قال الزجاج: (واشتقاقه من أني أُحيلُ الشيء إلى الهشاشة والإمكان) [["معانى القرآن" للزجاج 3/ 354.]]. وذلك أن الهش من كل شيء فيه رخاوة، يقال: رجل هَش، وجوز هش، وإذا خبط الشجر فسقط ورقه سهل على الغنم تناوله. قال عكرمة: (يقال: أضرب الشجر فيتساقط الورق على غنمي) [["جامع البيان" 16/ 154، "الدر المنثور" 4/ 526.]]. وقوله: ﴿وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ المآرب: الحوائج، واحدتها مأرَبة بفتح الراء وضمها، حكاهما جميع أهل اللغة [[انظر: "تهذيب اللغة" (أرب) 1/ 142، "مقاييس اللغة" (أرب) 1/ 89، "الصحاح" (أرب) 1/ 87، "لسان العرب" (أرب) 1/ 55، "المفردات في غريب القرآن" (أرب) ص 15.]]. وحكى ابن الأعرابي: (مأربِة بكسر الراء) [["تهذيب اللغة" (أرب) 1/ 142، "لسان العرب" (أرب) 1/ 55.]]. ومنه المثل: مَأرُبَة لا حَفَاوة [["مجمع الأمثال" للميداني، "فرائد اللآلي في مجمع الأمثال" 2/ 273. والمعنى: إنما يكرمك لأرب له فيك، لا لمحبته لك.]]. وكذلك الأرب والإربة ومنه قوله تعالى: ﴿غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ﴾ [النور: 31]. وقوله تعالى: ﴿أُخْرَى﴾ جاء على لفظ صيغه الواحدة؛ لأن مأرب في معنى جماعة، فكأنه جماعة من الحاجات أخرى. وقاله الزجاج [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 355.]]. وذكرنا مثل هذا في قوله: ﴿الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [طه: 8]، قال مجاهد، وسفيان والمفسرون: (ولي فيها حاجات أخرى) [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 15، "جامع البيان" 16/ 154، "النكت والعيون" 3/ 399، "معالم التنزيل" 5/ 268، "الدر المنثور" 4/ 526.]]. وقال عطاء، وقتادة: (منافع أخرى) [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 15، "الطبري" 16/ 154، "الدر المنثور" 4/ 526.]]. وذكر المفسرون تلك الحوائج التي كانت في عصاه، فقال ابن عباس في رواية عطاء: (إذا أتيت إلى بئر فقصر الرشا، وصلته بالعصا حتى ينال الماء، وإذا أصابني حر الشمس أقمتها في الأرض، وجعلت لي عليها ظلاً بثوب يسترني من الشمس، وإذا خفت شيئًا من هوام الأرض قتلتها بالعصا) [["الكشف والبيان" 3/ 17 أ، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 187.]]. وقال وهب: (كان لها شعبتان ومحجن [[الحجن: اعوجاج الخشبة وغيرها. والمحجن: خشبة أو عصا معقفة الرأس. انظر: "تهذيب اللغة" (حجن) 1/ 753، "مقاييس اللغة" (حجن) 2/ 141، "القاموس المحيط" (حجن) 4/ 1188، "لسان العرب" (حجن) 1/ 791.]] تحت الشعبتين، فإذا طال الغصن حناه بالمحجن، وإذا أراد كسره لواه بالشعبتين، وكان إذا شاء ألقاها على عاتقه، فعلق بها قوسه، وكنانته [[الكنانة: الجعبة تتخذ للنبل والسهام. انظر: "تهذيب اللغة" (كن) 4/ 3196، "الصحاح" (كن) 6/ 2188، "لسان العرب" (كنن) 7/ 3943، "المعجم الوسيط" (الكنانة) 2/ 801.]]، ومَرْجونَته [[المَرْجُونة: القفة، وهي الزبيل، لها معاليق تعلق بها في آخر الزاد يوضع فيها الزاد والتمر. انظر: "تهذيب اللغة" (قفف) 3/ 3021، "القاموس المحيط" (رجن) 4/ 1199، "لسان العرب" (قفف) 6/ 3704.]]، ومِخْلاته [[المخلات: ما يوضع فيه الحشيش الرطب. وبه سميت المخلاة. والخلي: هو الحشيش الذي يحتش من بقول الربيع، وقد اختليته، وبه سميت المخلات، والواحدة خلاة، وأعطني مخلاة أخلي فيها. انظر: "القاموس المحيط" (الخلي) 4/ 1281، "لسان العرب" (خلا) 2/ 1258، "الصحاح" (خلا) 6/ 2331.]]، وثوبه وزادًا إن كان معه، وكان يقاتل بها السباع عن غنمه) [["الدر المنثور" 4/ 520، "التفسير الكبير" 22/ 27، "روح المعاني" 16/ 176.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب