الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ اختلفوا في هارون من هو؟ فقال ابن عباس في رواية عطاء: (أن مريم كانت عابدة، وكان في بني إسرائيل رجل عابد يقال له هارون، تبع جنازته يوم مات أربعون ألفا كلهم اسمه هارون) [[) "جامع البيان" 16/ 77، "معالم التنزيل" 5/ 228، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 100.]]. وهذا قول قتادة، وكعب، وابن زيد قالوا: (هارون رجل صالح من بني إسرائيل ينسب إليه من عرف بالصلاح) [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 9، "جامع البيان" 16/ 77، "النكت والعيون" 3/ 368، "المحرر الوجيز" 9/ 459، "معالم التنزيل" 5/ 228.]]. والمعنى: يا شبيهته في العفة. ونحو هذا روى المغيرة بن شعبة عن النبي -ﷺ- [[الحديث رواه المغيرة بن شعبة وقال: بعثني رسول الله -ﷺ- إلى أهل نجران، فقالوا: ألستم تقرؤن "يا أخت هارون" وقد علمتم ما كان بين موسى وعيسى؟ فلم أدر ما أجيبهم، فرجعت إلى رسول الله -ﷺ- فأخبرته، فقال: ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم. أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: الآداب، باب: النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء 2/ 1685 والترمذي في جامعه كتاب: التفسير سورة مريم 2/ 144، والنسائي في "تفسيره" 2/ 29، والإمام أحمد في "مسنده" 4/ 252، أخرجه الطبري في "جامع البيان" 16/ 78، والماوردي في "النكت والعيون" 3/ 368، والبغوي في "معالم التنزيل" 5/ 228، والسمرقندي في "بحر العلوم" 2/ 323، وابن عطية في "المحرر الوجيز" 9/ 459، والسيوطي في "الدر المنثور" 4/ 486 وزاد في نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي.]]. وقال السدي: (عنوا هارون أخا موسى، ونسبت مريم إلى أنها أخته؛ لأنها من ولده، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم) [["جامع البيان" 16/ 78، "النكت والعيون" 3/ 369، "المحرر الوجيز" 9/ 460، "معالم التزيل" 5/ 228، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 132.]]. وقال الكلبي: (كان هارون أخا مريم من أبيها ليس من أمها، وكان أمثل رجل في بني إسرائيل) [["بحر العلوم" 2/ 323، "معالم التنزيل" 5/ 228، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 100، "روح المعاني" 16/ 88.]]. وقيل: (إن هارون هذا كان فاسقا معلنا بالفسق فشبهت به) [["جامع البيان" 1/ 786، "بحر العلوم" 2/ 323، "النكت والعيون" 3/ 369،== "المحرر الوجيز" 9/ 461، "معالم التنزيل" 5/ 228، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 132. هذا القول بعيد، والراجح -والله أعلم- من هذه الأقوال ما ثبت في الصحيح من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه والذي مر بنا آنفًا. وانظر: "جامع البيان" 16/ 78، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 132، "فتح القدير" 3/ 473، "أضواء البيان" 4/ 271.]]. وقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ﴾ قال ابن عباس: (يريد زانيا) [["معالم التنزيل" 5/ 229، "النكت والعيون" 3/ 369، "تنوير المقباس" ص 255.]]. ﴿وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ يريد زانية. وذكرنا الكلام في البغي في هذه السورة [[عند قوله سبحانه في الآية رقم: (20): ﴿قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا﴾.]]. والمعنى في نفي الزنا عن أبويها تعريض بزناها، كأنهم قالوا: لم يكونا زانيين فمن أين لك هذا الولد؟. قال الفراء: (أي أهل بيتك أخوك وأبوك صالحون وقد أتيت أمرا عظيما) [["معاني القرآن" للفراء 2/ 167.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب