الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ﴾ قال ابن عباس: (يريد في الآخرة) [[ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" 9/ 315 بلا نسبة، والماوردي في "النكت والعيون" 3/ 307.]]. قال الزجاج: (وجائز أن يكون أراد في الدنيا) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 290.]]. ﴿وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: (نارًا من السماء) [["معالم التنزيل" 5/ 173، "النكت والعيون" 3/ 307، "الدر المنثور" 4/ 406.]]. وهو قول الكلبي [["بحر العلوم" 2/ 300، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 94، "الدر المنثور" 4/ 406، "البحر المحيط" 6/ 129.]]. وقال قتادة والضحاك: (عذابًا) [["جامع البيان" 15/ 249، "معالم التنزيل" 5/ 173، "النكت والعيون" 3/ 307، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 94.]]. وقال ابن زيد: (قضاء من أمر الله يقضيه) [["جامع البيان" 249/ 15، "الكشف والبيان" 389/ 3/ ب، "البحر المحيط" 6/ 129.]]. هذا كلام المفسرين في تفسير الحسبان، [وذلك كله معنى، وليس بتفسير. وتفسيره ما ذكره أهل اللغة، قال الأخفش: (الحُسْبَان)] [[ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).]] المرامي، واحدتها حُسْبَانة) [["معاني القرآن" للأخفش 2/ 498، "تهذيب اللغة" (حسب) 1/ 811.]]. وقال ابن الأعرابي مما روى عنه ثعلب من رواية أبي عمرو: (أراد بالحسبان المرامي، قال: والحُسْبَانة: السحابة، والحُسْبَانة: الصاعقة) [["تهذيب اللغة" (حسب) 1/ 811، "الجامع لأحكام القرآن" 10/ 408.]]. وقال النضر: (الحُسْبَانُ: سهام يرمي بها الرجل في جوف قصبة ينزع القوس ثم يرمي بعشرين منها دفعة، فلا تمر بشيء إلا عقرته من صاحب سلاح وغيره، فإذا نزع في القصبة خرجت الحُسْبَان كأنها غيثة مطر، فتفرقت في الناس، واحدها حُسْبَانَة، قال: والمرامي مثل المسالِّ دقيقة فيها شيء من طُول لا حُروف لها) [["تهذيب اللغة" (حسب) 1/ 811، "لسان العرب" (حسب) 2/ 867.]]. ونحو هذا قال أبو عبيدة، وابن قتيبة، وكل أهل اللغة [["تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة 1/ 267، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/ 403، "تفسير المشكل من غريب القرآن" ص 143.]]. والمعنى في هذه الآية: أن يرسل عليها عذاب حسبان، وذلك الحسبان حساب ما كسبت يداك [["معاني القرآن" للزجاج 2/ 295، "القرطبي" 15/ 458، "البحر المحيط" 6/ 129.]]. فجعل الآية من باب حذف المضاف، وجعل الحسبان بمعنى حساب ذنوبه، قال الأزهري: (الذي قاله الزجاج بعيد، والقول ما قاله الأخفش وابن الأعرابي والنضر. والمعنى والله أعلم: أن الله يرسل عليها مرامي من عذابه، إما بَرَدا، وإما حِجَارة أو غيرهما مما يشاء) [["تهذيب اللغة" (حسب) 1/ 811.]]. وقول المفسرين يوافق قول أهل اللغة، لأن ما قالوه لا يخرج عن أن يكون مرامي. وقال أهل المعاني: (إنما سُمِّي المرامي حُسبَانا، لأنها تكثر كثرة الحسبان) [["تهذيب اللغة" (حسب) 1/ 811، "لسان العرب" (حسب) 2/ 867.]]. وذكرنا الحسبان بمعنى الحساب في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ [الأنعام: 96]. وقوله تعالى: ﴿فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا﴾ قال ابن عباس: (أرضا لا نبات فيها). وهو قول الكلبي وغيره [["جامع البيان" 15/ 249، "الكشف والبيان" 3/ 389 ب، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 94، "الدر المنثور" 4/ 407.]]. والزَّلق في اللغة: المكان المزلقة، ومنه قول الشاعر [[هذا عجز بيت لابن يسير. وصدره: اقدر لرجلك قبل الخطو منزلها انظر: "الكامل في اللغة" للمبرد 4/ 127.]]: فمن علا زلقا عن غرة زلقا والذي في الآية ليس من هذا؛ لأنه ليس أنها تفسير مزلقة، ولكن معناه: أنها تفسير جرداء لا نبات بها، من قولهم: زَلَقَ رأسه، وأَزْلَقه، وزَلَقه إذا حلقه، والزَّلْق: الحَلْق، والزَّلق: المحلوق، كالنَّقْض والنَّقَض فشبه الصعيد الذي لا نبات فيه بالرأس المحلوق [[انظر: "تهذيب اللغة" (زلق) 2/ 1550، "مقاييس اللغة" (زلق) 3/ 21، "القاموس المحيط" (زلق) ص 891، "الصحاح" (زلق) 4/ 1491.]]. قال الفراء: (الزَّلَق التراب الذي لا نبات فيه) [["معاني القرآن" للفراء 2/ 145.]]. وقال قتادة: وفي قوله: ﴿صَعِيدًا زَلَقًا﴾ يقول: (قد حصد ما فيها فلم يُتْرَك فيها شيءٌ) [["جامع البيان" 15/ 249، "الكشف والبيان" 3/ 389 ب، "الدر المنثور" 4/ 407.]]. وذهب ابن قتيبة إلى الإملاس فقال: (الزَّلق: الإملاس الذي تزل عليه الأقدام) [["تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة 1/ 267.]]. وهذا الذي ذكره هو الأصل، من أن المراد: ذهاب النبات لا الإملاس. والمعنى: أن هذا العذاب يهلكها ويبطل غلتها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب