الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ﴾ قال رسول الله -ﷺ-: "الفردوس ربوة الجنة، وأوسطها، وأفضلها، وأحسنها، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس" [[أخرجه الطبري في "جامع البيان" 16/ 37 بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، والبغوي في "معالم التنزيل" 5/ 211، وابن كثير في "تفسيره" 3/ 120. وأخرج نحوه البخاري في كتاب: الجهاد، باب: درجات المجاهدين 6/ 11، ومسلم كتاب: الإيمان، باب: إثبات رؤية المؤمنين 1/ 163، والترمذي كتاب: صفة الجنة، باب: ما جاء في صفة درجات الجنة 4/ 673، وابن ماجه في المقدمة باب: فيما أنكرت الجهمية 1/ 66، والإمام أحمد في "مسنده" 2/ 335.]]. وقال كعب: (هو البستان الذي فيه الأعناب) [["جامع البيان" 16/ 36، "المحرر الوجيز" 9/ 417، "معالم التنزيل" 5/ 211، "زاد المسير" 5/ 199.]]. وهو قول الليث قال: (الفردوس جنة ذات كرم، يقال: كَرْم مُفَردس أي: مُعَرَّش) [["زاد المسير" 5/ 199، "تهذيب اللغة" (فردوس) 3/ 2762.]]. وقال الضحاك: (هي الجنة الملتفة الأشجار) [["معالم التنزيل" 5/ 211، "زاد المسير" 5/ 199، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 120.]]. وهو اختيار المبرد قال: (الفردوس -فيما سمعت من كلام العرب-: الشجر الملتف، والأغلب عليه العنب، وجمعه الفراديس. قال: ولهذا سمي باب الفراديس بالشام) [[ذكره الأزهري بلا نسبة في "تهذيب اللغة" (فردوس) 3/ 2762.]]. وأنشد لجرير [[البيت لجرير من قصيدة قالها يهجو التيم. يبرين: مكان في بلاد بني سعد. والفراديس: مكان بدمشق. انظر: "ديوان جرير" ص 250.]]: فقلت للركب إذ جد الرحيل بنا ... ما بعد يبرين من باب الفراديس. وقال مجاهد: (هو البستان بالرومية) [["جامع البيان" 16/ 36، "المحرر الوجيز" 9/ 418، "معالم التنزيل" 5/ 211، "النكت والعيون" 3/ 348، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 111.]]. واختاره الزجاج فقال: (هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية، وأنشد لحسان [[البيت لحسان بن ثابت -رضي الله عنه- من قصيدة قالها يمدح فيها النبي -ﷺ-. انظر: "ديوان حسان" 92، "المحرر الوجيز" 9/ 418، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 315، "سيرة ابن هشام" 4/ 350، "لسان العرب" (فردس) 6/ 3375.]]: وإن ثواب الله كل موحد ... جنان من الفردوس فيها يخلد قال: وحقيقته: أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 315.]]. ومعنى ﴿كَانَتْ لَهُمْ﴾ قال ابن الأنباري: (في علم الله قبل أن يخلقوا) [[ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 5/ 199.]]. وقوله: ﴿نُزُلًا﴾ أي: منزلا. قال أبو علي: (ويجوز أن يكون ﴿نُزُلًا﴾ يراد به القوت الذي يقام للنازل أو الضيف، فيكون النزل القوت، وهذا الوجه يحتاج فيه إلى تقدير المضاف على معنى: كانت له ثمار جنات الفردوس، أو نعيمها. قال: ويجوز أن يكون النُزُل جمع نَازِل، ويكون حالاً والعامل فيه معنى الفعل في لهم) [["الحجة للقراء السبعة" 6/ 264.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب