الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي﴾ الغطاء ما تغطيت به أو غطيت به، والجمع الأغطية، يقال: غطا الشيء، وغطا عليه إذا ستره [["تهذيب اللغة" (غطى) 3/ 2678، "مقاييس اللغة" (غطو) 4/ 429، "لسان العرب" (غطى) 6/ 3273، "المصباح المنير" (غطو) ص 171.]]. ومعنى قوله: في ﴿أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي﴾ كقوله تعالى: ﴿وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ﴾ [البقرة: 7]. قال ابن عباس في قوله: ﴿عَنْ ذِكْرِي﴾ (يريد عما جاء به محمد -ﷺ- من البينات والهدى) [[ذكرت التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 31، "بحر العلوم" 2/ 314، "معالم التنزيل" 5/ 209، "الكشاف" 2/ 500، "لباب التأويل" 4/ 235، "فتح القدير" 3/ 450.]]. وصف الله تعالى هؤلاء الكفار بأنهم عمي عن آيات الله، وأدلة توحيده لما سبق لهم من الشقاء، وإذا لم يبصروا أدلة توحيده، وعجائب قدرته لم يتذكروا بقلوبهم؛ لأن العين رائد القلب، ألا ترى أن الشاعر يقول [[لم أهتد إلى قائله.]]: ألا إنما العينان للقلب رائد ... فما تألف العينان فالقلب يألف وهذا أبلغ في وصف غفلتهم من أن لو قيل [[في (ص): (أن لو قيل قلوبهم).]]: في غطاء عن الذكر؛ لأن وصفهم بالعمى عن الأدلة يوجب غفلة قلوبهم، ووصفهم بعمى القلوب لا يوجب عمى أبصارهم [["التفسير الكبير" 12/ 731، "فتح القدير" 3/ 450.]]. وقوله تعالى: ﴿وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ قال ابن عباس [[قوله: (عباس)، ساقط من نسخة (ص).]]: (يريد لا يسمعون القرآن ولا يحبونه) [[ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "بحر العلوم" 2/ 314، "معالم التنزيل" 5/ 209، "لباب التأويل" 4/ 235، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 65، "مدارك التنزيل" 2/ 967، "إرشاد العقل السليم" 5/ 347.]]. وقال أبو إسحاق: (كانوا لعدواتهم النبي -ﷺ- لا يقدرون أن يسمعوا ما يتلو عليهم، كما تقول للكاره لقولك: ما يقدر أن يسمع كلامي) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 313.]]. قال ابن الأنباري: (كان يثقل عليهم السمع وهم له مستطيعون، كما تقول: ما أستطيع البصر إليك. معناه: لما ثقل علي كنت كأني غير مستطيعه. قال: ويجوز أن يكون الله منعه الاستطاعة؛ لأن يسمع الهدى، وجعل على بصره غطاء عقابًا من الله له على عناده الحق) [[ذكر نحوه بلا نسبة "الكشاف" 3/ 402، "التفسير الكبير" 12/ 731، "البحر المحيط" 6/ 165.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب