الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ قال المفسرون [[الطبري 13/ 106، والثعلبي 7/ 112 أ، و"زاد المسير" 4/ 306، والقرطبي 9/ 285.]]: إن المشركين تحكموا في طلب الآيات من نحو تفجير الأنهار بمكة، ونقل جبالها عن أماكنها، لتتسع على أهلها أو إنزال منشور من السماء، أو آية كآيات موسى وعيسى، فذلك معنى قوله: ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ قال ابن عباس [[انظر: الرازي 19/ 13، وابن كثير 4/ 355.]]: يريد مثل الناقة والعصا، وما جاء به النبيون، وقال أبو إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 140.]]: طلبوا غير الآيات التي أتى بها، فالتمسوا مثل آيات موسى وعيسى، فقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ﴾ قال ابن عباس: يريد بالنار لمن عصى الله. قال أهل المعاني: معناه إنما أنت منذر تنذرهم بالنار وليس إليك من الآيات شيء، إنما أمرها إلى الله تعالى، ينزلها على ما في معلومه. وقوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قال ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 307.]] في رواية عطاء: يريد نبيًّا يدعوهم إلى الله تعالى، وهذا قول مجاهد [[الطبري 13/ 107 - 108، وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم 7/ 2225، وأبو الشيخ كما في "الدر" 4/ 86]]، وقتادة [[الطبري 13/ 108، وأبو الشيخ كما في "الدر" 4/ 86، و"زاد المسير" 4/ 307.]]، وابن زيد [[الطبري 13/ 108، و"زاد المسير" 4/ 307.]]، واختيار أبي إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 140.]]، قال: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ أي نبي وداع إلى الله يدعوهم بما يُعْطَى من الآيات، لا بما يريدون ويتحكمون فيه، ودل على هذا المعنى ما سبق من الكلام. وقال في رواية عطية [[الطبري 13/ 108 - 109.]]: الهادي هو الله تعالى، وهو قول سعيد [[و [["زاد المسير" 4/ 307.]] الطبري 13/ 157.]] بن جبير والضحاك (¬7)، والمعنى على هذا: بك الإنذار والتخويف، والله تعالى هادي كل قوم، يهدي من يشاء، قال الضحاك: نظيره: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: 56] وقال الحسن [[الطبري 13/ 107، و"زاد المسير" 4/ 307.]]، وعكرمة [[الطبري 13/ 106، والثعلبي 7/ 122 أ، و"زاد المسير" 4/ 307.]]، وأبو الضحى [[انظر: الطبري 13/ 109، وابن مردويه كما في "الدر" 4/ 86.]]: الهادي هاهنا محمد ﷺ، والمعنى على هذا ما قاله الحسين بن الفضل (¬11): إن هذا على التقديم والتأخير، التقدير: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم، وليس إليك من الآية شيء، غير أنك تنذر وتدعو إلى الحق.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب