الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ﴾ قال الأزهري [["تهذيب اللغة" (فصل) 3/ 2795.]]: يقال. فصل فلان من عند فلان فصولاً، إذا خرج من عنده، وفصل مني إليه كتاب، إذا نفذ، وفصل يكون لازمًا وواقعًا، فإذا كان واقعًا فمصدره الفصل، وإذا كان لازمًا فمصدره الفصول، قال المفسرون [[الثعلبي 7/ 109 أ، "زاد المسير" 4/ 284، القرطبي 9/ 259، الرازي 18/ 207.]]: لما خرجت العير من مصر متوجهة إلى كنعان قال أبوهم لمن حضره من أهله وقرابته وولد ولده؛ لأن ولده كانوا غيبًا عنه: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾، قال ابن عباس [[الطبري 13/ 57، عبد الرزاق 2/ 329، والفريابي، وأحمد في "الزهد"، وابن المنذر وابن أبي حاتم 7/ 2197، وأبو الشيخ وابن مردويه كما في "الدر" 4/ 66، الثعلبي 7/ 109 ب، القرطبي 9/ 259.]] في رواية بن أبي الهذيل [[هو: عبد الله بن أبي الهذيل الكوفي أبو المغيرة، مات في ولاية خالد القسري على العراق. انظر: "تقريب التهذيب" ص 327 (3679)، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 170.]]: هاجت ريح فحملت ريح قميص يوسف إلى يعقوب، وبينهما مسيرة ثمان ليال. وعن الحسن [[أخرج ابن أبي حاتم 7/ 2197، وأبو الشيخ عن ابن عباس كما في "الدر" 4/ 66، القرطبي 9/ 259 عن الحسن.]] قال: وجد يعقوب ريح يوسف من مسيرة عشرة أيام، وقال قتادة [[الطبري 13/ 58، وأخرجه ابن أي حاتم 7/ 2197 عن ابن عباس.]]: ذكر لنا أنه كان بينهما ثمانون فرسخًا. وذكر مجاهد [[الثعلبي 7/ 109 أ، "زاد المسير" 4/ 284، البغوي 4/ 275.]] السبب في ذلك فقال: هبت ريح فصفقت القميص، ففاحت روائح الجنة في الدنيا واتصلت بيعقوب، فوجد ريح الجنة فعلم أنه ليس في الدنيا من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص فمن ثم قال: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ وقال أهل المعاني: إن الله تعالى أوجده ريح يوسف عند تقضّي الامتحان، ومجيء الروح والفرج من المكان النازح، ومنعه ذلك على القرب منه حين ألقي في الجب، وبيع من مالك بن ذعر، للمحنة والبلية التي جعلت سببًا لكمال أجره، ومعنى: (أجد ريح يوسف): أشم، وعبر عنه بالوجود؛ لأنه وجود بحاسة الأنف. وقوله تعالى: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ قال أبو بكر بن الأنباري [[انظر: "الزاهر" 1/ 514، الرازي 18/ 166.]]: أفند الرجل إذا خرّف وتغير عقله، وأفند [[في (ب): (أنفد).]] إذا جهل، ونسب إلى ذلك، الليث [["تهذيب اللغة" (فند): 3/ 2837، وهو هكذا في جميع النسخ من غير (قال) فلعلها ساقطة.]]: الفند إنكار العقل من الهرم، يقال: شيخ مفند. وروى أبو عبيد عن الأصمعي [["تهذيب اللغة" (فند) 3/ 2837، و"الغريب المصنف" /378.]]: إذا كثر كلام الرجل من خرف فهو المفْنِدُ، والمُفَنَّد، ابن الأعرابي (5): فنَّد رأيه إذا ضعَّفه، وقال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 55.]] في هذه الآية: لولا أن تكذبوني وتعجزوني وتضعفوني. وقال أبو عبيد [["مجاز القرآن" 1/ 318.]]: لولا أن تسفهوني، وقال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 128.]]: لولا أن تجهلوني، قال ابن عباس [[الطبري 13/ 61، وابن أبي حاتم 7/ 2198.]]: لولا أن تكذبون. وقال مجاهد [[الطبري 13/ 59، وابن أبي حاتم 7/ 2198.]]: لولا أن تسفهوني، وتقولوا: ذهب عقلك. وقال محمد بن إسحاق [[الطبري 13/ 60.]]: لولا أن تضعفوني، وأصل هذا [[(هذا) ساقط من (ج).]] كله من الفند وهو: السفه والجهل ومنه قول النابغة [[انظر: "ديوانه" ص 12، والقرطبي 9/ 260، و"البحر المحيط" 5/ 340، و"الدر المصون" 6/ 557، و"اللسان" (حدد) 2/ 801، وكتاب "العين" 8/ 49، و"مقاييس اللغة" 2/ 3، و"مجمل اللغة" 2/ 210، و"تهذيب اللغة" 1/ 759، و"تاج العروس" (حدد) 4/ 411. وقد شبه الشاعر النعمان بسليمان -عليه السلام-، واحددها: احبسها.]]: إلا سليمانَ إذ قَالَ المَلِيكُ له ... قم في البرية فاحْدُدها عن الفَنَدِ ولي في نظم هذه الآية نظر بعد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب