الباحث القرآني

قوله تعالى ﴿إِذْ قَالُوا﴾ يعني: إخوة يوسف ﴿لَيُوسُفُ﴾ هذه لام التأكيد، وهي التي يتلقى بها القسم هاهنا، ﴿وَأَخُوهُ﴾ قال ابن عباس [[انظر: الطبري 12/ 154، و"زاد المسير" 4/ 183.]]: ولد راحيل وهي خالتهم ﴿أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ قال الفراء [["معاني القرآن" 29/ 36.]]: العصبة عشرة فما زاد. وقال أهل اللغة [[قال به أبو عبيد. انظر: "تهذيب اللغة" 3/ 2454 (عصب)، وابن قتيبة انظر: "مشكل القرآن وغريبه" ص 216.]]: العصبة من العشرة إلى الأربعين، وقال المبرد [[انظر: القرطبي 9/ 130.]]: العصبة الجماعة، وتعصب القوم: إذا اجتمعوا على هيئة يشد بعضهم بعضًا، ومنه العصبة في النسب، وهم الذين يجمعهم التعصب، فمعنى العصبة: جماعة متعاونة. وقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ قال أبو بكر بن الأنباري [["زاد المسير" 4/ 183.]]: أي ضل بإيثاره يوسف وأخاه علينا [[هذه عبارة الثعلبي في 7/ 64 ب.]] ضلالا خطأ يلحقه ضرره [[في (أ)، (ب): (ضروره).]] في دنياه، إذ الذي آثره علينا عناؤنا يزيد على عنائه، ذهب إلى هذا الجواب الكلبي [["تنوير المقباس" ص 147.]] وغيره من المفسرين [[الطبري 12/ 155، والبغوي 4/ 217 - 218، و"زاد المسير" 4/ 183.]]، وقال مقاتل بن سليمان [[نقل عنه "زاد المسير" 4/ 183، انظر "تفسر مقاتل" 151 أ.]]: الضلال هاهنا يعني الشقاء، وتلخيصه: إن أبانا لفي شقاء واضح، واحتج بقوله عز وجل ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ [القمر: 47] يعني في شقاء، قال أبو بكر: فكان مقاتل ذهب إلى أن الضلال عني به شقاء الدنيا؛ لأنه لما آثر ولدين صغيرين على عشرة ذوي أسنان عالية، عاد من ذلك عليه إيغار صدور الجماعة وحملهم على العقوق. وقال أهل المعاني [["زاد المسير" 4/ 183، الثعلبي 7/ 64 ب.]]: إن أبانا في ذهاب عن طريق الصواب الذي فيه التعديل بيننا في المحبة، وقيل معناه: إنه في غلط في تدبير [[في (ب): (تدبر).]] أمر الدنيا، إذ كنا أنفع له في القيام بمواشيه وأمواله من يوسف وأخيه، وهذا هو معنى القول، وليسوا يريدون الضلال في الدين، قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 93.]]: ولو وصفوه بالضلال [[في (ج): (بالضلالة).]] في الدين كانوا كفارًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب