الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ﴾ الآية، قال ابن عباس [[أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم 7/ 2157 كما في "الدر" 4/ 43، ومن طريق آخر أخرج الطبري 12/ 283، والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في "الشعب" كما في "الدر" 4/ 43.]] والحسن [["زاد المسير" 16/ 141، القرطبي 9/ 209، الطبري 13/ 3.]] ومجاهد [[الطبري 12/ 238، و"زاد المسير" 4/ 239.]] وقتادة [[الطبري 12/ 238، و"زاد المسير" 4/ 239، والقرطبى 9/ 259.]] والضحاك [[الطبري 12/ 238.]] وعامة المفسرين: هذا من كلام يوسف وقوله. قال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 47.]]: ربما وصل الكلام بالكلام حتى كأنه قول واحد، وهو كلام الاثنين كقوله تعالى: ﴿مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾ [[الشعراء: 35.]] اتصل قول فرعون بقول الملأ، وكذلك قوله ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً﴾ إلى قوله ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [[النمل: 34.]] انقطع كلامها عند قوله ﴿أَذِلَّةً﴾ ثم قال الله: ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾. ومعنى قوله ﴿ذَلِكَ﴾ قال مقاتل [["تفسير مقاتل" ص 155، و"زاد المسير" 4/ 238.]]: معناه هذا. قال أبو بكر [["زاد المسير" 4/ 238.]]: قال اللغويون: "هذا" و ﴿ذَلِكَ﴾ يصلحان في هذا الموضع وأشباهه، ونظيره قوله تعالى ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ [البقرة: 2] وقد مر. وقال آخرون [[الطبري 12/ 238، الثعلبي 7/ 88 أ.]]: "ذلك" إشارة إلى ما فعله من رد الرسول يقول: ذلك الذي فعلت من رد رسول الملك إليه في شأن النسوة ليعلم. قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 115.]]: و (ذلك) مرفوع بالابتداء، وإن شئت على خبر الابتداء، كأنه قال: أمري ذلك. واختلفوا متى قال هذا يوسف، فروى عطاء عن ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 239، الطبري 12/ 238 عكرمه عن ابن عباس.]] قال: لما صار يوسف عند الملك قال (ذلك ليعلم)، ونحو هذا روى الضحاك [["زاد المسير" 4/ 239.]] عنه، فعلى هذا معنى قوله ﴿لِيَعْلَمَ﴾ أي الملك. قال أبو بكر [["زاد المسير" 4/ 240.]]: وإنما آثر الياء على التاء توقيرًا للملك، ورفعًا له عن المخاطبة. وقوله تعالى: ﴿لَمْ أَخُنْهُ﴾ أي في امرأة [[في (ج): (أمره) وهو قول ابن الأنباري كما في "زاد المسير" 4/ 239.]] وزيره. وقال ابن جريج [[انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" (تفسير سورة يوسف المحققة) 214، الثعلبي 7/ 88 أ.]]: لم أخن زوج المرأة، والأكثرون على أن قوله (ليعلم) معناه ليعلم العزيز وهو وزير الملك أني لم أخنه في زوجته بالغيب، وهو قول ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 239 وبه قال الحسن ومجاهد وقتادة والجمهور، وذكره الثعلبي 7/ 88 أ.]]. واختيار الفراء [["معاني القرآن" 2/ 47.]]: ليعلم الملك، هذا على قول من يقول: إن يوسف قال هذا بعد حضوره مجلس الملك. وقال الكلبي فيما رواه عن ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 239، القرطبي 9/ 209.]]: لما رجع الساقي إلى يوسف فأخبره وهو في السجن بجواب امرأة العزيز والنسوة، قال -عليه السلام- وهو في السجن: "ذلك ليعلم" أي العزيز "أني لم أخنه" في امرأته بالغيب. وقال ابن جريج [["زاد المسير" 4/ 239.]]: قاله يوسف في السجن قبل أن يخرج [[في (ب) بياض في موضع قوله (قبل أن).]] منه. وقبل أن يسأل الملك النسوة عما سألهن عنه؛ وذلك أنه أحب أن يصح عذره قبل خروجه من السجن، قال: وهو من تقديم القرآن وتأخيره، وتأويله ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ﴾ إلى قوله ﴿عَلِيمٌ﴾ ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ فرق بينهما. قال أبو بكر بن الأنباري: فمن أخذ بهذا التفسير قال: العليم: الملك أو العزيز. وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، يريد أنه في العاقبة بحرمان الهداية من الله -عز وجل-، والكلام خرج على الكيد ومعناه: الكائد، أي: لا يهدي الكائد الخائن، قال عامة المفسرين [[الطبري 13/ 1 - 3، عن ابن عباس بن سعيد بن جبير وابن أبي الهذيل والحسن وأبي صالح وقتادة وعكرمة، الثعلبي 7/ 88 ب، البغوي 4/ 249، ابن عطية 7/ 536.]]: لما قال يوسف ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ﴾ الآية، قال له جبريل: ولا حين هممت بها يا يوسف؟، فقال يوسف:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب