الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿مُسَوَّمَةً﴾ هي من نعت قوله: ﴿حِجَارَةً﴾ ومعناها المعلمة، ومضى الكلام في مثلها عند قوله: ﴿وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ﴾ [آل عمران: 125] [[وذكر هنا أقوالًا في معنى (المسومة): 1 - الواعية. 2 - المعلمة. 3 - الحسان.]]. وقوله: (مسومين) [[قال في هذا الموضع: أي معلمين، قد سوَّموا فهم مسوّمين، والسُّومة العلامة يفرق بها الشيء من غيره.]]. واختلفوا في كيفية تلك العلامة، فقال الحسن [[الثعلبي 7/ 53 ب، البغوي 4/ 194.]] والسدي [[الطبري 12/ 96، الثعلبي 7/ 53 ب، البغوي 4/ 194.]]: مختومة، وهو اختيار أبي عبيدة [[في (ب): (عبيد)، انظر: "مجاز القرآن" 1/ 297.]]، والقتبي [[هو ابن قتيبة، انظر: "مشكل القرآن وغريبه" ص 213.]] قالا: كان عليها أمثال الخواتيم. وقال قتادة وعكرمة [[الطبري 12/ 95، عبد الرزاق 2/ 309، أبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 625، "زاد المسير" 4/ 145.]]: كان بها نضح من حمرة، وهو قول أبي صالح [["زاد المسير" 4/ 145.]]، والحسن [["زاد المسير" 4/ 145.]]، واختيار الفراء [["معاني القرآن" 2/ 24.]]؛ قال أبو صالح: رأيت منها عند أم هانئ، وهي حجارة فيها خطوط [[في (ب): (خطط).]] حمر على هيئة الجَزْع. قال الحسن: كانت معلمة ببياض وحمرة، وقال الفراء: زعموا أنها كانت مخططة بحمرة في بياض، وذلك تسويمها، وأجمل ابن جريج [[الطبري 12/ 95، الثعلبي 7/ 53 ب، "زاد المسير" 4/ 146، البغوي 4/ 194 وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 625.]] القول في تلك العلامة ولم يذكر كيفيتها فقال: كانت [[ساقط من (ج).]] عليها سيما لا تشاكل [[ساقط من (ي).]] حجارة الأرض، واختاره الزجاج [["معانى القرآن وإعرابه" 3/ 72.]] قال: مسومة بعلامة يعلم بها أنها ليست من حجارة أهل الدنيا. قال أهل المعاني: جعل فيها علامات تدل على أنها معدة للعذاب، وذلك أملأ للنفوس وأهول في الصدور، وقال الربيع [[الثعلبي 7/ 53 ب وعزاه السيوطي لابن جرير وابن أبي حاتم 6/ 2069، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 625، وفي الطبري 12/ 96 عن الربيع قال: عليها سيما خطوط. وكذا عند ابن أبي حاتم.]]: مكتوب على كل حجر اسم من رمي به. وقوله تعالى: ﴿عِنْدَ رَبِّكَ﴾ أي: في خزائنه التي لا يُتصرف في شيء منها إلا بإذنه [["زاد المسير" 4/ 146.]]. وقوله تعالى: ﴿وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾، يعني: كفار قريش، قال مجاهد [[الطبري 12/ 96، الثعلبي 7/ 53 ب، وابن المنذر وابن أبي حاتم 6/ 2069، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 625.]]: يرهبهم بها، وقال قوم [[رُوي عن عكرمة أيضًا كما في الطبري 12/ 96، والربيع أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 2070، وأبو الشيخ عنه كما في "الدر" 3/ 625، وغيرهم. البغوي 4/ 194.]]: يعني كل ظالم وكافر من ذلك الوقت إلى يوم القيامة، قال قتادة [[الطبري 12/ 96، الثعلبي 7/ 53 ب، وابن أبي حاتم 6/ 2070، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 626، والبغوي 4/ 194، و"زاد المسير" 4/ 146.]]: والله ما أجار الله منها ظالمًا بعد قوم لوط، وحكى الفراء [["معاني القرآن" 2/ 25.]]: يعني: قوم لوط، أي أنها لم تكن لتخطئهم. قال ابن الأنباري على هذا القول: وإنما ذكر هذا بعد تبيين الله تعالى نزول العذاب بهم توكيدًا للمعنى السابق، كما قال: ﴿الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]، والأكثرون على أن المراد به من ظالمي هذه الأمة وهم كفارها، روي عن أنس أنه قال: سأل رسول الله ﷺ جبريل [[ساقط من (ب).]] عن هذا فقال: يعني ظالمي أمتك، ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة [[أخرجه الطبري عن قتادة 12/ 96، كما سبق، وأخرجه أيضًا عن أبي بكر الهذلي قال: يقول: "وما هي من الظالمين ببعيد" فلا يأمنها منهم ظالم، 15/ 440 رقم (18447).]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب