الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾، قال ابن عباس [[قال به الطبري 12/ 77، "زاد المسير" 4/ 133، القرطبي 9/ 70.]]: يريد من قضاء الله وقدرته؟ وقال أهل المعاني: أنكرت الملائكة عليها لما تعجبت من ولادتها على كبر السن؛ لأن ما عرف سببه لا يتعجب منه، والله تعالى قادر لا يعجزه شيء. قوله تعالى: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ﴾ يحتمل أن يكون هذا دعاء من الملائكة لهم بالرحمة والبركة، ويحتمل أن يكون إخبارًا عن ثبوت ذلك لهم فيكون تذكيرًا بالنعمة عليهم، قال المفسرون [["زاد المسير" 4/ 133.]]: ومن هذه البركات أن الأسباط وجميع الأنبياء كانوا من إبراهيم وسارة. وقوله تعالى: ﴿أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ يعني: بيت إبراهيم، قالوا: وفي هذا دليل على أن أزواج النبي ﷺ من أهل بيته تكذيبًا لمن أنكر ذلك؛ لأن الملائكة خاطبوا سارة بأهل البيت، وسموها أهل بيت إبراهيم. وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ﴾، الحميد الذي تحمد فعالُه، وهو بمعنى المحمود، والله تعالى الحميد المحمود والمستحمد إلى عباده، والمجيد: الماجد وهو ذو الشرف والكرم، يقال مجد الرجل يمجد مجدًا ومجادة، ومجُد يمجُد لغتان. قال الحسن والكلبي [[البغوي 4/ 190، "تنوير المقباس" ص 143.]]: المجيد: الكريم، وهو قول أبي إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 308.]]، وقال ابن الأعرابي [["تهذيب اللغة" (مجد) 4/ 3345.]]: المجيد: الرفيع، وقال أهل المعاني: المجيد: الكامل الشرف والرفعة والكرم والصفات المحمودة، وأصله من قولهم: مجدت الدابة إذا أكثرت علفها، رواه أبوه عبيد عن أبي عبيدة [["تهذيب اللغة" (مجد) 4/ 3345.]]، وقال النضر [["تهذيب اللغة" (مجد) 5/ 3344، وهو النضر بن شميل.]]: مجدت الإبل تمجد مجدًا إذا شبعت، وقال الأصمعي [["تهذيب اللغة" (مجد) 4/ 3345.]]: أمجدتُ الدبة علفًا أكثرت لها ذلك، وقال أبو حية [[أبو حية النميري هو: الهيثم بن الربيع بن كثير، من شعراء الدولتين الأموية والعباسية، شاعر مجيد متقدم، يروي عن الفرزدق وكان كذابًا بخيلاً. توفي سنة 183هـ. انظر: "الشعر والشعراء" ص 522، "الأغاني" 12/ 61. والبيت قاله في وصف امرأة. "ديوانه" ص 123، وانظر: "البحر المحيط" 5/ 237، "الدر المصون" 6/ 359، "اللسان" (مجد) 4/ 3345.]]: تزيد على صواحبها وليست ... بماجدة الطعام ولا الشراب أي: ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب، وقال الليث [["تهذيب اللغة" (مجد) 10/ 683.]]: أمجد فلان عطاءه ومجده إذا كثره، واستمجد المرخ والعفار [[هما شجرتان في الحجاز يستوقد منهما النار. والمثل هو (في كل الشجر نار، واستمجد المرخ والعفار) أي: استكثرا من النار فصلحا للاقتداء بهما، شبها بمن يكثر من االعطاء طلبًا للمجد، "تهذيب اللغة" 4/ 3345.]] أي: استكثر من العفار [أي: استكثر من النار] [[ما بين المعقوفين ساقط من (أي).]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب