الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾، هذا من الاستفهام المتوسط [[قلت: المراد بالاستفهام المتوسط أن يكون معنى الآية: أيكتفون بما أوحيت إليك من القرآن، أم يقولون إنه ليس من عند الله. قاله ابن القشيري. انظر: "البحر المحيط" 5/ 208، "الدر المصون" 4/ 83.]]، وقد ذكرناه في مواضع، ومعنى ﴿افْتَرَيْتُهُ﴾ اختلقه وافتعله وجاء به من عند نفسه، والهاء تعود إلى الوحي الذي أتاهم به. وقوله تعالى: ﴿فَعَلَيَّ إِجْرَامِي﴾، الإجرام: اقتراف السيئة واكتسابها. قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 49 بنحوه.]]: ويقال جرم في معنى أجرم، ورجل مجرم وجارم، وهذا من باب حذف المضاف؛ لأن المعنى فعليّ إثم إجرامي أو عقوبة إجرامي. قاله أبو علي [[انظر:"الحجة" 3/ 197.]] وغيره. وقال أهل المعاني [[القرطبي 9/ 29، البغوي 4/ 173.]]: في الآية محذوف دل عليه الكلام، وهو أن المعنى إن كنت افتريته فعلي عقاب إجرامي، وإن كانت الأخرى فعليكم عقاب تكذيبي، فحذف ما حذف لدلالة الباقي عليه، كقوله: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ﴾ [الزمر: 9]، ولم يذكر المشبه به. وقوله تعالى: ﴿وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ﴾ أي: من الكفر والتكذيب، والمعنى: أنه ليس علي من إجرامكم عائدُ ضرر، وإنما عائد الضرر عليكم، فاعملوا على تذكر هذا المعنى، وأكثر المفسرين [[البغوي 4/ 173، القرطبي 9/ 29، ابن عطية 7/ 283.]] على أن هذا من محاورة نوح قومه. وقال مقاتل [["تفسير مقاتل" 145ب، البغوي 4/ 173، القرطبي 9/ 29، وبه قال الطبري 12/ 32، ابن عطية 7/ 282.]]: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ يعني [[ساقط من (ي).]] محمدًا ﷺ، يقول المشركون: افترى القرآن، وهذه الآية معترضة بين قصة نوح عليه السلام.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب