قوله: ﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ﴾ قال ابن عباس: يتركون الصلاة في السر، ويصلونها في العلانية [["جامع البيان" 30/ 313، و"النكت والعيون" 6/ 352، و"الكشف والبيان" 13/ 162 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 212، و"لباب التأويل" 4/ 412، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 592، و"الدر المنثور" 8/ 642 وعزاه إلى ابن مردويه، و"لباب النقول" 235 وعزاه إلى ابن المنذر، و"فتح القدير" 5/ 500 - 501.]]، ونحو هذا قال الكلبي: إن أبصرهم أحد صلوا [[أحد صلوا: بياض في (ع).]]؛ كقوله: (يراؤون الناس) أي لا يريدون الله بها [[لم أعثر على مصدر لقوله.]].
ثم وصفهم بالبخل أيضًا فقال:
(قوله [[ساقط من (أ).]]): ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ واختلفوا في تفسير الماعون، فقال ابن عباس في رواية عطاء: يريد زكاة أموالهم [["التفسير الكبير" 32/ 115، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 215 برواية الضحاك عن ابن عباس، و"البحر المحيط" 8/ 518 "تفسير القرآن العظيم" 4/ 594 عن عطاء، و"الدر المنثور" 8/ 645 وعزاه إلى البيهقي.]]. وهو قول علي [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 399، و"جامع البيان" 30/ 315، و"بحر العلوم" 3/ 518، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"النكت والعيون" 6/ 352، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"المحرر الوجيز" 5/ 528، و"زاد المسير" 8/ 318، و"التفسير الكبير" 32/ 115، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 213، و"لباب التأويل" 4/ 413، و"البحر المحيط" 8/ 518 "تفسير القرآن العظيم" 4/ 594، و"الدر المنثور" 8/ 645 وعزاه إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي شيبة، والحاكم، والبيهقي في سننه.]] رضي الله عنه، والزهري [["تفسير القرآن العظيم" 4/ 594.]]، (وابن عمر [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 399، و"جامع البيان" 30/ 315، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"النكت والعيون" 6/ 352، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"المحرر الوجيز" 5/ 528، و"زاد المسير" 8/ 318، و"التفسير الكبير" 32/ 115، و"لباب التاويل" 4/ 413، و"البحر المحيط" 8/ 518، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594، و"الدر المنثور" 8/ 645 وعزاه إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]، وابن الحنفية [["جامع البيان" 30/ 316، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"التفسير الكبير" 32/ 115، و"البحر المحيط" 8/ 518، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594.]]، ومحمد بن كعب [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، والحسن [["جامع البيان" 30/ 316، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"النكت والعيون" 6/ 352، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"زاد المسير" 8/ 318، و"التفسير الكبير" 32/ 115، و"لباب التأويل" 4/ 413، و"البحر المحيط" 8/ 518، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594. "تفسير الحسن البصري" 2/ 441.]]، والقرظي [[مكرر في (ع). والقرظي هو محمد بن كعب، وسبق بيان أني لم أعثر على مصدر لقوله.]] وقتادة [["جامع البيان" 30/ 316، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"النكت والعيون" 6/ 352، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"زاد المسير" 8/ 318، و"التفسير الكبير" 32/ 115، و"لباب التاويل" 4/ 413، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594.]]، ومقاتل [["تفسير مقاتل" 254 أ، و"بحر العلوم" 3/ 518.]]، والضحاك [["جامع البيان" 30/ 316، و"الكشف" 13/ 162 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"التفسير الكبير" 32/ 115 "لباب التأويل" 4/ 413، و"البحر المحيط" 8/ 518، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594، و"الدر المنثور" 8/ 645 وعزاه إلى ابن أبي شيبة.]]) [[ما بين القوسين ذكر بدلاً عن تعداد لفظ: (وجماعة) في (أ).]].
قالوا: الماعون: الزكاة [[في (أ)، (ع): (الزكوة).]] المفروضة، وكل حق في المال.
قال الزهري [["جامع البيان" 30/ 319، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"النكت والعيون" 6/ 353، و"زاد المسير" 8/ 318، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 214، و"البحر المحيط" 8/ 518، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594.]]، (ومقاتل [["الكشف والبيان" 13/ 162 ب، كما ورد في الحاشية 6 من كتاب "زاد المسير" 8/ 318، وقد ورد عنه في "تفسيره" 154 أ: الماء وليس المال.]]) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]: و (الماعون): المال بلغة قريش.
وذهب أكثر المفسرين إلى أن الماعون اسم لما يتعاوزه الناس من الدلو، والفأس والقدر وما لا يمنع كالماء، والملح وأشباه ذلك، وهو قول عبد الله بن عباس (في رواية سعيد بن جبير [["جامع البيان" 30/ 318، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"النكت والعيون" 6/ 353، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"المحرر الوجيز" 5/ 528، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 314، و"لباب التأويل" 4/ 413، و"البحر المحيط" 8/ 518، و"الدر المنثور" 8/ 644 وعزاه إلى آدم، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، والطبراني 9/ 235 ح 9011 - 9013 - 19014 والحاكم، وصححه البيهقي وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، و"مجمع الزوائد" 7/ 143. كما ورد عن طريق وائل عن عبد الله بن عباس مثل هذه الرواية في "كشف الأستار عن زوائد البزار" 3/ 82 - 83: ح: 2292.]]، ومجاهد [[المراجع السابقة عدا: "معالم التنزيل".]] عنه وقول إبراهيم [["جامع البيان" 30/ 318، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594.]]، وعكرمة [["بحر العلوم" 3/ 518، و"معالم التنزيل" 4/ 532، و"لباب التأويل" 4/ 43، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 594، و"الدر المنثور" 8/ 645 وعزاه إلى ابن أبي حاتم.]]) [[ما بين القوسين كتب بدلاً من تعدادهم لفظ "وغيره" في (أ).]].
قالوا [[في (أ): (قال).]]: هي العارية وما يتعاطاه الناس من المتاع (وسئل عكرمة فقيل) [[ما بين القوسين ساقط من (أ)]] من منع شيئًا من المتاع، كان له الويل، قال: لا، ولكن مع جمع ثلاثتهن فله الويل يعني: ترك الصلاة، والرياء، والبخل بالماعون [[ورد معنى قوله في: "بحر العلوم" 3/ 518، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 215، و"الدر المنثور" 8/ 645 وعزاه إلى الفريابي، وابن المنذر، والبيهقي.]].
(هذا قول المفسرين في تفسير الماعون [[وممن قال بذلك أيضًا: الحسن، وقتادة، وابن الحنفية، وابن زيد، والضحاك، وابن المسيب، وابن مسعود. انظر: "جامع البيان"30/ 306 - 318، و"المحرر الوجيز" 5/ 528، و"البحر المحيط" 8/ 518 كما عزاه الفخر أيضًا إلى أكثر المفسرين. "التفسير الكبير" 32/ 115.]]) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]].
وأما أهل اللغة: فقال أبو عبيدة [["مجاز القرآن" 2/ 313.]]، والأخفش [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، (والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 368.]]) [[ساقط من (أ).]]: الماعون في الجاهلية كل ما كان فيه منفعة، وكل ما انتفع به من قليل أو كثير كالعطية والعارية، قال الأعشى:
بِأجْوَدَ [[في (أ): (بأجود).]] منهُ بِماعُونِه ... إذا ما سَماءهم لم تَغِمْ [[في (ع): (يقسم).]] [[ورد بيت الشعر في "ديوانه" ص 199، ط. دار صادر برواية: (بما عنده). == "جامع البيان" 30/ 314، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"النكت والعيون" 6/ 353، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 214، و"فتح القدير" 5/ 500، و"لسان العرب" 13/ 410 (معن) برواية: (سماؤهم)، و"تاج العروس" 9/ 347 (معن).]] (وقال هميان:
لا يحرم الماعون منه الخابطا [[ورد البيت في: "الكشف والبيان" 13/ 162 ب.]]) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]
والماعون في الإسلام الزكاة والطاعة.
قال الراعي [[هو: عبيد بن حصين.]]:
قومٌ على الإسلامِ لما يمنعوا ... ماعُونَهُمْ ويُضَيِّعوا تهليلا [[ورد البيت في: "تهذيب اللغة" 3/ 17 (ويبدلوا تبديلا) بدلًا من (ويضيعوا تهليلا)، و"لسان العرب" 13/ 410 برواية (على التنزيل) بدلًا من (على الإسلام) و (يبدلوا التنزيلا) بدلًا من (يضيعوا التهليلا)، و"جامع البيان" 30/ 314 برواية (التنزيلا)، و"الكشف والبيان" 13/ 163 أبرواية (التهليلا)، و"النكت والعيون" 6/ 353 (التهليلا) وبمثل رواية التهليلا جاء في: "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 214، و"البحر المحيط" 8/ 518، و"روح المعاني" 30/ 242.]]
ويقال: رضّ بعيرك حتى يعطيك الماعون، أي ينقاد لك، ويعطيك الطاعة) [[انظر فيه: "المخصص" لابن سيده 9/ 148، و"لسان العرب" 13/ 409، (معن)، و"الكشف والبيان" 13/ 163 أ.]].
(وهذا قول عطية عن ابن عباس قال في الماعون: هو الطاعة [["النكت والعيون" 6/ 353 ومن غير ذكر طريق عطية، و"زاد المسير" 8/ 318.]]) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]
قال الفراء: وسمعت بعض العرب يقول: الماعون هو الماء بعينه، وأنشدني:
يمحُّ صَبِيرَةُ الماعُونَ صَبًّا [[عجزه:
إذا نسمٌ من الهَيْفِ اعْتراه
ورد البيت غير منسوب في: "تهذيب اللغة" 3/ 17 (معن)، و"لسان العرب" 13/ 410، و"تاج العروس" 9/ 347 (معن)، و"جامع البيان" 30/ 314، و"الكشف والبيان" 13/ 162 ب، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 214، و"شرح أبيات معاني القرآن" 23: ش 21 موضع الشاهد: الماعون هو الماء. المعنى: الصبير: السحاب. انظر: "شرح أبيات معاني القرآن".]] [["معاني القرآن" 3/ 295 بنصه.]]
وقال أبو العباس: (الماعون) [[ساقط من (أ).]] كل ما يستعار من قدوم [[قدوم: أي الفأس برأسين. "مجالس ثعلب" لأحمد بن يحيى بن ثعلب: 2/ 429.]]، (وشَفْرة [[شَفرة: السكين العظيم. "مختار الصحاح" ص 341 (شفر).]]، وسُفْرة [[سُفرة: السفرة طعام يصنع للمسافر، والجمع سفر، وسميت الجلدة التي يوعى فيها الطعام سفرة مجازًا، و"المصباح المنير" 1/ 329 - 330 (سفر).]]) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]] [[ورد قوله في "تهذيب اللغة" 13/ 17 (معن)، وانظر: "لسان العرب" 13/ 410.]].
فإن قيل على هذا: كيف خص المنافقين، وهم شر الخليقة بمنع الماعون، وهو من المحقرات، وفيهم من الكبائر [[غير مقروء في (ع).]] ما هو أكبر من كل كبيرة قيل: هذا [[في (أ): (هلا).]] تنبيه على بخلهم، (وسوء خلتهم) [[ساقط من (أ).]]، وموضع عداوتهم، وإشارة إلى غاية بغضهم للإسلام وأهله، وذلك أنهم إذا منعوا ما لا يرزأ [[غير مقروء في (ع).]] [[يرزا: قال الليث: يقال: ما رَزأ فلان فلانًا شيئاً: أي ما أصاب من ماله شيئًا ولا انتقص منه. "تهذيب اللغة" 13/ 248 (رزأ).]] مالًا ولا يغير حالاً فهم للكثير أمنع، وإذا لم يصلوا من مضرة المسلمين إلا [[في (أ): (إلي).]] إلى منع [[في (أ): (منعهم).]] الحقير فهم [[في (أ): (فلم).]] بغير ذلك أدع، وإليه أسرع.
وقال [[في (ع): (قال).]] أبو إسحاق، (وغيره [[منهم: ابن سيده في "المخصص" 9/ 148، 13/ 89.]]) [[ساقط من (أ).]]: الماعون فاعول من المعن، وهو الشيء القليل [[لم أعثر على قوله في المعاني، وإنما وجدته في "تهذيب اللغة" 3/ 17 (عن)، وانظر: "تاج العروس" 9/ 347 (معن).]].
ومن هذا قالوا: ما له سَعْنة [[في (ع): (سعته).]] ولا مَعْنَةٌ [[في (أ). (منعه).]] [[سعنة ولا معنة: أي لا قليل ولا كثير. "إصلاح المنطق" 384، انظر: (معن) في. "تهذيب اللغة" 3/ 17، و"لسان العرب" 13/ 411، و"تاج العروس" 9/ 347. وأصل معنى: سعنة، ومعنة، قالوا: السعنة من المِعْزَى: صغار الأجسام في خلقها، والمعن الشيء الهين. وقالوا أيضًا: السعنة: الكثرة من الطعام وغيره، والمعنة: القلة من الطعام وغيره. وأيضًا: السعنة: القرية الصغيرة يُنبذ فيها، والسُعنة: المِظلة. "تهذيب اللغة" 2/ 104 (سعن).]]، ومنه قول النَّمِرُ (بن التَّوْلب) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]:
فإنَّ ضَياعَ مَالِكَ غَيرُ مَعْنِ [[البيت كاملاً:
ولا ضَيَّعْتُه فأُلام فيه ... فإنَّ ضياع مالك غير معن
ورد البيت في: "ديوانه" ص 118 تأليف د. نوري القيسي، و"تهذيب اللغة" 3/ 16، 18 (معن)، و"لسان العرب" 13/ 409، و"تاج العروس" 9/ 347، و"المخصص" 9/ 148: نعوت الماء من قبل جريه وسيلانه.
ومعناه مرتبط بالبيت السابق له وهو:
يلوم أخي على إهلاك مالي ... وما إن غاله ظهري وبطني
يقول: لم يهلك مالي بطني، يريد الأكل والشرب، وظهري يريد لم أفنه في اللباس، وقيل: الجماع، يعني أنه لم يذهب ماله في الملاذ، ولا ضيعته: أي لم أكن سيئ التدبير فيهلك لسوء التدبير، وإنما صرف إلى الحقوق التي يلزمنا إنفاق المال بها، وغير معن: غير يسير ولا هين. "ديوانه" ص 118.]]
أي غير حقير ولا يسيِر.
وسميت الزكاة ماعونًا، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره فهو قليل من كثير [[لم أعثر على قوله، وإنما وجدته في: "تهذيب اللغة" 3/ 17 (معن)، وانظر: "لسان العرب" 13/ 410 (معن).]] (والله أعلم بالصواب) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]].
{"ayah":"ٱلَّذِینَ هُمۡ یُرَاۤءُونَ"}