الباحث القرآني

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾، قال ابن عباس: يريد لا يسعدون [["تنوير المقباس" ص 216 بمعناه، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 4/ 47 دون تعيين القائل.]]. قال أهل المعاني: إنهم لا يفلحون وإن اغتروا بطول السلامة والمظاهرة في النعمة، قال الزجاج: هذا وقف التمام [[في (م): (وهذا وقف للتمام)، وما أثبته موافق للمصدر.]] [[اهـ. كلام الزجاج، انظر: "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 27.]]، ثم قال: ﴿مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا﴾ وارتفاعه على أنه خبر ابتداء محذوف، قال الزجاج: يعني: ذلك متاع في الدنيا [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 27، وعبارة الزجاج: متاع في الدنيا، مرفوع على معنى: ذلك ... إلخ.]]، وقال الفراء: ومثله التي في النحل ﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ﴾ [[الآية 117.]]، وقوله: ﴿لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ﴾ [الأحقاف: 35] كله مرفوع بشيء مضمر قبله إما (هو) وإما (ذاك) [["معاني القرآن" 1/ 472.]]. وقال الأخفش: المعنى: لهم متاع [[في (ى): (عذاب)، وهو خطأ.]] [["الكشف والبيان" 7/ 21 أ، "الجامع لأحكام القرآن" 8/ 361، ولم يفسر الأخفش هذه الآية في كتابه "معاني القرآن"، وقد فسر الآية رقم (23) من هذه السورة على قراءة الجمهور فقال: وقال: ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ أي: وذلك متاعُ الحياة الدنيا، أو أراد: متاعكم متاعُ الحياة الدنيا. كتاب "معاني القرآن" له 1/ 371.]]، وإضمار (لهم) هاهنا أظهر وأكشف للمعنى من إضمار (هو) أو (ذاك)؛ لأنه لم يتقدم ما يضمر أو ما [[لفظ: (ما) ساقط من (ى).]] يشار إليه، والمعنى: لهم متاع في الدنيا يتمتعون به أيامًا يسيرة، ثم إلينا مرجعهم، ودل [[في (ح) و (ز): (وقيل)، وهو خطأ.]] على هذا المحذوف ما هو معلوم [[ساقط من (ح).]] من حالهم. وقال صاحب النظم: افتراؤهم متاع في الدنيا، ودل ﴿يَفْتَرُونَ﴾ علي الافتراء، كما قال: ﴿وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ [الزمر: 7] فكنى عن الشكر؛ لأن ﴿تَشْكُرُوا﴾ دلّ عليه. وعلى ما ذكره [[يعني الجرجاني صاحب النظم.]] يجوز أن يعود ما أضمره الفراء والزجاج من قولهما (هو) أو (ذاك) [[انظر: "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 27، "معاني القرآن" للفراء 1/ 472، ولم يقدر الزجاج لفظ (هو).]] إلى الافتراء الذي دل عليه ﴿يَفْتَرُونَ﴾. وقوله: ﴿ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ﴾، قال ابن عباس: الغليظ: الذي لا ينقطع [["تنوير المقباس" ص 206 مختصرًا.]]، ﴿بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾، قال: يريد: بنعم الله ويجحدون ربوبيته [[في المصدر السابق، نفس الموضع: "بما كانوا يكفرون" بمحمد ﷺ والقرآن ويكذبون على الله.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب