الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾، روى عبادة بن الصامت وأبو الدرداء عن النبي ﷺ أنه قال في هذه الآية: "هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" [[روى حديث عبادة الإمام الترمذي في "سننه" (2275) كتاب الرؤيا، باب: قوله: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾، وابن ماجه (3898) كتاب تعبير الرؤيا، باب: الرؤيا الصالحة، والدارمي في "سننه" كتاب الرؤيا، 2/ 165 (2136)، وأحمد في "المسند" 5/ 315، 321، والحاكم في "المستدرك" 2/ 340، 4/ 391، وصححه ووافقه الذهبي، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 375: رواته ثقات إلا أن أبا سلمة لم يسمعه من عبادة. وروى حديث أبي الدرداء الإمام الترمذي في الموضع السابق (2273) كتاب: الرؤيا، باب: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ وحسنه، أحمد في "المسند" 6/ 445، وابن أبي حاتم 6/ 1966، والطبري 11/ 133 - 134، وفي سنده من لم يسم.]]. ﴿وَفِي اَلأَخِرَةِ﴾ الجنة، يريد أن الرؤيا الصالحة بشرى للمسلم في الدنيا ويبشر في الآخرة بالجنة، وقال ابن عباس في رواية عطاء {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: يريد عند الموت، تأتيهم ملائكة الرحمة بالبشرى من الله ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ يريد: عند خروج نفس المؤمن إذا خرجت يعرجون [[في (ى): (بغير حق)، وهو تصحيف.]] بها إلى الله تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله [[رواه الثعلبي 7/ 19 ب، والبغوي 4/ 141، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 553.]]، وهذا قول الزهري [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 296، والطبري 11/ 138، وابن أبي حاتم 4/ 136 أ، والثعلبي 7/ 19 ب، والبغوي 4/ 141.]]، وقتادة [[المصادر السابقة، نفس المواضع.]]، والضحاك [[المصادر السابقة عدا عبد الرزاق والبغوي، نفس المواضع.]] قالوا: هي بشارة الملائكة للمؤمن عند الموت. وقال الحسن: هي ما بشرهم الله عز وجل به في كتابه من جنته وكريم ثوابه، في قوله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: 25]، ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب: 47]، ﴿وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ﴾ [[رواه الثعلبي 7/ 19 ب، والبغوي 4/ 141.]] [فصلت: 30]، وهذا اختيار الفراء [["معاني القرآن" 1/ 471، ولم يصرح باختياره، بل جوّز أن يكون المراد ذلك.]]، والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 26.]]، قالا: ويدل على صحة هذا قوله بعد هذا ﴿لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾ [[القول بنحوه للزجاج، وأما عبارة الفراء فنصها: ثم قال: ﴿لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾ أي الخلف لوعد الله.]]، قال ابن عباس: يريد لا خلف لمواعيد الله، وذلك أن مواعيده بكلماته، فإذا لم تبدل كلماته بوضع غيرها بدلاً منها لم تبدل مواعيده [[ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 4/ 44، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 554.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب