الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ﴾، قال ابن عباس [والمفسرون: يقول: لو شاء الله ما قرأت عليكم] [[ما بين المعقوفين بياض في (ح)]] القرآن [[ذكره الفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص210، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 541، وبمعناه رواه ابن جرير 11/ 95.]] ﴿وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ﴾ أي: ولا أخبركم ولا أعلمكم الله به، يقال: دريت الشيء وأدراني به الله [والمعنى: أنه لو شاء الله أن لا ينزل القرآن] [[ما بين المعقوفين بياض في (ح)]] ما أعلمهم به، ولا [[ساقط من (ح).]] أمر النبي ﷺ بتلاوته عليهم. قال سيبويه: يقال دريته ودريت به، قال: والأكثر [في الاستعمال بالباء [[انظر قول سيبويه في "الحجة" لأبي علي 4/ 260، و"الكتاب" لسيبويه 1/ 238 تحقيق هارون، ونصه: (ومثل ذلك دريت في أكثر كلامهم؛ لأن أكثرهم يقول: ما دريت به، مثل: ما شعرت به).]]. ويبين ما قاله [[في (ح): (قالوا).]]] [[ما بين المعقوفين بياض في (ح).]]. قوله: ﴿وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ﴾ ولو كان على اللغة الأخرى لكان [[في (م): (لقال).]]: ولا أدراكموه، وأدرى: (أفعل) من الدراية وهي [التأني [[هكذا في (م) و (ز) و (ص)، وبدون نقط في (ى)، وبهذا اللفظ في: "الحجة للقراء السبعة" 4/ 260، الذي نقل منه المؤلف النص، ولعل الصواب: التأتي بدلالة قوله: والتعمل.]] والتعمل [[في (ى): (العمل)، والتعمل: التعني، تقول: سوف أتعمل في حاجتك: أي أتعنى. انظر: "لسان العرب" (عمل) 5/ 3108.]] لعلم الشيء، وعلى] [[، [[الرجز للعجاج، انظر: "ديوانه" 1/ 120 وبعده: كل امرئ منك على مقدار]] ما بين المعقوفين بياض في (ح).]] هذا المعنى ما تصرف من هذه الكلمة نحو: درى وأدرى بمعنى ختل، وقالوا: داريت الرجل إذا [لاينته وختلته، وإذا كان الحرف] (¬8) على هذا فالداري في وصف الله لا يجوز، فأما قول الراجز: لا هُمّ لا أدري وأنت الداري [[ما بين المعقوفين بياض في (ح).]] [فإنما استجاز ذلك لتقدم لا أدري] (¬10) كقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 194] ونحوه، ولو لم يتقدم ذكر الاعتداء لم يحسن في الابتداء [الأمر بالاعتداء، على أن الأعراب] [[بياض في (ح).]] ربما ذكروا [[ساقط من (ى).]] أشياء لا مساغ لها [[يعني أنه ليس كل ما ورد عن العرب يجوز وصف الله به، بل يجب الاقتصار على الوارد في الكتاب والسنة.]] كقوله [[لم أهتد إلى قائله، ونسبه الفارسي في "الحجة" 1/ 261، إلى بعض جفاة الأعراب، وانظر البيت بلا نسبة في "المخصص" 3/ 4، "لسان العرب" (روح) 3/ 1767، وفي هذه المصادر: لاهم. وفي "المخصص"، "اللسان": ولم تغيرك السنون.]]: اللهم إن كنت الذي بعهدي ... ولم تُغيرك الأمور بعدي وقوله تعالى: ﴿فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ﴾. قال ابن عباس: يريد أقمت فيكم أربعين سنة لا أحدثكم شيئًا ولا آتيكم [به [[ذكره بلفظه ابن الجوزي في "زاد المسير" 4/ 15، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 541، ورواه بمعناه البخاري في "صحيحه" (3851) كتاب المناقب، باب: مبعث النبي ﷺ، وأحمد في "المسند" 1/ 371، والثعلبي في "تفسيره" 7/ 9/ أ.]]. ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ أنه ليس من قبلي] [[ما بين المعقوفين بياض في (ح).]] أتيتكم به. وقال الزجاج: أي قد لبثت فيكم من قبل أن يوحى إليّ لا أتلو كتابًا ولا أخطه بيميني، وهذا دليل على أنه أوحي إليّ، إذ كنتم تعرفونني بينكم [[ساقط من (ى).]]، نشأت لا أقرأ الكتب، فإخباري إياكم بأقاصيص الأولين من غير كتاب ولا تلقين يدل على أنه إنما أتيت به من عند الله [[هذا أحد وجوه إعجاز القرآن، لكنه ليس الوجه الذي تُحديت به البشرية، ودل على صدق الرسول لكافة الناس، بل نظم القرآن ونسقه، وتركيب جمله، وبراعة بلاغته، هو الذي حير الألباب، وأخرس ألسنة المعاندين، وأجبرهم على الإقرار بالعجز عن الإتيان بمثله.]] جل وعز [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 11 بنحوه.]] وقال غيره: يقول قد أتى عليّ عُمُر وأنا بهذه الصفة لا أتلوه عليكم ولا يعلمكم به الله، حتى أمرني به وشاء إعلامكم [[ذكر نحو هذا القول النحاس في "إعراب القرآن" 2/ 54.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب