الباحث القرآني
﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ أيِ المُؤْمِنُ مَعَ المُؤْمِنِ والكافِرُ مَعَ الكافِرِ، كَقَوْلِهِ: ﴿وكُنْتُمْ أزْواجًا ثَلاثَةً﴾ [الواقعة: ٧] قالَهُ عُمَرُ وابْنُ عَبّاسٍ، أوْ نُفُوسُ المُؤْمِنِينَ بِأزْواجِهِمْ مِنَ الحُورِ العِينِ وغَيْرِهِنَّ، قالَهُ مُقاتِلُ بْنُ سُلَيْمانَ، أوِ الأزْواجُ الأجْسادُ، قالَهُ عِكْرِمَةُ والضَّحّاكُ والشَّعْبِيُّ. وقَرَأ عاصِمٌ في رِوايَةٍ: زُووِجَتْ عَلى فُوعِلَتْ، والمُفاعَلَةُ تَكُونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، والجُمْهُورُ: بِواوٍ مُشَدَّدَةٍ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأدَ يَئِدُ، مَقْلُوبٌ مِن آدَ يَؤُدُ إذا أثْقَلَ. قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ولا يَئُودُهُ حِفْظُهُما﴾ [البقرة: ٢٥٥] لِأنَّهُ إثْقالٌ بِالتُّرابِ. انْتَهى. ولا يُدَّعى في وأدَ أنَّهُ مَقْلُوبٌ مِن آدَ، لِأنَّ كُلًّا مِنهُما كامِلُ التَّصَرُّفِ في الماضِي والأمْرِ والمُضارِعِ والمَصْدَرِ واسْمِ الفاعِلِ واسْمِ المَفْعُولِ، ولَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِن مُسَوِّغاتِ ادِّعاءِ القَلْبِ. والَّذِي يُعْلَمُ بِهِ الأصالَةُ مِنَ القَلْبِ أنْ يَكُونَ أحَدُ النَّظْمَيْنِ فِيهِ حُكْمٌ يَشْهَدُ لَهُ بِالأصالَةِ والآخَرُ لَيْسَ كَذَلِكَ، أوْ كَوْنُهُ مُجَرَّدًا مِن حُرُوفِ الزِّيادَةِ والآخَرُ فِيهِ مَزِيدًا وكَوْنُهُ أكْثَرَ تَصَرُّفًا والآخَرُ لَيْسَ كَذَلِكَ، أوْ أكْثَرَ اسْتِعْمالًا مِنَ الآخَرِ، وهَذا عَلى ما قَرَّرُوا أحْكَمُ في عِلْمِ التَّصْرِيفِ. فالأوَّلُ كَيَئِسَ وأيِسَ، والثّانِي كَطَأْمَنَ واطْمَأنَّ، والثّالِثُ كَشَوايِعَ وشَواعٍ، والرّابِعُ كَلَعَمْرِي ورَعَمْلِي.
وقَرَأ الجُمْهُورُ: (المَوْءُودَةُ) بِهَمْزَةٍ بَيْنَ الواوَيْنِ، اسْمُ مَفْعُولٍ. وقَرَأ البَزِّيُّ في رِوايَةٍ: المَؤُدَةُ، بِهَمْزَةٍ مَضْمُومَةٍ عَلى الواوِ، فاحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ الأصْلُ المَوْءُودَةَ كَقِراءَةِ الجُمْهُورِ، ثُمَّ نَقَلَ حَرَكَةَ الهَمْزَةِ إلى الواوِ بَعْدَ حَذْفِ الهَمْزَةِ، ثُمَّ الواوُ المَنقُولُ إلَيْها الحَرَكَةُ، واحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ اسْمَ مَفْعُولٍ مِن آدَ، فالأصْلُ مَأْوُودَةٌ، فَحُذِفَ إحْدى الواوَيْنِ عَلى الخِلافِ الَّذِي فِيهِ المَحْذُوفُ واوُ المَدِّ أوِ الواوُ الَّتِي هي عَيْنٌ، نَحْوُ: مَقْوُولٌ، حَيْثُ قالُوا: مَقُولٌ. وقُرِئَ المَوُودَةُ، بِضَمِّ الواوِ الأُولى وتَسْهِيلِ الهَمْزَةِ، أعْنِي التَّسْهِيلَ بِالحَذْفِ ونَقْلِ حَرَكَتِها إلى الواوِ. وقَرَأ الأعْمَشُ: المُودَةُ، بِسُكُونِ الواوِ عَلى وزْنِ الفُعْلَةِ، وكَذا وقَفَ لِحَمْزَةَ ابْنُ مُجاهِدٍ. ونَقَلَ القُرّاءُ أنَّ حَمْزَةَ يَقِفُ عَلَيْها كالمَوُودَةِ لِأجْلِ الخَطِّ لِأنَّها رُسِمَتْ كَذَلِكَ، والرَّسْمُ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ. وقَرَأ الجُمْهُورُ: (سُئِلَتْ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ﴿بِأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ كَذَلِكَ وخَفِّ الياءِ وبِتاءِ التَّأْنِيثِ فِيهِما، وهَذا السُّؤالُ هو لِتَوْبِيخِ الفاعِلِينَ لِلْوَأْدِ؛ لِأنَّ سُؤالَها يَئُولُ إلى سُؤالِ الفاعِلِينَ. وجاءَ قُتِلَتْ بِناءً عَلى أنَّ الكَلامَ إخْبارٌ عَنْها، ولَوْ حُكِيَ ما خُوطِبَتْ بِهِ حِينَ سُئِلَتْ لَقِيلَ: قُتِلَتْ. وقَرَأ الحَسَنُ، والأعْرَجُ: سِئِلَتْ، بِكَسْرِ السِّينِ، وذَلِكَ عَلى لُغَةِ مَن قالَ: سالَ بِغَيْرِ هَمْزٍ. وقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ: بِشَدِّ الياءِ، لِأنَّ المَوْءُودَةَ اسْمُ جِنْسٍ، فَناسَبَ التَّكْثِيرَ بِاعْتِبارِ الأشْخاصِ. وقَرَأ ابْنُ مَسْعُودٍ وعَلِيٌّ، وابْنُ عَبّاسٍ، وجابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وأبُو الضُّحى، ومُجاهِدٌ: سَألَتْ مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ، (قُتِلْتُ) بِسُكُونِ اللّامِ وضَمِّ التّاءِ، حِكايَةً لِكَلامِها حِينَ سُئِلَتْ. وعَنْ أُبَيٍّ وابْنِ مَسْعُودٍ أيْضًا والرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ، وابْنِ يَعْمُرَ: سَألَتْ مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ ﴿بِأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾: مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ بِتاءِ التَّأْنِيثِ فِيهِما إخْبارًا عَنْهُما، ولَوْ حُكِيَ كَلامُها لَكانَ: قُتِلْتُ بِضَمِّ التّاءِ.
وكانَ العَرَبُ إذا وُلِدَ لِأحَدِهِمْ بِنْتٌ واسْتَحْياها ألْبَسَها جُبَّةً مِن صُوفٍ أوْ شَعْرٍ وتَرَكَها تَرْعى الإبِلَ والغَنَمَ، وإذا أرادَ قَتْلَها تَرَكَها حَتّى إذا صارَتْ سُداسِيَّةً قالَ لِأُمِّها: طَيِّبِيها ولَيِّنِيها حَتّى أذْهَبَ بِها إلى أحْمائِها، وقَدْ حَفَرَ حُفْرَةً أوْ بِئْرًا في الصَّحْراءِ، فَيَذْهَبُ بِها إلَيْها ويَقُولُ لَها انْظُرِي فِيها، ثُمَّ يَدْفَعُها مِن خَلْفِها ويُهِيلُ عَلَيْها التُّرابَ حَتّى يَسْتَوِيَ بِالأرْضِ. وقِيلَ: كانَتِ الحامِلُ إذا قَرُبَ وضْعُها حَفَرَتْ حُفْرَةً فَتَمَخَّضَتْ عَلى رَأْسِها، فَإذا ولَدَتْ بِنْتًا رَمَتْ بِها في الحُفْرَةِ، وإنْ ولَدَتِ ابْنًا حَبَسَتْهُ، وقَدِ افْتَخَرَ الفَرَزْدَقُ، وهو أبُو فِراسٍ هَمّامُ بْنُ غالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ ناجِيَةَ، بِجَدِّهِ صَعْصَعَةَ، إذْ كانَ مَنَعَ وأْدَ البَناتِ، فَقالَ:
؎ومِنّا الَّذِي مَنَعَ الوائِداتِ فَأحْيا الوَئِيدَ ولَمْ يَوْئِدْ
{"ayahs_start":7,"ayahs":["وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ","وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُىِٕلَتۡ","بِأَیِّ ذَنۢبࣲ قُتِلَتۡ"],"ayah":"بِأَیِّ ذَنۢبࣲ قُتِلَتۡ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق