الباحث القرآني
(p-٤٢٥)سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ وهي اثْنانِ وأرْبَعُونَ آيَةً
﷽
﴿عَبَسَ وتَوَلّى﴾ ﴿أنْ جاءَهُ الأعْمى﴾ ﴿وما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكّى﴾ ﴿أوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى﴾ ﴿أمّا مَنِ اسْتَغْنى﴾ [عبس: ٥] ﴿فَأنْتَ لَهُ تَصَدّى﴾ [عبس: ٦] ﴿وما عَلَيْكَ ألّا يَزَّكّى﴾ [عبس: ٧] ﴿وأمّا مَن جاءَكَ يَسْعى﴾ [عبس: ٨] ﴿وهُوَ يَخْشى﴾ [عبس: ٩] ﴿فَأنْتَ عَنْهُ تَلَهّى﴾ [عبس: ١٠] ﴿كَلّا إنَّها تَذْكِرَةٌ﴾ [عبس: ١١] ﴿فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ﴾ [عبس: ١٢] ﴿فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ﴾ [عبس: ١٣] ﴿مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ﴾ [عبس: ١٤] ﴿بِأيْدِي سَفَرَةٍ﴾ [عبس: ١٥] ﴿كِرامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس: ١٦] ﴿قُتِلَ الإنْسانُ ما أكْفَرَهُ﴾ [عبس: ١٧] ﴿مِن أيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ [عبس: ١٨] ﴿مِن نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ﴾ [عبس: ١٩] ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ [عبس: ٢٠] ﴿ثُمَّ أماتَهُ فَأقْبَرَهُ﴾ [عبس: ٢١] ﴿ثُمَّ إذا شاءَ أنْشَرَهُ﴾ [عبس: ٢٢] ﴿كَلّا لَمّا يَقْضِ ما أمَرَهُ﴾ [عبس: ٢٣] ﴿فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ﴾ [عبس: ٢٤] ﴿أنّا صَبَبْنا الماءَ صَبًّا﴾ [عبس: ٢٥] ﴿ثُمَّ شَقَقْنا الأرْضَ شَقًّا﴾ [عبس: ٢٦] ﴿فَأنْبَتْنا فِيها حَبًّا﴾ [عبس: ٢٧] ﴿وعِنَبًا وقَضْبًا﴾ [عبس: ٢٨] ﴿وزَيْتُونًا ونَخْلًا﴾ [عبس: ٢٩] ﴿وحَدائِقَ غُلْبًا﴾ [عبس: ٣٠] ﴿وفاكِهَةً وأبًّا﴾ [عبس: ٣١] ﴿مَتاعًا لَكم ولِأنْعامِكُمْ﴾ [عبس: ٣٢] ﴿فَإذا جاءَتِ الصّاخَّةُ﴾ [عبس: ٣٣] ﴿يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِن أخِيهِ﴾ [عبس: ٣٤] ﴿وأُمِّهِ وأبِيهِ﴾ [عبس: ٣٥] ﴿وصاحِبَتِهِ وبَنِيهِ﴾ [عبس: ٣٦] ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنهم يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: ٣٧] ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ﴾ [عبس: ٣٨] ﴿ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ [عبس: ٣٩] ﴿ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ﴾ [عبس: ٤٠] ﴿تَرْهَقُها قَتَرَةٌ﴾ [عبس: ٤١] ﴿أُولَئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَةُ﴾ [عبس: ٤٢]
تَصَدّى: تَعَرَّضَ، قالَ الرّاعِي:
؎تَصَدّى لِوَضّاحٍ كَأنَّ جَبِينَهُ سِراجُ الدُّجى يُجْبى إلَيْهِ الأساوِرُ
وأصْلُهُ: تَصَدَّدَ مِنَ الصَّدَدِ، وهو ما اسْتَقْبَلَكَ وصارَ قُبالَتَكَ، يُقالُ: دارِي صَدَدُ دارِهِ: أيْ قُبالَتُها. وقِيلَ: مِنَ الصَّدى، وهو العَطَشُ، وقِيلَ: مِنَ الصَّدى، وهو الصَّوْتُ الَّذِي تَسْمَعُهُ إذا تَكَلَّمْتَ مِن بُعْدٍ في خَلاءٍ كالجَبَلِ، والمُصاداةُ: المُعارَضَةُ. السَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ، الواحِدُ سافِرٌ، وسَفَرَتِ المَرْأةُ: كَشَفَتِ النِّقابَ، وسَفَرْتُ بَيْنَ القَوْمِ أسْفِرُ سِفارَةً: أصْلَحْتُ بَيْنَهم، قالَهُ الفَرّاءُ، الواحِدُ سَفِيرٌ، والجَمْعُ سُفَراءُ، قالَ الشّاعِرُ:
؎فَما أدَعُ السِّفارَةَ بَيْنَ قَوْمِي ∗∗∗ وما أسْعى بِغِشٍّ إنْ مَشَيْتُ
القَضْبُ، قالَ الخَلِيلُ، الفَصْفَصَةُ الرَّطْبَةُ، ويُقالُ بِالسِّينِ، فَإذا يَبِسَتْ فَهي القَتُّ، قالَ: والقَضْبُ اسْمٌ يَقَعُ عَلى ما يَقَعُ مِن أغْصانِ الشَّجَرَةِ لِيُتَّخَذَ مِنها سِهامٌ أوْ قِسِيٌّ. الغُلْبُ جَمْعُ غَلْباءَ، يُقالُ: حَدِيقَةٌ غَلْباءُ: غَلِيظَةُ الشَّجَرِ مُلْتَفَّةٌ، واغْلَوْلَبَ العُشْبُ: بَلَغَ والتَفَّ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، ورَجُلٌ أغْلَبُ: غَلِيظُ الرَّقَبَةِ، والأصْلُ في هَذا الوَصْفِ اسْتِعْمالُهُ في الرِّقابِ، ومِنهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ:
؎يَسْعى بِها غُلْبُ الرِّقابِ كَأنَّهم ∗∗∗ بُزْلٌ كُسِينَ مِنَ الشُّعُورِ جِلالا
الأبُّ: المَرْعى لِأنَّهُ يُؤَبُّ، أيْ يُؤَمُّ ويُنْتَجَعُ، والأبُّ والأُمُّ أخَوانِ، قالَ الشّاعِرُ:
؎جِذْمُنا قَيْسٌ ونَجْدٌ دارُنا ∗∗∗ ولَنا الأبُّ بِهِ والمَكْرَعُ
وقِيلَ: ما يَأْكُلُهُ الآدَمِيُّونَ مِنَ النَّباتِ يُسَمّى الحَصِيدَ، وما أكَلَهُ غَيْرُهم يُسَمّى الأبَّ، ومِنهُ قَوْلُ الصَّحابَةِ يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ، ﷺ:
؎لَهُ دَعْوَةٌ مَيْمُونَةٌ رِيحُها الصَّبا ∗∗∗ بِها يُنْبِتُ اللَّهُ الحَصِيدَةَ والأبّا
(الصّاخَّةُ) قالَ الخَلِيلُ: صَيْحَةٌ تَصُخُّ الآذانَ صَخًّا، أيْ تَصُمُّها لِشِدَّةِ وقْعَتِها. وقِيلَ: مَأْخُوذَةٌ مِن صَخَّهُ بِالحَجَرِ إذا صَكَّهُ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أصاخَ لِحَدِيثِهِ مِثْلَ أصاخَ لَهُ. (الغَبَرَةُ) الغُبارُ. القَتَرَةُ: سَوادٌ كالدُّخانِ. وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ: القَتَرُ في كَلامِ العَرَبِ: الغُبارُ، جَمْعُ القَتَرَةِ. وقالَ الفَرَزْدَقُ:
؎مُتَوَّجٌ بِرِداءِ المُلْكِ يَتْبَعُهُ ∗∗∗ فَوْجٌ تَرى فَوْقَهُ الرّاياتِ والقَتَرا
(p-٤٢٦)﴿عَبَسَ وتَوَلّى﴾ ﴿أنْ جاءَهُ الأعْمى﴾ ﴿وما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكّى﴾ ﴿أوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى﴾ ﴿أمّا مَنِ اسْتَغْنى﴾ [عبس: ٥] ﴿فَأنْتَ لَهُ تَصَدّى﴾ [عبس: ٦] ﴿وما عَلَيْكَ ألّا يَزَّكّى﴾ [عبس: ٧] ﴿وأمّا مَن جاءَكَ يَسْعى﴾ [عبس: ٨] ﴿وهُوَ يَخْشى﴾ [عبس: ٩] ﴿فَأنْتَ عَنْهُ تَلَهّى﴾ [عبس: ١٠] ﴿كَلّا إنَّها تَذْكِرَةٌ﴾ [عبس: ١١] ﴿فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ﴾ [عبس: ١٢] ﴿فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ﴾ [عبس: ١٣] ﴿مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ﴾ [عبس: ١٤] ﴿بِأيْدِي سَفَرَةٍ﴾ [عبس: ١٥] ﴿كِرامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس: ١٦] ﴿قُتِلَ الإنْسانُ ما أكْفَرَهُ﴾ [عبس: ١٧] ﴿مِن أيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ [عبس: ١٨] ﴿مِن نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ﴾ [عبس: ١٩] ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ [عبس: ٢٠] ﴿ثُمَّ أماتَهُ فَأقْبَرَهُ﴾ [عبس: ٢١] ﴿ثُمَّ إذا شاءَ أنْشَرَهُ﴾ [عبس: ٢٢] ﴿كَلّا لَمّا يَقْضِ ما أمَرَهُ﴾ [عبس: ٢٣] ﴿فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ﴾ [عبس: ٢٤] ﴿أنّا صَبَبْنا الماءَ صَبًّا﴾ [عبس: ٢٥] ﴿ثُمَّ شَقَقْنا الأرْضَ شَقًّا﴾ [عبس: ٢٦] ﴿فَأنْبَتْنا فِيها حَبًّا﴾ [عبس: ٢٧] ﴿وعِنَبًا وقَضْبًا﴾ [عبس: ٢٨] ﴿وزَيْتُونًا ونَخْلًا﴾ [عبس: ٢٩] ﴿وحَدائِقَ غُلْبًا﴾ [عبس: ٣٠] ﴿وفاكِهَةً وأبًّا﴾ [عبس: ٣١] ﴿مَتاعًا لَكم ولِأنْعامِكُمْ﴾ [عبس: ٣٢] ﴿فَإذا جاءَتِ الصّاخَّةُ﴾ [عبس: ٣٣] ﴿يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِن أخِيهِ﴾ [عبس: ٣٤] ﴿وأُمِّهِ وأبِيهِ﴾ [عبس: ٣٥] ﴿وصاحِبَتِهِ وبَنِيهِ﴾ [عبس: ٣٦] ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنهم يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: ٣٧] ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ﴾ [عبس: ٣٨] ﴿ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ [عبس: ٣٩] ﴿ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ﴾ [عبس: ٤٠] ﴿تَرْهَقُها قَتَرَةٌ﴾ [عبس: ٤١] ﴿أُولَئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَةُ﴾ [عبس: ٤٢] .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ، وسَبَبُ نُزُولِها مَجِيءُ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ إلَيْهِ، وقَدْ ذَكَرَ أهْلُ الحَدِيثِ وأهْلُ التَّفْسِيرِ قِصَّتَهُ. ومُناسَبَتُها لِما قَبْلَها: أنَّهُ لَمّا ذَكَرَ (p-٤٢٧)﴿إنَّما أنْتَ مُنْذِرُ مَن يَخْشاها﴾ [النازعات: ٤٥] ذَكَرَ في هَذِهِ مَن يَنْفَعُهُ الإنْذارُ ومَن لَمْ يَنْفَعْهُ الإنْذارُ، وهُمُ الَّذِينَ كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، يُناجِيهِمْ في أمْرِ الإسْلامِ: عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وأبُو جَهْلٍ، وأُبَيٌّ، وأُمَيَّةُ، ويَدْعُوهم إلَيْهِ.
﴿أنْ جاءَهُ﴾ مَفْعُولٌ مِن أجْلِهِ، أيْ لِأنْ جاءَهُ، ويَتَعَلَّقُ بِـ(تَوَلّى) عَلى مُخْتارِ البَصْرِيِّينَ في الأعْمالِ، وبِ (عَبَسَ) عَلى مُخْتارِ أهْلِ الكُوفَةِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ (عَبَسَ) مُخَفَّفًا (أنْ) بِهَمْزَةٍ واحِدَةٍ، وزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: بِشَدِّ الباءِ، وهو والحَسَنُ، وأبُو عِمْرانَ الجَوْنِيُّ، وعِيسى: أآنْ بِهَمْزَةٍ ومَدَّةٍ بَعْدَها، وبَعْضُ القُرّاءِ: بِهَمْزَتَيْنِ مُحَقَّقَتَيْنِ، والهَمْزَةُ في هاتَيْنِ القِراءَتَيْنِ لِلِاسْتِفْهامِ، وفِيهِما يَقِفُ عَلى تَوَلّى. والمَعْنى: ألِأنْ جاءَهُ كادَ كَذا. وجاءَ بِضَمِيرِ الغائِبِ في ﴿عَبَسَ وتَوَلّى﴾ إجْلالًا لَهُ، عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، ولُطْفًا بِهِ أنْ يُخاطِبَهُ لِما في المُشافَهَةِ بِتاءِ الخِطابِ مِمّا لا يَخْفى، وجاءَ لَفْظُ (الأعْمى) إشْعارًا بِما يُناسِبُ مِنَ الرِّفْقِ بِهِ والصَّغْوِ لِما يَقْصِدُهُ، ولِابْنِ عَطِيَّةَ هُنا كَلامٌ أضْرَبْتُ عَنْهُ صَفْحًا، والضَّمِيرُ في (لَعَلَّهُ) عائِدٌ عَلى (الأعْمى) أيْ يَتَطَهَّرُ بِما يَتَلَقَّنُ مِنِ العِلْمِ، أوْ (يَذَّكَّرُ): أيْ يَتَّعِظُ (فَتَنْفَعَهُ) ذِكْراكَ، أيْ مَوْعِظَتُكَ، والظّاهِرُ نَصْبُ (يُدْرِيكَ) عَلى جُمْلَةِ التَّرَجِّي، فالمَعْنى: لا تَدْرِي ما هو مُتَرَجًّى مِنهُ مِن تَزَكٍّ أوْ تَذَكُّرٍ. وقِيلَ: المَعْنى وما يُطْلِعُكَ عَلى أمْرِهِ وعُقْبى حالِهِ.
ثُمَّ ابْتَدَأ القَوْلَ: ﴿لَعَلَّهُ يَزَّكّى﴾ أيْ تَنْمُو بَرَكَتُهُ ويَتَطَهَّرُ لِلَّهِ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وقِيلَ: الضَّمِيرُ في (لَعَلَّهُ) لِلْكافِرِ، يَعْنِي أنَّكَ طَمِعْتَ في أنْ يَتَزَكّى بِالإسْلامِ، أوْ يَذَّكَرَ فَتُقَرِّبَهُ الذِّكْرى إلى قَبُولِ الحَقِّ، وما يُدْرِيكَ أنَّ ما طَمِعَتْ فِيهِ كائِنٌ. انْتَهى. وهَذا قَوْلٌ يُنَزَّهُ عَنْهُ حَمْلُ القُرْآنِ عَلَيْهِ، وقَرَأ الجُمْهُورُ: ﴿أوْ يَذَّكَّرُ﴾ بِشَدِّ الذّالِ والكافِ، وأصْلُهُ يَتَذَكَّرُ فَأُدْغِمَ، والأعْرَجُ وعاصِمٌ في رِوايَةٍ: (أوْ يَذْكُرُ)، بِسُكُونِ الذّالِ وضَمِّ الكافِ، وقَرَأ الجُمْهُورُ: (فَتَنْفَعُهُ) بِرَفْعِ العَيْنِ عَطْفًا عَلى ﴿أوْ يَذَّكَّرُ﴾ وعاصِمٌ في المَشْهُورِ، والأعْرَجُ، وأبُو حَيْوَةَ، وابْنُ أبِي عَبْلَةَ، والزَّعْفَرانِيُّ: بِنَصْبِهِما، قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: في جَوابِ التَّمَنِّي، لِأنَّ قَوْلَهُ: ﴿أوْ يَذَّكَّرُ﴾ في حُكْمِ قَوْلِهِ ﴿لَعَلَّهُ يَزَّكّى﴾ . انْتَهى. وهَذا لَيْسَ تَمَنِّيًا، إنَّما هو تَرَجٍّ، وفَرْقٌ بَيْنَ التَّرَجِّي والتَّمَنِّي، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وبِالنَّصْبِ جَوابًا لِلَعَلَّ، كَقَوْلِهِ: ﴿فَأطَّلِعَ إلى إلَهِ مُوسى﴾ [غافر: ٣٧] . انْتَهى. والتَّرَجِّي عِنْدَ البَصْرِيِّينَ لا جَوابَ لَهُ، فَيُنْصَبُ بِإضْمارِ أنْ بَعْدَ الفاءِ. وأمّا الكُوفِيُّونَ فَيَقُولُونَ: يُنْصَبُ في جَوابِ التَّرَجِّي، وقَدْ تَقَدَّمَ لَنا الكَلامُ عَلى ذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿فَأطَّلِعَ إلى إلَهِ مُوسى﴾ [غافر: ٣٧] في قِراءَةِ حَفْصٍ، ووَجَّهْنا مَذْهَبَ البَصْرِيِّينَ في نَصْبِ المُضارِعِ.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ","أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ","وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ","أَوۡ یَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰۤ"],"ayah":"وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق