الباحث القرآني

﴿لا شَرِيكَ لَهُ وبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسْلِمِينَ﴾ الظّاهِرُ نَفْيُ كُلِّ شَرِيكٍ، فَهو عامٌّ في كُلِّ شَرِيكٍ فَتَخْصِيصُ ذَلِكَ بِما قِيلَ مِن أنَّهُ لا شَرِيكَ لَهُ في العالَمِ أوْ لا شَرِيكَ لَهُ فِيما أتَقَرَّبُ بِهِ مِنَ العِبادَةِ أوْ لا شَرِيكَ لَهُ في الخَلْقِ والتَّدْبِيرِ أوْ لا شَرِيكَ فِيما شاءَ مِن أفْعالِهِ، الأوْلى بِها أنْ تَكُونَ عَلى جِهَةِ التَّمْثِيلِ لا عَلى التَّخْصِيصِ حَقِيقَةً، والإشارَةُ بِذَلِكَ إلى ما بَعْدَ الأمْرَيْنِ ﴿قُلْ إنَّنِي هَدانِي رَبِّي﴾ [الأنعام: ١٦١] ﴿قُلْ إنَّ صَلاتِي﴾ [الأنعام: ١٦٢] وما بَعْدَها أوْ إلى قَوْلِهِ: ﴿لا شَرِيكَ لَهُ﴾ فَقَطْ أقْوالٌ ثَلاثَةٌ أظْهَرُها الأوَّلُ، والألِفُ واللّامُ في المُسْلِمِينَ لِلْعَهْدِ ويَعْنِي بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ؛ لِأنَّ إسْلامَ كُلِّ نَبِيٍّ سابِقٌ عَلى إسْلامِ أُمَّتِهِ؛ لِأنَّهم مِنهُ يَأْخُذُونَ شَرِيعَتَهُ قالَهُ قَتادَةُ. وقِيلَ: مِنَ العَرَبِ. وقِيلَ: مِن أهْلِ مَكَّةَ. وقالَ الكَلْبِيُّ: أوَّلُهم في هَذا الزَّمانِ. وقِيلَ: أوَّلُهم في المَزِيَّةِ والرُّتْبَةِ والتَّقَدُّمِ يَوْمَ القِيامَةِ. وقِيلَ: مُذْ كُنْتُ نَبِيًّا كُنْتُ مُسْلِمًا، كُنْتُ نَبِيًّا وآدَمُ بَيْنَ الماءِ والطِّينِ، وقالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ الرّازِيُّ: مَعْناهُ مِنَ المُسْلِمِينَ لِقَضاءِ اللَّهِ وقَدَرِهِ إذْ مِنَ المَعْلُومِ أنَّهُ لَيْسَ أوَّلًا لِكُلِّ مُسْلِمٍ. انْتَهى. وفِيهِ إلْغاءُ لَفْظِ أوَّلٍ، ولا تُلْغى (p-٢٦٣) الأسْماءُ، والأحْسَنُ مِن هَذِهِ الأقْوالِ القَوْلُ الأوَّلُ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب