الباحث القرآني
﴿وقالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ نَزَلَتْ في فِنْحاصَ؛ قالَهُ: ابْنُ عَبّاسٍ. وقالَ مُقاتِلٌ: فِيهِ وفي ابْنِ صُورِيّا، وعازِرَ بْنِ أبِي عازِرَ قالُوا ذَلِكَ. ونُسِبَ ذَلِكَ إلى اليَهُودِ، لِأنَّ هَؤُلاءِ عُلَماؤُهم وهم أتْباعُهم في ذَلِكَ. واليَدُ، في الجارِحَةِ: حَقِيقَةٌ، وفي غَيْرِها: مَجازٌ، فَيُرادُ بِها: النِّعْمَةُ، تَقُولُ العَرَبُ: كَمْ يَدٌ لِي عِنْدَ فُلانٍ، والقُوَّةُ والمُلْكُ والقُدْرَةُ. قُلْ: إنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ؛ قالَ الشّاعِرُ:
؎وأنْـتَ عَلَـى أعْبَـاءِ مُلْكِـكَ ذُو يَــدِ
أيْ ذُو قُدْرَةٍ، والتَّأْيِيدُ والنَّصْرُ، يَدُ اللَّهِ مَعَ القاضِي حِينَ يَقْضِي، والقاسِمِ حِينَ يَقْسِمُ. وتَأْتِي صِلَةً ”﴿مِمّا عَمِلَتْ أيْدِينا أنْعامًا﴾ [يس: ٧١]“؛ أيْ: مِمّا عَمِلْنا ﴿أوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] أيِ: الَّذِي لَهُ عُقْدَةُ النِّكاحِ. وظاهِرُ قَوْلِ اليَهُودِ إنَّ لِلَّهِ يَدًا فَإنْ كانُوا أرادُوا الجارِحَةَ فَهو مُناسِبُ مَذْهَبِهِمْ إذْ هو التَّجْسِيمُ، زَعَمُوا أنَّ رَبَّهم أبْيَضُ الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ، قاعِدٌ عَلى كُرْسِيٍّ. وزَعَمُوا أنَّهُ فَرَغَ مِن خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، واسْتَلْقى عَلى ظَهْرِهِ واضِعًا إحْدى رِجْلَيْهِ عَلى الأُخْرى لِلِاسْتِراحَةِ. ورَدَّ اللَّهُ تَعالى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿ولَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ﴾ [الأحقاف: ٣٣] ﴿وما مَسَّنا مِن لُغُوبٍ﴾ [ق: ٣٨] وظاهِرُ مَساقِ الآيَةِ يَدُلُّ (p-٥٢٣)عَلى أنَّهم أرادُوا بِغَلِّ اليَدِ وبَسْطِها المَجازَ عَنِ البُخْلِ والجُودِ، ومِنهُ ﴿ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ﴾ [الإسراء: ٢٩] ولا يَقْصِدُ مَن يَتَكَلَّمُ بِهَذا الكَلامِ إثْباتَ يَدٍ ولا غَلٍّ ولا بَسْطٍ، ولا فَرْقَ عِنْدَهُ بَيْنَ هَذا الكَلامِ وبَيْنَ ما وقَعَ مَجازًا عَنْهُ، كَأنَّهُما كَلامانِ مُتَعاقِبانِ عَلى حَقِيقَةٍ واحِدَةٍ، حَتّى إنَّهُ يَسْتَعْمِلُهُ في مَلِكٍ لا يُعْطِي عَطاءً قَطُّ، ولا يَمْنَعُهُ إلّا بِإشارَتِهِ مِن غَيْرِ اسْتِعْمالِ يَدٍ وبَسْطِها وقَبْضِها. وقالَ حَبِيبٌ في المُعْتَصِمِ:
؎تَعَوَّدَ بَسْطَ الكَفِّ حَتّى لَوَ انَّهُ ∗∗∗ ثَناها لِقَبْضٍ لَمْ تُجِبْهُ أنامِلُهْ
كَنّى بِذَلِكَ عَنِ المُبالَغَةِ في الكَرَمِ. وسَبَبُ مُقالَةِ اليَهُودِ ذَلِكَ عَلى ما قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: هو أنَّ اللَّهَ كانَ يَبْسُطُ لَهُمُ الرِّزْقَ، فَلَمّا عَصَوْا أمْرَ الرَّسُولِ وكَفَرُوا بِهِ كَفَّ عَنْهم ما كانَ يَبْسُطُ لَهم فَقالُوا ذَلِكَ. وقالَ قَتادَةُ: لَمّا اسْتَقْرَضَ مِنهم قالُوا ذَلِكَ وهو بَخِيلٌ. وقِيلَ: لَمّا اسْتَعانَ بِهِمْ في الدِّياتِ. وهَذِهِ الأسْبابُ مُناسِبَةٌ لِسِياقِ الآيَةِ. وقالَ قَتادَةُ أيْضًا: لَمّا أعانَ النَّصارى ”بُخْتَ نَصَّرَ“ المَجُوسِيَّ عَلى تَخْرِيبِ بَيْتِ المَقْدِسِ؛ قالَتِ اليَهُودُ: لَوْ كانَ صَحِيحًا لَمَنَعَنا مِنهُ، فَيَدُهُ مَغْلُولَةٌ. وقالَ الحَسَنُ: مَغْلُولَةٌ عَنْ عَذابِهِمْ فَهي في مَعْنى: ﴿نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأحِبّاؤُهُ﴾ [المائدة: ١٨] وهَذانِ القَوْلانِ يَدْفَعُهُما قَوْلُهُ: ﴿بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ﴾ . وقالَ الكَلْبِيُّ: كانُوا مُخْصِبِينَ وقالُوا ذَلِكَ عِنادًا واسْتِهْزاءً وتَهَكُّمًا. انْتَهى. والظّاهِرُ أنَّ قَوْلَهم: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ خَبَرٌ، وأبْعَدَ مَن ذَهَبَ إلى أنَّهُ اسْتِفْهامٌ: أيَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ حَيْثُ قَتَّرَ المَعِيشَةَ عَلَيْنا ؟ وإلى أنَّها مَمْسُوكَةٌ عَنِ العَطاءِ ذَهَبَ ابْنُ عَبّاسٍ، وقَتادَةُ، والفَرّاءُ، وابْنُ قُتَيْبَةَ، والزَّجّاجُ. أوْ عَنْ عَذابِهِمْ إلّا تَحِلَّةَ القَسَمِ بِقَدْرِ عِبادَتِهِمُ العِجْلَ؛ قالَهُ الحَسَنُ. أوْ إلى أنْ يَرُدَّ عَلَيْنا مُلْكَنا. قالَ الطَّبَرِيُّ: غُلَّتْ أيْدِيهِمْ خَبَرٌ، وإيعادٌ واقِعٌ بِهِمْ في جَهَنَّمَ لا مَحالَةَ. قالَهُ الحَسَنُ: أوْ خَبَرٌ عَنْهم في الدُّنْيا جَعَلَهُمُ اللَّهُ أبْخَلَ قَوْمٍ؛ قالَهُ الزَّجّاجُ. وقالَ مُقاتِلٌ: أمْسَكَتْ عَنِ الخَيْرِ. وقِيلَ: هو دُعاءٌ عَلَيْهِمْ بِالبُخْلِ والنَّكَدِ، ومِن ثَمَّ كانُوا أبْخَلَ خَلْقِ اللَّهِ وأنْكَدَهم. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ دُعاءً عَلَيْهِمْ بِغَلِّ الأيْدِي حَقِيقَةً يُغَلَّلُونَ في الدُّنْيا أُسارى، وفي الآخِرَةِ مُعَذَّبِينَ بِأغْلالِ جَهَنَّمَ. والطِّباقُ مِن حَيْثُ اللَّفْظُ ومُلاحَظَةُ أصْلِ المَجازِ كَما تَقُولُ: سَبَّنِي سَبَّ اللَّهُ دابِرَهُ، لِأنَّ السَّبَّ أصْلُهُ القَطْعُ. (فَإنْ قُلْتَ): كَيْفَ جازَ أنْ يَدْعُوَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِما هو قَبِيحٌ وهو البُخْلُ والنَّكَدُ ؟ (قُلْتُ): المُرادُ بِهِ الدُّعاءُ بِالخِذْلانِ الَّذِي تَقْسُو بِهِ قُلُوبُهم، فَيَزِيدُونَ بُخْلًا إلى بُخْلِهِمْ ونَكَدًا إلى نَكَدِهِمْ، وبِما هو مُسَبَّبٌ عَنِ البُخْلِ والنَّكَدِ مِن لُصُوقِ العارِ بِهِمْ، وسُوءِ الأُحْدُوثَةِ الَّتِي تُخْزِيهِمْ، وتُمَزِّقُ أعْراضَهم؛ . انْتَهى كَلامُهُ. وأخْرَجَهُ جارِيًا عَلى طَرِيقَةِ الِاعْتِزالِ؛ والَّذِي يَظْهَرُ أنَّ قَوْلَهم: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، اسْتِعارَةٌ عَنْ إمْساكِ الإحْسانِ الصّادِرِ مِنَ المَقْهُورِ عَلى الإمْساكِ. ولِذَلِكَ جاءُوا بِلَفْظِ مَغْلُولَةٌ، ولا يُغَلُّ إلّا المَقْهُورُ، فَجاءَ قَوْلُهُ: غُلَّتْ أيْدِيهِمْ، دُعاءٌ عَلَيْهِمْ بِغَلِّ الأيْدِي، فَهم في كُلِّ بَلَدٍ مَعَ كُلِّ أُمَّةٍ مَقْهُورُونَ مَغْلُوبُونَ، لا يَسْتَطِيعُ أحَدٌ مِنهم أنْ يَسْتَطِيلَ ولا أنْ يَسْتَعْلِيَ، فَهي اسْتِعارَةٌ عَنْ ذُلِّهِمْ وقَهْرِهِمْ، وأنَّ أيْدِيَهم لا تَنْبَسِطُ إلى دَفْعِ ضُرٍّ يَنْزِلُ بِهِمْ، وذَلِكَ مُقابَلَةٌ عَمّا تَضَمَّنَهُ قَوْلُهم: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، ولَيْسَتْ هَذِهِ المَقالَةُ بِدْعًا مِنهم فَقَدْ قالُوا: ﴿إنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ ونَحْنُ أغْنِياءُ﴾ [آل عمران: ١٨١] .
﴿غُلَّتْ أيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا﴾ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ خَبَرًا وأنْ يَكُونَ دُعاءً، وبِما قالُوا؛ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ يُرادُ بِهِ مَقالَتُهم هَذِهِ، ويَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ عامًّا فِيما نَسَبُوهُ إلى اللَّهِ مِمّا لا يَجُوزُ نِسْبَتُهُ إلَيْهِ، فَتَنْدَرِجُ هَذِهِ المَقالَةُ في عُمُومِ ما قالُوا. وقَرَأ أبُو السَّمّالِ: بِسُكُونِ العَيْنِ كَما قالُوا: في عُصِرَ عُصْرَ. وقالَ الشّاعِرُ:
لَوْ عُصْـرَ مِنـهُ البَـانُ والمِسْـكُ انْعَصَـرْ
ويُحَسِّنُ هَذِهِ القِراءَةَ أنَّها كَسْرَةٌ بَيْنَ ضَمَّتَيْنِ، فَحَسُنَ التَّخْفِيفُ.
﴿بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ﴾ مُعْتَقَدُ أهْلِ الحَقِّ أنَّ اللَّهَ تَعالى لَيْسَ بِجِسْمٍ (p-٥٢٤)ولا جارِحَةَ لَهُ، ولا يُشَبَّهُ بِشَيْءٍ مِن خَلْقِهِ، ولا يُكَيَّفُ، ولا يَتَحَيَّزُ، ولا تُحِلُّهُ الحَوادِثُ، وكُلُّ هَذا مُقَرَّرٌ في عِلْمِ أُصُولِ الدِّينِ؛ والجُمْهُورُ عَلى أنَّ هَذا اسْتِعارَةٌ عَنْ جُودِهِ وإنْعامِهِ السّابِغِ، وأضافَ ذَلِكَ إلى اليَدَيْنِ جارِيًا عَلى طَرِيقَةِ العَرَبِ في قَوْلِهِمْ: فُلانٌ يُنْفِقُ بِكِلْتا يَدَيْهِ. ومِنهُ قَوْلُهُ:
؎يَداكَ يَدا مَجْدٍ فَكَفٌّ مُفِيدَةٌ ∗∗∗ وكَفٌّ إذا ما ضُنَّ بِالمالِ تُنْفِقُ
ويُؤَيِّدُ أنَّ اليَدَيْنِ هُنا بِمَعْنى الإنْعامِ قَرِينَةُ الإنْفاقِ؛ ومَن نَظَرَ في كَلامِ العَرَبِ عَرَفَ يَقِينًا أنَّ بَسْطَ اليَدِ وقَبْضَها اسْتِعارَةٌ لِلْجُودِ والبُخْلِ، وقَدِ اسْتَعْمَلَتِ العَرَبُ ذَلِكَ حَيْثُ لا يَكُونُ؛ قالَ الشّاعِرُ:
؎جادَ الحِمى بَسِطُ اليَدَيْنِ بِوابِلٍ ∗∗∗ شَكَرَتْ نَداهُ تِلاعُهُ ووِهادُهُ
وقالَ لَبِيدٌ:
؎وغَداةِ رِيحٍ قَدْ وزَعْتُ وقُرَّةٍ ∗∗∗ قَدْ أصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمالِ زِمامُها
ويُقالُ: بَسَطَ اليَأْسُ كَفَّهُ في صَدْرِي، واليَأْسُ مَعْنًى لا عَيْنٌ وقَدْ جَعَلَ لَهُ كَفًّا. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ومَن لَمْ يَنْظُرْ في عِلْمِ البَيانِ عَمِيَ عَنْ تَبَصُّرِ مَحَجَّةِ الصَّوابِ في تَأْوِيلِ أمْثالِ هَذِهِ الآيَةِ، ولَمْ يَتَخَلَّصْ مِن يَدِ الطّاعِنِ إذا عَبَثَتْ بِهِ ثُمَّ قالَ: (فَإنْ قُلْتَ): لِمْ ثُنِّيَتِ اليَدُ في بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ؛ وهي مُفْرَدَةٌ في يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ؟ (قُلْتُ): لِيُكُونَ رَدُّ قَوْلِهِمْ وإنْكارُهُ أبْلَغَ وأدَلَّ عَلى إثْباتِ غايَةِ السَّخاءِ لَهُ ونَفْيِ البُخْلِ عَنْهُ، وذَلِكَ أنَّ غايَةَ ما يَبْذُلُهُ السَّخِيُّ بِما لَهُ مِن نَفْسِهِ، وأنْ يُعْطِيَهُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، فَبُنِيَ المَجازُ عَلى ذَلِكَ. انْتَهى؛ وكَلامُهُ في غايَةِ الحُسْنِ. وقِيلَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: يَداهُ نِعْمَتاهُ، فَقِيلَ: هُما مَجازانِ عَنْ نِعْمَةِ الدِّينِ ونِعْمَةِ الدُّنْيا، أوْ نِعْمَةِ سَلامَةِ الأعْضاءِ والحَواسِّ ونِعْمَةِ الرِّزْقِ والكِفايَةِ، أوِ الظّاهِرَةِ والباطِنَةِ، أوْ نِعْمَةِ المَطَرِ ونِعْمَةِ النَّباتِ، وما ورَدَ مِمّا يُوهِمُ التَّجْسِيمَ كَهَذا. وقَوْلُهُ: ﴿لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص: ٧٥] و﴿مِمّا عَمِلَتْ أيْدِينا﴾ [يس: ٧١] و﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ﴾ [الفتح: ١٠] و﴿لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي﴾ [طه: ٣٩] و﴿تَجْرِي بِأعْيُنِنا﴾ [القمر: ١٤] و﴿هالِكٌ إلّا وجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨] ونَحْوُها. فَجُمْهُورُ الأُمَّةِ أنَّها تُفَسَّرُ عَلى قَوانِينِ اللُّغَةِ ومَجازِ الِاسْتِعارَةِ وغَيْرِ ذَلِكَ مِن أفانِينِ الكَلامِ.
وقالَ قَوْمٌ مِنهُمُ القاضِي أبُو بَكْرِ بْنُ الطَّيِّبِ: هَذِهِ كُلُّها صِفاتٌ زائِدَةٌ عَلى الذّاتِ، ثابِتَةٌ لِلَّهِ تَعالى مِن غَيْرِ تَشْبِيهٍ ولا تَجْدِيدٍ. وقالَ قَوْمٌ مِنهُمُ الشَّعْبِيُّ، وابْنُ المُسَيَّبِ، والثَّوْرِيُّ: نُؤْمِنُ بِها ونُقِرُّ كَما نَصَّتْ، ولا نُعَيِّنُ تَفْسِيرَها، ولا يَسْبِقُ النَّظَرُ فِيها. وهَذانِ القَوْلانِ حَدِيثُ مَن لَمْ يُمْعِنِ النَّظَرَ في لِسانِ العَرَبِ، وهَذِهِ المَسْألَةُ حُجَجُها في عِلْمِ أُصُولِ الدِّينِ. وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ: بَسِيطَتانِ؛ يُقالُ: يَدٌ بَسِيطَةٌ مُطْلَقَةٌ بِالمَعْرُوفِ. في مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ: بَسْطانِ؛ يُقالُ: يَدُهُ بَسْطٌ بِالمَعْرُوفِ؛ وهو عَلى فَعْلٍ؛ كَما تَقُولُ: ناقَةٌ صَرْحٌ، ومِشْيَةٌ سَجْحٌ، ”﴿يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ﴾“ هَذا تَأْكِيدٌ لِلْوَصْفِ بِالسَّخاءِ، وأنَّهُ لا يُنْفِقُ إلّا عَلى ما تَقْتَضِيهِ مَشِيئَتُهُ، ولا مَوْضِعَ لِقَوْلِهِ تُنْفِقُ مِنَ الإعْرابِ إذْ هي جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ، وقالَ الحَوْفِيُّ: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ حالًا مِنَ الضَّمِيرِ في مَبْسُوطَتانِ. انْتَهى. ويَحْتاجُ في هَذَيْنِ الإعْرابَيْنِ إلى أنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ العائِدُ عَلى المُبْتَدَأِ، أوْ عَلى ذِي الحالِ - مَحْذُوفًا؛ التَّقْدِيرُ: يُنْفِقُ بِهِما. قالَ الحَوْفِيُّ: كَيْفَ سُؤالٌ عَنْ حالٍ، وهي نَصْبٌ بَيَشاءُ. انْتَهى. ولا يُعْقَلُ هُنا كَوْنُها سُؤالًا عَنْ حالٍ، بَلْ هي في مَعْنى الشَّرْطِ كَما تَقُولُ: كَيْفَ تَكُونُ أكُونُ، ومَفْعُولُ يَشاءُ مَحْذُوفٌ، وجَوابُ كَيْفَ مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ يُنْفِقُ المُتَقَدِّمُ، كَما يَدُلُّ في قَوْلِكَ: أقُومُ إنْ قامَ زَيْدٌ، عَلى جَوابِ الشَّرْطِ؛ والتَّقْدِيرُ: يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ أنْ يُنْفِقَ يُنْفِقُ، كَما تَقُولُ: كَيْفَ تَشاءُ أنْ أضْرِبَكَ (p-٥٢٥)أضْرِبُكَ، ولا يَجُوزُ أنْ يَعْمَلَ كَيْفَ يُنْفِقُ لِأنَّ اسْمَ الشَّرْطِ لا يَعْمَلُ فِيهِ ما قَبْلَهُ إلّا إنْ كانَ جارًّا، فَقَدْ يَعْمَلُ في بَعْضِ أسْماءِ الشَّرْطِ. ونَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فَيَبْسُطُهُ في السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ﴾ [الروم: ٤٨] .
﴿ولَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنهم ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ طُغْيانًا وكُفْرًا﴾ عَلَّقَ بِكَثِيرٍ، لِأنَّ مِنهم مَن آمَنَ ومَن لا يَزْدادُ إلّا طُغْيانًا، وهَذا إعْلامٌ لِلرَّسُولِ بِفَرْطِ عُتُوِّهِمْ إذْ كانُوا يَنْبَغِي لَهم أنْ يُبادِرُوا بِالإيمانِ بِسَبَبِ ما أخْبَرَهم بِهِ اللَّهُ تَعالى عَلى لِسانِ رَسُولِهِ مِنَ الأسْرارِ الَّتِي يَكْتُمُونَها ولا يَعْرِفُها غَيْرُهم، لَكِنْ رَتَّبُوا عَلى ذَلِكَ غَيْرَ مُقْتَضاهُ، وزادَهم ذَلِكَ طُغْيانًا وكُفْرًا، وذَلِكَ لِفَرْطِ عِنادِهِمْ وحَسَدِهِمْ. وقالَ الزَّجّاجُ: كُلَّما نَزَلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ كَفَرُوا بِهِ. وقالَ مُقاتِلٌ: ولَيَزِيدَنَّ بَنِي النَّضِيرِ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ مِن أمْرِ الرَّجْمِ والدِّماءِ. وقِيلَ: المُرادُ بِالكَثِيرِ؛ عُلَماءُ اليَهُودِ. وقِيلَ: إقامَتُهم عَلى الكُفْرِ زِيادَةٌ مِنهم في الكُفْرِ.
﴿وألْقَيْنا بَيْنَهُمُ العَداوَةَ والبَغْضاءَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ﴾ قِيلَ: الضَّمِيرُ في بَيْنِهِمْ عائِدٌ عَلى اليَهُودِ والنَّصارى، لِأنَّهُ جَرى ذِكْرُهم في قَوْلِهِ: ﴿لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ والنَّصارى أوْلِياءَ﴾ [المائدة: ٥١] ولِشُمُولِ قَوْلِهِ: ﴿ياأهْلَ الكِتابِ﴾ [المائدة: ٥٩] لِلْفَرِيقَيْنِ؛ وهَذا قَوْلُ الحَسَنِ، ومُجاهِدٍ. وقِيلَ: هو عائِدٌ عَلى اليَهُودِ، إذْ هم جَبْرِيَّةٌ وقَدَرِيَّةٌ ومُوَحِّدَةٌ ومُشَبِّهَةٌ، وكَذَلِكَ فَرَّقَ النَّصارى كالمَلْكانِيَّةِ واليَعْقُوبِيَّةِ والنَّسْطُورِيةِ. والَّذِي يَظْهَرُ أنَّ المَعْنى لا يَزالُونَ مُتَباغِضِينَ مُتَعادِينَ، فَلا يُمْكِنُ اجْتِماعُ كَلِمَتِهِمْ عَلى قِتالِكَ، ولا يَقْدِرُونَ عَلى ضَرَرِكَ، ولا يَصِلُونَ إلَيْكَ ولا إلى أتْباعِكَ، لِأنَّ الطّائِفَتَيْنِ لا تَوادَّ بَيْنَهم فَيَجْتَمِعانِ عَلى حَرْبِكَ. وفي ذَلِكَ إخْبارٌ بِالمُغَيَّبِ، وهو أنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعْ لِحَرْبِ المُسْلِمِينَ جَيْشا يَهُودٍ ونَصارى مُذْ كانَ الإسْلامُ إلى هَذا الوَقْتِ. وأشارَ إلى هَذا المَعْنى الزَّمَخْشَرِيُّ بِقَوْلِهِ: فَكُلُّهم أبَدًا مُخْتَلِفٌ وقُلُوبُهم شَتّى، لا يَقَعُ اتِّفاقٌ بَيْنَهم ولا تَعاضُدٌ. انْتَهى. والعَداوَةُ أخَصُّ مِنَ البَغْضاءِ، لِأنَّ كُلَّ عَدُوٍّ مُبْغَضٌ، وقَدْ يُبْغَضُ مَن لَيْسَ بِعَدُوٍّ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وكَأنَّ العَداوَةَ شَيْءٌ يُشْهَدُ يَكُونُ عَنْهُ عَمَلٌ وحَرْبٌ، والبَغْضاءُ لا تَتَجاوَزُ النُّفُوسَ. انْتَهى كَلامُهُ.
﴿كُلَّما أوْقَدُوا نارًا لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللَّهُ﴾ قالَ قَوْمٌ: هو عَلى (p-٥٢٦)حَقِيقَتِهِ ولَيْسَ اسْتِعارَةً، وهو أنَّ العَرَبَ كانَتْ تَتَواعَدُ لِلْقِتالِ، وعَلامَتُهم إيقادُ نارٍ عَلى جَبَلٍ أوْ رَبْوَةٍ، فَيَتَبادَرُونَ والجَيْشُ يَسْرِي لَيْلًا فَيُوقِدُ مَن مَرَّ بِهِمْ لَيْلًا النّارَ فَيَكُونُ إنْذارًا، وهَذِهِ عادَةٌ لَنا مَعَ الرُّومِ عَلى جَزِيرَةِ الأنْدَلُسِ، يَكُونُ قَرِيبًا مِن دِيارِهِمْ رَبِيئَةً لِلْمُسْلِمِينَ مُسْتَخْفٍ في جَبَلٍ في غارٍ، فَإذا خَرَجَ الكُفّارُ لِحَرْبِ المُسْلِمِينَ أوْقَدَ نارًا، فَإذا رَآها رَبِيئَةٌ آخَرُ قَدْ أعَدَّ لِلْمُسْلِمِينَ في قَرِيبٍ مِن ذَلِكَ الجَبَلِ أوْقَدَ نارًا، وهَكَذا إلى أنْ يَصِلَ الخَبَرُ لِلْمُسْلِمِينَ في أقْرَبِ زَمانٍ، ويَعْرِفُ ذَلِكَ مِن أيِّ جِهَةِ نَهْرٍ مِنَ الكُفّارِ، فَيُعِدُّ المُسْلِمُونَ لِلِقائِهِمْ. وقِيلَ: إذا تَراءى الجَمْعانِ وتَنازَلَ العَسْكَرانِ أوْقَدُوا بِاللَّيْلِ نارًا مَخافَةَ البَياتِ، فَهَذا أصْلُ نارِ الحَرْبِ. وقِيلَ: كانُوا إذا تَحالَفُوا عَلى الجِدِّ في حَرْبِهِمْ أوْقَدُوا نارًا وتَحالَفُوا، فَعَلى كَوْنِ النّارِ حَقِيقَةً يَكُونُ مَعْنى إطْفائِها أنَّهُ ألْقى اللَّهُ الرُّعْبَ في قُلُوبِهِمْ فَخافُوا أنْ يُغْشَوْا في مَنازِلِهِمْ فَيَضَعُونَ، فَلَمّا تَقاعَدُوا عَنْهم أطَفْؤُها، وأضافَ تَعالى الإطْفاءَ إلَيْهِ إضافَةَ المُسَبَّبِ إلى سَبَبِهِ الأصْلِيِّ.
وقالَ الجُمْهُورُ: هو اسْتِعارَةٌ، وإيقادُ النّارِ عِبارَةٌ عَنْ إظْهارِ الحِقْدِ والكَيْدِ والمَكْرِ بِالمُؤْمِنِينَ والِاغْتِيالِ والقِتالِ، وإطْفاؤُها صَرْفُ اللَّهِ عَنْهم ذَلِكَ، وتَفَرُّقِ آرائِهِمْ، وحَلِّ عَزائِمِهِمْ، وتَفَرُّقِ كَلِمَتِهِمْ، وإلْقاءِ الرُّعْبِ في قُلُوبِهِمْ. فَهم لا يُرِيدُونَ مُحارَبَةَ أحَدٍ إلّا غُلِبُوا وقُهِرُوا، ولَمْ يَقُمْ لَهم نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعالى عَلى أحَدٍ، وقَدْ أتاهُمُ الإسْلامُ وهم في مِلْكِ المَجُوسِ. وقِيلَ: خالَفُوا اليَهُودَ فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بُخْتَنَصَّرَ، ثُمَّ أفْسَدُوا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِطْرِيقَ الرُّومِيَّ، ثُمَّ أفْسَدُوا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ المَجُوسَ، ثُمَّ أفْسَدُوا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ المُسْلِمِينَ. وقالَ قَوْمٌ: هَذا مَثَلٌ ضُرِبَ لِاجْتِهادِهِمْ في المُحارَبَةِ، والتِهابِ شُواظِ قُلُوبِهِمْ، وغَلَيانِ صُدُورِهِمْ. ومِنهُ: الآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ؛ لِلْجِدِّ في الحَرْبِ، وفُلانٌ مُسْعِرُ حَرْبٍ يُهَيِّجُها بِبَسالَتِهِ، وضُرِبَ الإطْفاءُ مَثَلًا لِإرْغامِ أُنُوفِهِمْ وخِذْلانِهِمْ في كُلِّ مَوْطِنٍ. قالَ مُجاهِدٌ: هي تَبْشِيرٌ لِلرَّسُولِ بِأنَّهم كُلَّما حارَبُوهُ نُصِرَ عَلَيْهِمْ، وإشارَةٌ إلى حاضِرِيهِ مِنَ اليَهُودِ. وقالَ السُّدِّيُّ والرَّبِيعُ وغَيْرُهُما: هي إخْبارٌ عَنْ أسْلافِهِمْ مُنْذُ عُصُورٍ هَدَّ اللَّهُ مُلْكَهم، فَلا تُرْفَعُ لَهم رايَةٌ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، ولا يُقاتِلُونَ جَمِيعًا إلّا في قُرًى مُحَصَّنَةٍ. وقالَ قَتادَةُ: لا تَلْقى اليَهُودَ بِبَلْدَةٍ إلّا وجَدْتَهم مِن أذَلِّ النّاسِ.
﴿ويَسْعَوْنَ في الأرْضِ فَسادًا﴾ يَحْتَمِلُ أنْ يُرِيدَ بِالسَّعْيِ نَقْلَ الأقْدامِ؛ أيْ: لا يَكْتَفُونَ في إظْهارِ الفَسادِ إلّا بِنَقْلِ أقْدامِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَيَكُونُ أبْلَغَ في الِاجْتِهادِ، والظّاهِرُ أنَّهُ يُرادُ بِهِ العَمَلُ والفِعْلُ؛ أيْ: يَجْتَهِدُونَ في كَيْدِ أهْلِ الإسْلامِ ومَحْوِ ذِكْرِ الرَّسُولِ مِن كُتُبِهِمْ؛ والأرْضُ يَجُوزُ أنْ يُرادَ بِها الجِنْسُ، أوْ أرْضُ الحِجازِ، فَتَكُونُ ”ألْ“ فِيهِ لِلْعَهْدِ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ ومُقاتِلٌ: فَسادُهم بِالمَعاصِي. وقالَ الزَّجّاجُ: بِدَفْعِ الإسْلامِ ومَحْوِ ذِكْرِ الرَّسُولِ مِن كُتُبِهِمْ. وقِيلَ: بِسَفْكِ الدِّماءِ واسْتِحْلالِ المَحارِمِ. وقِيلَ: بِالكُفْرِ. وقِيلَ: بِالظُّلْمِ، وكُلُّ هَذِهِ الأقْوالِ مُتَقارِبَةٌ.
﴿واللَّهُ لا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ﴾ ظاهِرُ المُفْسِدِينَ العُمُومُ، فَيَنْدَرِجُ هَؤُلاءِ فِيهِمْ. وقِيلَ: ألْ، لِلْعَهْدِ؛ وهم هَؤُلاءِ. وانْتِفاءُ المَحَبَّةِ كِنايَةٌ عَنْ كَوْنِهِ لا يَعُودُ عَلَيْهِمْ بِفَضْلِهِ وإحْسانِهِ، فَهَؤُلاءِ يُثِيبُهم. وإذا لَمْ يُثِبْهم فَهو مُعاقِبُهم، إذْ لا واسِطَةَ بَيْنَ العِقابِ والثَّوابِ.
{"ayah":"وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَیۡدِیهِمۡ وَلُعِنُوا۟ بِمَا قَالُوا۟ۘ بَلۡ یَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ یُنفِقُ كَیۡفَ یَشَاۤءُۚ وَلَیَزِیدَنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُم مَّاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡیَـٰنࣰا وَكُفۡرࣰاۚ وَأَلۡقَیۡنَا بَیۡنَهُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ كُلَّمَاۤ أَوۡقَدُوا۟ نَارࣰا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ وَیَسۡعَوۡنَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَسَادࣰاۚ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق