الباحث القرآني

﴿وتَرى كَثِيرًا مِنهم يُسارِعُونَ في الإثْمِ والعُدْوانِ وأكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ يَحْتَمِلُ تَرى أنْ تَكُونَ بَصَرِيَّةً، فَيَكُونَ يُسارِعُونَ صِفَةً: وأنْ تَكُونَ عِلْمِيَّةً، فَيَكُونَ مَفْعُولًا ثانِيًا. والمُسارَعَةُ: الشُّرُوعُ بِسُرْعَةٍ. والإثْمُ: الكَذِبُ. والعُدْوانُ: الظُّلْمُ. يَدُلُّ قَوْلُهُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ عَلى ذَلِكَ، ولَيْسَ حَقِيقَةَ الإثْمِ الكَذِبُ، إذِ الإثْمُ هو المُتَعَلِّقُ بِصاحِبِ المَعْصِيَةِ، أوِ الإثْمُ ما يَخْتَصُّ بِهِمْ، والعُدْوانُ ما يَتَعَدّى بِهِمْ إلى غَيْرِهِمْ. أوِ الإثْمُ الكُفْرُ، والعُدْوانُ الِاعْتِداءُ. أوِ الإثْمُ ما كَتَمُوهُ مِنَ الإيمانِ، والعُدْوانُ ما يُتَعَدّى فِيها. وقِيلَ: العُدْوانُ تَعَدِّيهِمْ حُدُودَ اللَّهِ أقْوالٌ خَمْسَةٌ. والجُمْهُورُ عَلى أنَّ السُّحْتَ هو الرَّشا، وقِيلَ: هو الرِّبا، وقِيلَ: هو الرَّشا وسائِرُ مَكْسَبِهِمُ الخَبِيثِ. وعَلَّقَ الرُّؤْيَةَ بِالكَثِيرِ مِنهم، لِأنَّ بَعْضَهم كانَ لا يَتَعاطى ذَلِكَ المَجْمُوعَ أوْ بَعْضَهُ، وأكْثَرُ اسْتِعْمالِ المُسارَعَةِ في الخَيْرِ فَكَأنَّ هَذِهِ (p-٥٢٢)المَعاصِي عِنْدَهم مِن قَبِيلِ الطّاعاتِ، فَلِذَلِكَ يُسارِعُونَ فِيها؛ والإثْمُ يَتَناوَلُ كُلَّ مَعْصِيَةٍ يَتَرَتَّبُ عَلَيْها العِقابُ، فَجُرِّدَ مِن ذَلِكَ العُدْوانُ وأكْلُ السُّحْتِ، وخُصّا بِالذِّكْرِ تَعْظِيمًا لِهاتَيْنِ المَعْصِيَتَيْنِ وهُما: ظُلْمُ غَيْرِهِمْ، والمَطْعَمُ الخَبِيثُ الَّذِي يَنْشَأُ عَنْهُ عَدَمُ قَبُولِ الأعْمالِ الصّالِحَةِ؛ وقَرَأ أبُو حَيْوَةَ: العِدْوانِ؛ بِكَسْرِ ضَمَّةِ العَيْنِ، وتَقَدَّمَ الكَلامُ في ما بَعْدَ بِئْسَ في قَوْلِهِ: ﴿بِئْسَما اشْتَرَوْا بِهِ﴾ [البقرة: ٩٠] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب