الباحث القرآني
﴿فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ﴾ [النساء: ١٣] تَقَدَّمَ الكَلامُ عَلى مِثْلِ هَذِهِ الجُمْلَةِ.
(لَعَنّاهم) أيْ: طَرَدْناهم وأبْعَدْناهم مِنَ الرَّحْمَةِ، قالَهُ عَطاءٌ والزَّجّاجُ. أوْ عَذَّبْناهم بِالمَسْخِ قِرَدَةً وخَنازِيرَ كَما قالَ: ﴿أوْ نَلْعَنَهم كَما لَعَنّا أصْحابَ السَّبْتِ﴾ [النساء: ٤٧] أيْ: نَمْسَخَهم كَما مَسَخْناهم قالَهُ الحَسَنُ، ومُقاتِلٌ. أوْ عَذَّبْناهم بِأخْذِ الجِزْيَةِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ. وقالَ قَتادَةُ: نَقَضُوا المِيثاقَ بِتَكْذِيبِ الرُّسُلِ الَّذِينَ جاءُوا بَعْدَ مُوسى، وقَتْلِهِمُ الأنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ، وتَضْيِيعِ الفَرائِضِ.
﴿وجَعَلْنا قُلُوبَهم قاسِيَةً﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: جافِيَةً جافَّةً. وقِيلَ: غَلِيظَةً لا تَلِينُ. وقِيلَ: مُنْكِرَةً لا تَقْبَلُ الوَعْظَ، وكُلُّ هَذا مُتَقارِبٌ. وقَسْوَةُ القَلْبِ: غِلَظُهُ وصَلابَتُهُ، حَتّى لا يَنْفَعِلَ لِخَيْرٍ. وقَرَأ الجُمْهُورُ مِنَ السَّبْعَةِ: قاسِيَةً، اسْمُ فاعِلٍ مِن قَسا يَقْسُو. وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ، وحَمْزَةُ، والكِسائِيُّ: قَسِيَّةً، بِغَيْرِ ألِفٍ وبِتَشْدِيدِ الياءِ، وهي فَعِيلٌ لِلْمُبالَغَةِ كَشاهِدٍ وشَهِيدٍ. وقالَ قَوْمٌ: هَذِهِ القِراءَةُ لَيْسَتْ مِن مَعْنى القَسْوَةِ، وإنَّما هي كالقَسِيَّةِ مِنَ الدَّراهِمِ، وهي الَّتِي خالَطَها غِشٌّ وتَدْلِيسٌ، وكَذَلِكَ القُلُوبُ لَمْ يَصْفُ الإيمانُ بَلْ خالَطَها الكُفْرُ والفَسادُ. قالَ أبُو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ:
لَهم صَواهِلُ في صُمِّ السِّلاحِ كَما صاحَ القَسِيّاتُ في أيْدِي الصَّيارِيفِ
وقالَ آخَرُ:
؎فَما زادُونِي غَيْرَ سَحْقِ عِمامَةٍ وخَمْسَ مِيءٍ فِيها قَسِيٌّ وزائِفُ
قالَ الفارِسِيُّ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ مُعَرَّبَةٌ ولَيْسَتْ بِأصْلٍ في كَلامِ العَرَبِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ (قَسِيَّةً) أيْ: رَدِيئَةً مَغْشُوشَةً، مِن قَوْلِهِمْ: دِرْهَمٌ قَسِيٌّ، وهو مِنَ القَسْوَةِ، لِأنَّ الذَّهَبَ والفِضَّةَ الخالِصَتَيْنِ فِيهِما لِينٌ، والمَغْشُوشُ فِيهِ يُبْسٌ وصَلابَةٌ. والقاسِي والقاسِحُ، بِالحاءِ، أخَوانِ في الدَّلالَةِ عَلى اليُبْسِ والصَّلابَةِ. انْتَهى. وقالَ المُبَرِّدُ: سُمِّيَ الدِّرْهَمُ الزّائِفُ قَسِيًّا لِشِدَّتِهِ بِالغِشِّ الَّذِي فِيهِ، وهو يَرْجِعُ إلى المَعْنى الأوَّلِ، والقاسِي والقاسِحُ بِمَعْنًى واحِدٍ. انْتَهى. وقَوْلُ المُبَرِّدِ: مُخالِفٌ لِقَوْلِ الفارِسِيِّ، لِأنَّ المَعْهُودَ جَعْلُهُ عَرَبِيًّا مِنَ القَسْوَةِ، والفارِسِيُّ جَعَلَهُ مُعَرَّبًا دَخِيلًا في كَلامِ العَرَبِ ولَيْسَ مِن ألْفاظِها.
وقَرَأ الهَيْصَمُ بْنُ شَدّاخٍ: (قُسِيَّةً)، بِضَمِّ القافِ وتَشْدِيدِ الياءِ، كَحُنِيٍّ. وقُرِئَ بِكَسْرِ القافِ إتْباعًا. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: خَذَلْناهم ومَنَعْناهُمُ الألْطافَ حَتّى قَسَتْ قُلُوبُهم، أوْ أمْلَيْنا لَهم ولَمْ نُعاجِلْهم بِالعُقُوبَةِ حَتّى قَسَتْ. انْتَهى. وهو عَلى مَذْهَبِهِ الِاعْتِزالِيِّ. وأمّا أهْلُ السُّنَّةِ فَيَقُولُونَ: إنَّ اللَّهَ خَلَقَ القَسْوَةَ في قُلُوبِهِمْ.
﴿يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ﴾ أيْ: يُغَيِّرُونَ ما شَقَّ عَلَيْهِمْ مِن أحْكامِها، كَآيَةِ الرَّجْمِ بَدَّلُوها لِرُؤَسائِهِمْ بِالتَّحْمِيمِ وهو تَسْوِيدُ الوَجْهِ بِالفَحْمِ، قالَ مَعْناهُ ابْنُ عَبّاسٍ وغَيْرُهُ، وقالُوا: التَّحْرِيفُ بِالتَّأْوِيلِ لا بِتَغْيِيرِ الألْفاظِ، ولا قُدْرَةَ لَهم عَلى تَغْيِيرِها ولا يُمْكِنُ. ألا تَراهم وضَعُوا أيْدِيَهم عَلى آيَةِ الرَّجْمِ ؟ وقالَ مُقاتِلٌ: تَحْرِيفُهُمُ (p-٤٤٦)الكَلِمَ هو تَغْيِيرُهم صِفَةَ الرَّسُولِ أزالُوها وكَتَبُوا مَكانَها صِفَةً أُخْرى فَغَيَّرُوا المَعْنى والألْفاظَ، والصَّحِيحُ أنَّ تَحْرِيفَ الكَلِمِ عَنْ مَواضِعِهِ هو التَّغْيِيرُ في اللَّفْظِ والمَعْنى، ومَنِ اطَّلَعَ عَلى التَّوْراةِ عَلِمَ ذَلِكَ حَقِيقَةً، وقَدْ تَقَدَّمَ الكَلامُ عَلى هَذا المَعْنى. وهَذِهِ الجُمْلَةُ وما بَعْدَها جاءَتْ بَيانًا لِقَسْوَةِ قُلُوبِهِمْ، ولا قَسْوَةَ أشَدُّ مِنَ الِافْتِراءِ عَلى اللَّهِ تَعالى وتَغْيِيرِ وحْيِهِ. وقَرَأ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ والنَّخَعِيُّ الكَلامَ بِالألِفِ. وقَرَأ أبُو رَجاءٍ: الكِلْمَ، بِكَسْرِ الكافِ وسُكُونِ اللّامِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ: الكَلِمَ، بِفَتْحِ الكافِ.
﴿ونَسُوا حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ وهَذا أيْضًا مِن قَسْوَةِ قُلُوبِهِمْ وسُوءِ فِعْلِهِمْ بِأنْفُسِهِمْ، حَيْثُ ذُكِّرُوا بِشَيْءٍ فَنَسُوهُ وتَرَكُوهُ، وهَذا الحَظُّ مِنَ المِيثاقِ المَأْخُوذِ عَلَيْهِمْ. وقِيلَ: لَمّا غَيَّرُوا ما غَيَّرُوا مِنَ التَّوْراةِ اسْتَمَرُّوا عَلى تِلاوَةِ ما غَيَّرُوهُ، فَنَسُوا حَظًّا مِمّا في التَّوْراةِ قالَهُ مُجاهِدٌ. وقِيلَ: أنْساهم نَصِيبًا مِنَ الكِتابِ بِسَبَبِ مَعاصِيهِمْ، وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَدْ يَنْسى المَرْءُ بَعْضَ العِلْمِ بِالمَعْصِيَةِ، وتَلا هَذِهِ الآيَةَ. وقالَ الشّاعِرُ:
؎شَكَوْتُ إلى وكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ∗∗∗ فَأوْمَأ لِي إلى تَرْكِ المَعاصِي
وقِيلَ: تَرَكُوا نَصِيبَهم مِمّا أُمِرُوا بِهِ مِنَ الإيمانِ بِالرَّسُولِ وبَيانِ نَعْتِهِ.
﴿ولا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنهم إلّا قَلِيلًا مِنهُمْ﴾ أيْ: هَذِهِ عادَتُهم ودَيْدَنُهم مَعَكَ، وهم عَلى مَكانِ أسْلافِهِمْ مِن خِيانَةِ الرُّسُلِ وقَتْلِهِمُ الأنْبِياءَ. فَهم لا يَزالُونَ يُخَوِّفُونَكَ ويَنْكُثُونَ عُهُودَكَ، ويُظاهِرُونَ عَلَيْكَ أعْداءَكَ، ويَهُمُّونَ بِالقَتْلِ بِكَ، وأنْ يُسِمُّوكَ. ويَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ الخائِنَةُ مَصْدَرًا كالعافِيَةِ، ويَدُلُّ عَلى ذَلِكَ قِراءَةُ الأعْمَشِ (عَلى خِيانَةٍ) أوِ اسْمَ فاعِلٍ، والهاءُ لِلْمُبالَغَةِ، كَراوِيَةٍ؛ أيْ: خائِنٍ، أوْ صِفَةً لِمُؤَنَّثٍ؛ أيْ: قَرْيَةٍ خائِنَةٍ، أوْ فِعْلَةٍ خائِنَةٍ، أوْ نَفْسٍ خائِنَةٍ. والظّاهِرُ في الِاسْتِثْناءِ أنَّهُ مِنَ الأشْخاصِ في هَذِهِ الجُمْلَةِ، والمُسْتَثْنَوْنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ وأصْحابُهُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ويَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ في الأفْعالِ؛ أيْ: إلّا فِعْلًا قَلِيلًا مِنهم؛ فَلا تَطَّلِعُ فِيهِ عَلى خِيانَةٍ. وقِيلَ: الِاسْتِثْناءُ مِن قَوْلِهِ: ﴿وجَعَلْنا قُلُوبَهم قاسِيَةً﴾ والمُرادُ بِهِ المُؤْمِنُونَ، فَإنَّ القَسْوَةَ زالَتْ عَنْ قُلُوبِهِمْ، وهَذا فِيهِ بُعْدٌ.
﴿فاعْفُ عَنْهم واصْفَحْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ ظاهِرُهُ الأمْرُ بِالمَعْرُوفِ والصَّفْحُ عَنْهم جَمِيعِهم، وذَلِكَ بَعْثٌ عَلى حُسْنِ التَّخَلُّقِ مَعَهم ومَكارِمِ الأخْلاقِ. وقالَ ابْنُ جَرِيرٍ: يَجُوزُ أنْ يَعْفُوَ عَنْهم في مَغْدِرَةٍ فَعَلُوها ما لَمْ يَنْصِبُوا حَرْبًا ولَمْ يَمْتَنِعُوا مِن أداءِ جِزْيَةٍ. وقِيلَ: الضَّمِيرُ عائِدٌ عَلى مَن آمَنُ مِنهم، فَلا تُؤاخِذْهم بِما سَلَفَ مِنهم، فَيَكُونُ عائِدًا عَلى المُسْتَثْنَيْنَ. وقِيلَ: هَذا الأمْرُ مَنسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ. وقِيلَ: بِقَوْلِهِ: ﴿قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [التوبة: ٢٩] . وقِيلَ: بِقَوْلِهِ: ﴿وإمّا تَخافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيانَةً﴾ [الأنفال: ٥٨] وفُسِّرَ قَوْلُهُ: يُحِبُّ المُحْسِنِينَ، بِالعافِينَ عَنِ النّاسِ، وبِالَّذِينِ أحْسَنُوا عَمَلَهم بِالإيمانِ، وبِالمُسْتَثْنَيْنَ: وهُمُ الَّذِينَ ما نَقَضُوا العَهْدَ والَّذِينَ آمَنُوا وبِالنَّبِيِّ، عَلَيْهِ السَّلامُ،، لِأنَّهُ المَأْمُورُ في الآيَةِ بِالصَّفْحِ والعَفْوِ.
{"ayah":"فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّیثَـٰقَهُمۡ لَعَنَّـٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَـٰسِیَةࣰۖ یُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَنَسُوا۟ حَظࣰّا مِّمَّا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَاۤىِٕنَةࣲ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنۡهُمۡۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق