الباحث القرآني

﴿هَذا بَيانٌ لِلنّاسِ وهُدًى ومَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ قالَ الحَسَنُ وقَتادَةُ وابْنُ جُرَيْجٍ والرَّبِيعُ: الإشارَةُ إلى القُرْآنِ. وقِيلَ: الإشارَةُ إلى قَوْلِهِ: ”﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكم سُنَنٌ﴾ [آل عمران: ١٣٧]“ . قالَهُ ابْنُ إسْحاقَ، والطَّبَرِيُّ، وجَماعَةٌ. أيْ هَذا تَفْسِيرٌ لِلنّاسِ إنْ قَبِلُوهُ. وقالَ الشَّعْبِيُّ: هَذا بَيانٌ لِلنّاسِ مِنَ العَمى. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هَذا بَيانٌ لِلنّاسِ، إيضاحٌ لِسُوءِ عاقِبَةِ ما هم عَلَيْهِ مِنَ التَّكْذِيبِ. يَعْنِي حَثَّهم عَلى النَّظَرِ في سُوءِ عَواقِبِ المُكَذِّبِينَ قَبْلَهم، والِاعْتِبارَ بِما يُعايِنُونَ مِن آثارِ هَلاكِهِمْ. ”﴿وهُدًى ومَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾“ يَعْنِي: أنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ بَيانًا وتَنْبِيهًا لِلْمُكَذِّبِينَ فَهو زِيادَةٌ وتَثْبِيتٌ ومَوْعِظَةٌ لِلَّذِينِ اتَّقَوْا مِنَ المُؤْمِنِينَ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ قَدْ خَلَتْ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ لِلْبَعْثِ عَلى الإيمانِ، وما يَسْتَحِقُّ بِهِ ما ذَكَرَ مِن أجْرِ العامِلِينَ. ويَكُونُ قَوْلُهُ: ”﴿هَذا بَيانٌ﴾“ إشارَةٌ إلى ما لَخَّصَ وبَيَّنَ مِن أمْرِ المُتَّقِينَ والتّائِبِينَ والمُصِرِّينَ. انْتَهى كَلامُهُ. وهو حَسَنٌ. ولَمّا كانَ ظاهِرًا واضِحًا قالَ: بَيانٌ لِلنّاسِ. ولَمّا كانَتِ المَوْعِظَةُ والهُدى لا يَكُونانِ إلّا لِمَنِ اتَّقى خَصَّ بِذَلِكَ المُتَّقِينَ؛ لِأنَّ مَن عَمى فِكْرُهُ وقَسا فُؤادُهُ لا يَهْتَدِي ولا يَتَّعِظُ، فَلا يُناسِبُ أنْ يُضافَ إلَيْهِ الهُدى والمَوْعِظَةُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب