الباحث القرآني
﴿وتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ﴾ وتِلْكَ إشارَةٌ إلى المَصْدَرِ المَفْهُومِ مِن قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ نُـرَبِّكَ فِينا ولِيدًا﴾ [الشعراء: ١٨]؛ وذَكَّرَ بِهَذا آخِرًا عَلى ما بَدَأ بِهِ فِرْعَوْنُ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ نُرَبِّكَ﴾ [الشعراء: ١٨] . والظّاهِرُ أنَّ هَذا الكَلامَ إقْرارٌ مِن مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِالنِّعْمَةِ، كَأنَّهُ يَقُولُ: وتَرْبِيَتُكَ لِي نِعْمَةٌ عَلَيَّ مِن حَيْثُ عَبَّدْتَ غَيْرِي وتَرَكْتَنِي واتَّخَذْتَنِي ولَدًا، ولَكِنْ لا يَدْفَعُ ذَلِكَ رِسالَتِي. وإلى هَذا التَّأْوِيلِ ذَهَبَ السُّدِّيُّ والطَّبَرَيُّ. وقالَ قَتادَةُ: هَذا مِنهُ عَلى جِهَةِ الإنْكارِ عَلَيْهِ أنْ تَكُونَ نِعْمَةً، كَأنَّهُ يَقُولُ: أوَيَصِحُّ لَكَ أنْ تَعْتَدَّ عَلَيَّ نِعْمَةَ تَرْكِ قَتْلِي مِن أجْلِ أنَّكَ ظَلَمْتَ بَنِي إسْرائِيلَ وقَتَلْتَهم ؟ أيْ لَيْسَتْ بِنِعْمَةٍ، لِأنَّ الواجِبَ كانَ أنْ لا تَقْتُلَنِي ولا تَقْتُلَهم ولا تَسْتَعْبِدَهم بِالقَتْلِ والخِدْمَةِ وغَيْرِ ذَلِكَ. وقَرَأ الضَّحّاكُ: ”وتِلْكَ نِعْمَةٌ ما لَكَ أنْ تَمُنَّها“، وهَذِهِ قِراءَةٌ تُؤَيَّدُ هَذا التَّأْوِيلَ، وهَذا التَّأْوِيلُ فِيهِ مُخالَفَةٌ لِفِرْعَوْنَ ونَقْضُ كَلامِهِ كُلِّهِ. والقَوْلُ الأوَّلُ فِيهِ إنْصافٌ واعْتِرافٌ. وقالَ الأخْفَشُ والفَرّاءُ: قَبْلَ الواوِ هَمْزَةُ اسْتِفْهامٍ يُرادُ بِهِ الإنْكارُ، وحُذِفَتْ لِدَلالَةِ المَعْنى عَلَيْها، ورَدَّهُ النَّحّاسُ بِأنَّها لا تُحْذَفُ، لِأنَّها حَرْفٌ يَحْدُثُ مَعَها مَعْنًى، إلّا إنْ كانَ في الكَلامِ أمْ لا خِلافَ في ذَلِكَ إلّا شَيْئًا قالَهُ الفَرّاءُ مِن أنَّهُ يَجُوزُ حَذْفُها مَعَ أفْعالِ الشَّكِّ، وحَكى: تَرى زَيْدًا مُنْطَلِقًا، بِمَعْنى: ألا تَرى ؟ وكانَ الأخْفَشُ الأصْغَرُ يَقُولُ: أخَذَهُ مِن ألْفاظِ العامَّةِ. وقالَ الضَّحّاكُ: الكَلامُ إذا خَرَجَ مَخْرَجَ التَّبْكِيتِ يَكُونُ بِاسْتِفْهامٍ وبِغَيْرِ اسْتِفْهامٍ، والمَعْنى: لَوْ لَمْ يُقَتِّلْ بَنِي إسْرائِيلَ لَرَبّانِي أبَوايَ، فَأيُّ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَيَّ فَأنْتَ تَمُنُّ عَلَيَّ بِما لا يَجِبُ أنْ تَمُنَّ بِهِ. وقِيلَ: اتِّخاذُكَ بَنِي إسْرائِيلَ عَبِيدًا أحْبَطَ نِعْمَتَكَ الَّتِي تَمُنُّ بِها. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأبى - يَعْنِي مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ - أنْ يُسَمِّيَ نِعْمَتَهُ أنْ (p-١٢)لا نِعْمَةَ، حَيْثُ بَيَّنَ أنَّ حَقِيقَةَ إنْعامِهِ تَعَبُّدُ بَنِي إسْرائِيلَ، لِأنَّ تَعَبُّدَهم وقَصْدَهم بِذَبْحِ أبْنائِهِمْ هو السَّبَبُ في حُصُولِهِ عِنْدَهُ وتَرْبِيَتِهِ، فَكَأنَّهُ امْتَنَّ عَلَيْهِ بِتَعْبِيدِ قَوْمِهِ إذا حَقَّقْتَ. وتَعْبِيدُهم: تَذْلِيلُهم واتِّخاذُهم عَبِيدًا، يُقالُ: عَبَّدْتُ الرَّجُلَ وأعْبَدْتُهُ، إذا اتَّخَذْتُهُ عَبْدًا، قالَ الشّاعِرُ:
؎عَلامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وقَدْ كَثُرَتْ فِيهِمْ أباعِرُ ما شاءُوا وعُبْدانُ
(فَإنْ قُلْتَ): وتِلْكَ إشارَةٌ إلى ماذا ؟ و”أنْ عَبَّدْتَ“ ما مَحَلُّها مِنَ الإعْرابِ ؟ (قُلْتُ): تِلْكَ إشارَةٌ إلى خَصْلَةٍ شَنْعاءَ مُبْهَمَةٍ، لا يُدْرى ما هي إلّا بِتَفْسِيرِها؛ ومَحَلُّ ”أنْ عَبَّدْتَ“ الرَّفْعُ، عَطْفُ بَيانٍ لِتِلْكَ، ونَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وقَضَيْنا إلَيْهِ ذَلِكَ الأمْرَ أنَّ دابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ﴾ [الحجر: ٦٦] والمَعْنى: تَعْبِيدُكَ بَنِي إسْرائِيلَ نِعْمَةٌ تَمَنُّها عَلَيَّ. وقالَ الزَّجّاجُ: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ في مَوْضِعِ نَصْبٍ، المَعْنى أنَّها صارَتْ نِعْمَةً عَلَيَّ، لِأنْ عَبَّدْتَ بَنِي إسْرائِيلَ، أيْ لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَكَفَلَنِي أهْلِي ولَمْ يُلْقُونِي في اليَمِّ. انْتَهى. وقالَ الحَوْفِيُّ: ﴿أنْ عَبَّدْتَ بَنِي إسْرائِيلَ﴾ في مَوْضِعِ نَصْبِ مَفْعُولٍ مِن أجْلِهِ. وقالَ أبُو البَقاءِ: بَدَلٌ، ولَمّا أخْبَرَ مُوسى فِرْعَوْنَ بِأنَّهُ رَسُولُ رَبِّ العالَمِينَ، لَمْ يَسْألْ إذْ ذاكَ فَيَقُولُ: ﴿وما رَبُّ العالَمِينَ﴾ ؟ بَلْ أخَذَ في المُداهاةِ وتَذْكارِ التَّرْبِيَةِ والتَّقْبِيحِ لِما فَعَلَهُ مِن قَتْلِ القِبْطِيِّ. فَلَمّا أجابَهُ عَنْ ذَلِكَ انْقَطَعَتْ حُجَّتُهُ في التَّرْبِيَةِ والقَتْلِ، وكانَ في قَوْلِهِ: ”رَسُولُ رَبِّ العالَمِينَ“ دُعاءٌ إلى الإقْرارِ بِرُبُوبِيَّةِ اللَّهِ، وإلى طاعَةِ رَبِّ العالَمِ، فَأخَذَ فِرْعَوْنُ يَسْتَفْهِمُ عَنِ الَّذِي ذَكَرَ مُوسى أنَّهُ رَسُولٌ مِن عِنْدِهِ. والظّاهِرُ أنَّ سُؤالَهُ إنَّما كانَ عَلى سَبِيلِ المُباهَتَةِ والمُكابَرَةِ والمُرادَّةِ، وكانَ عالِمًا بِاللَّهِ. ويَدُلُّ عَلَيْهِ: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ ما أنْزَلَ هَؤُلاءِ إلّا رَبُّ السَّماواتِ والأرْضِ بَصائِرَ﴾ [الإسراء: ١٠٢] ولَكِنَّهُ تَعامى عَنْ ذَلِكَ طَلَبًا لِلرِّياسَةِ ودَعْوى الإلَهِيَّةِ، واسْتَفْهَمَ بِما اسْتِفْهامًا عَنْ مَجْهُولٍ مِنَ الأشْياءِ. قالَ مَكِّيٌّ: كَما يُسْتَفْهَمُ عَنِ الأجْناسِ، وقَدْ ورَدَ لَهُ اسْتِفْهامٌ بِمَن في مَوْضِعٍ آخَرَ، ويُشْبِهُ أنَّها مَواطِنُ. انْتَهى. والمَوْضِعُ الآخَرُ قَوْلُهُ: ﴿فَمَن رَبُّكُما يا مُوسى﴾ [طه: ٤٩] ؟ ولَمّا سَألَهُ فِرْعَوْنُ، وكانَ السُّؤالُ بِما الَّتِي هي مِن سُؤالٍ عَنِ الماهِيَّةِ، ولَمْ يُمْكِنِ الجَوابُ بِالماهِيَّةِ، أجابَ بِالصِّفاتِ الَّتِي تُبَيِّنُ لِلسّامِعِ أنَّهُ لا مُشارَكَةَ لِفِرْعَوْنَ فِيها، وهي رُبُوبِيَّةُ السَّماواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما. وقالالزَّمَخْشَرِيُّ: وهَذا السُّؤالُ لا يَخْلُو أنْ يُرِيدَ بِهِ أيُّ شَيْءٍ مِنَ الأشْياءِ الَّتِي شُوهِدَتْ وعُرِفَتْ أجْناسُها، فَأجابَ بِما يُسْتَدَلَّ عَلَيْهِ مِن أفْعالِهِ الخاصَّةِ، لِيُعَرِّفَهُ أنَّهُ لَيْسَ مِمّا شاهَدَ وعَرَفَ مِنَ الأجْرامِ والأعْراضِ، وأنَّهُ شَيْءٌ مُخالِفٌ لِجَمِيعِ الأشْياءِ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] . وإمّا أنْ يُرِيدَ أنَّهُ شَيْءٌ عَلى الإطْلاقِ تَفْتِيشًا عَنْ حَقِيقَةِ الخاصَّةِ ما هي، فَأجابَ بِأنَّ الَّذِي سَألْتَ عَنْهُ لَيْسَ إلَيْهِ سَبِيلٌ، وهو الكافِي في مَعْرِفَتِهِ مَعْرِفَةُ بَيانِهِ بِصِفاتِهِ اسْتِدْلالًا بِأفْعالِهِ الخاصَّةِ عَلى ذَلِكَ؛ وأمّا التَّفْتِيشُ عَنْ حَقِيقَةِ الخاصَّةِ الَّتِي هي فَوْقَ فِطَرِ العُقُولِ، فَتَفْتِيشٌ عَمّا لا سَبِيلَ إلَيْهِ، والسّائِلُ عَنْهُ مُتَعَنِّتٌ غَيْرُ طالِبٍ لِلْحَقِّ. والَّذِي يَلِيقُ بِحالِ فِرْعَوْنَ، ويَدُلُّ عَلَيْهِ الكَلامُ، أنَّ كَوْنَ سُؤالِهِ إنْكارًا لِأنْ يَكُونَ لِلْعالَمِينَ رَبٌّ سِواهُ، ألا تَرى أنَّهُ يَعْلَمُ حُدُوثَهُ بَعْدَ العَدَمِ ؟ وأنَّهُ مَحَلٌّ لِلْحَوادِثِ ؟ وأنَّهُ لَمْ يَدَّعِ الإلَهِيَّةَ إلّا في مَحَلِّ مُلْكِهِ مِصْرَ ؟ وأنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَلِكَ الأرْضِ ؟ بَلْ كانَ فِيها مُلُوكٌ غَيْرُهُ، وأنْبِياءُ في ذَلِكَ الزَّمانِ يَدْعُونَ إلى اللَّهِ كَشُعَيْبٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - ؟ وأنَّهُ كانَ مُقِرًا بِاللَّهِ تَعالى في باطِنِ أمْرِهِ ؟ وجاءَ قَوْلُهُ: (وما بَيْنَهُما) عَلى التَّثْنِيَةِ، والعائِدُ عَلَيْهِ الضَّمِيرُ مَجْمُوعٌ اعْتِبارًا لِلْجِنْسَيْنِ: جِنْسِ السَّماءِ، وجِنْسِ الأرْضِ؛ كَما ثَنّى المَظْهَرُ في قَوْلِهِ:
؎بَيْـنَ رِمَـاحَيْ مَـالِكٍ ونَهْشَـلِ
اعْتِبارًا لِلْجِنْسَيْنِ: وقالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ الرّازِيُّ يُحْتَمَلُ أنْ يُقالَ: كانَ عالِمًا بِاللَّهِ ولَكِنَّهُ قالَ ما قالَ طَلَبًا لِلْمُلْكِ والرِّياسَةِ. وقَدْ ذَكَرَ - تَعالى - في كِتابِهِ ما يَدُلُّ عَلى أنَّهُ كانَ عارِفًا بِاللَّهِ، وهو قَوْلُهُ: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ ما أنْزَلَ هَؤُلاءِ﴾ [الإسراء: ١٠٢] الآيَةَ. ويُحْتَمَلُ أنَّهُ كانَ عَلى مَذْهَبِ الدَّهْرِيَّةِ مِن أنَّ الأفْلاكَ واجِبَةُ الوُجُودِ لِذَواتِها، وأنَّ حَرَكاتِها أسْبابٌ لِحُصُولِ الحَوادِثِ بِالفاعِلِ المُخْتارِ، ثُمَّ اعْتَقَدَ أنَّهُ بِمَنزِلَةِ إلَهٍ لِأهْلِ إقْلِيمِهِ مِن حَيْثُ اسْتَعْبَدَهم ومَلَكَ (p-١٣)زِمامَ أمْرِهِمْ. ويُحْتَمَلُ أنْ يُقالَ: كانَ عَلى مَذْهَبِ الحُلُولِيَّةِ القائِلِينَ بِأنَّ ذاتَ الإلَهِ تُقَرَّرُ بِجَسَدِ إنْسانٍ مُعَيَّنٍ حَتّى يَكُونَ الإلَهُ - سُبْحانَهُ - بِمَنزِلَةِ رُوحِ كُلِّ إنْسانٍ بِالنِّسْبَةِ إلى جَسَدِهِ، وبِهَذِهِ التَّقْدِيراتِ كانَ يُسَمِّي نَفْسَهُ إلَهًا. انْتَهى. ومَعْنى: ﴿إنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ إنْ كانَ يُرْجى مِنكُمُ الإيقانُ الَّذِي يُؤَدِّي إلى النَّظَرِ الصَّحِيحِ، نَفَعَكم هَذا الجَوابُ، وإلّا لَمْ يَنْفَعْكم؛ أوْ إنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ بِشَيْءٍ قَطُّ، فَهَذا أوْلى ما تُوقِنُونَ بِهِ لِظُهُورِهِ وإنارَةِ دَلِيلِهِ. وهَذِهِ المُحاوَرَةُ مِن فِرْعَوْنَ تَدُلُّ عَلى أنَّ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - دَعاهُ إلى التَّوْحِيدِ.
﴿قالَ لِمَن حَوْلَهُ﴾ هم أشْرافُ قَوْمِهِ. قِيلَ: كانُوا خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِمُ الأساوِرُ، وكانَتْ لِلْمُلُوكِ خاصَّةً.
﴿ألا تَسْتَمِعُونَ﴾ أيْ ألا تُصْغُونَ إلى هَذِهِ المَقالَةِ إغْراءً بِهِ وتَعَجُّبًا، إذْ كانَتْ عَقِيدَتُهم أنَّ فِرْعَوْنَ رَبُّهم ومَعْبُودُهم. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: والفَراعِنَةُ قَبْلَهُ كَذَلِكَ، وهَذِهِ ضَلالَةٌ مِنها في مِصْرَ ودِيارِنا إلى اليَوْمِ بَقِيَّةٌ. انْتَهى. يُشِيرُ إلى ما أدْرَكَهُ في عَصْرِهِ مِن مُلُوكِ العُبَيْدِيِّينَ الَّذِينَ كانَ أتْباعُهم تَدَّعِي فِيهِمُ الإلَهِيَّةَ، وأقامُوا مُلُوكًا بِمِصْرَ، مِن زَمانِ المُعِزِّ إلى زَمانِ العاضِدِ، إلى أنْ مَحى اللَّهُ دَوْلَتَهم بِظُهُورِ المَلِكِ النّاصِرِ صَلاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أيُّوبَ بْنِ شارِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَلَقَدْ كانَتْ لَهُ مَآثِرُ في الإسْلامِ مِنها: فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ وبِلادٍ كَثِيرَةٍ مِن سَواحِلِ الشّامِ، كانَ النَّصارى مُسْتَوْلِينَ عَلَيْها، فاسْتَنْقَذَها مِنهم.
﴿قالَ رَبُّكم ورَبُّ آبائِكُمُ الأوَّلِينَ﴾ نَبَّهَهم عَلى مَنشَئِهِمْ ومَنشَإ آبائِهِمْ، وجاءَ في قَوْلِهِ: الأوَّلِينَ، دَلالَةٌ عَلى إماتَتِهِمْ بَعْدَ إيجادِهِمْ. وانْتَقَلَ مِن الِاسْتِدْلالِ بِالعامِّ إلى ما يَخُصُّهم، لِيَكُونَ أوْضَحَ لَهم في بَيانِ بُطْلِ دَعْوى فِرْعَوْنَ الإلَهِيَّةَ، إذْ كانَ آباؤُهُمُ الأوَّلُونَ تَقَدَّمُوا فِرْعَوْنَ في الوُجُودِ، فَمُحالٌ أنْ يَكُونَ وهو في العَدَمِ إلَهًا لَهم.
{"ayahs_start":22,"ayahs":["وَتِلۡكَ نِعۡمَةࣱ تَمُنُّهَا عَلَیَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ","قَالَ فِرۡعَوۡنُ وَمَا رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَاۤۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِینَ","قَالَ لِمَنۡ حَوۡلَهُۥۤ أَلَا تَسۡتَمِعُونَ","قَالَ رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَاۤىِٕكُمُ ٱلۡأَوَّلِینَ"],"ayah":"وَتِلۡكَ نِعۡمَةࣱ تَمُنُّهَا عَلَیَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق