الباحث القرآني

﴿قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يانُوحُ﴾ عَنْ تَقْبِيحِ ما نَحْنُ عَلَيْهِ، وادِّعائِكَ الرِّسالَةَ مِنَ اللَّهِ ﴿لَتَكُونَنَّ مِنَ المَرْجُومِينَ﴾ أيْ بِالحِجارَةِ، وقِيلَ: بِالشَّتْمِ وأيِسَ إذْ ذاكَ مِن فَلاحِهِمْ، فَنادى رَبَّهُ - وهو أعْلَمُ بِحالِهِ - إنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَدُعائِي لَيْسَ لِأجْلِ أنَّهم آذَوْنِي، ولَكِنْ لِأجْلِ دِينِكَ. (فافْتَحْ) أيْ فاحْكم. ودَعا لِنَفْسِهِ ولِمَن آمَنَ بِهِ بِالنَّجاةِ، وفي ذَلِكَ إشْعارٌ بِحُلُولِ العَذابِ بِقَوْمِهِ، أيْ: (ونَجِّنِي) مِمّا يَحِلُّ بِهِمْ. وقِيلَ: ونَجِّنِي مِن عَمَلِهِمْ؛ لِأنَّهُ سَبَبُ العُقُوبَةِ. والفُلْكُ واحِدٌ وجَمْعٌ، وغالِبُ اسْتِعْمالِهِ جَمْعًا لِقَوْلِهِ: ﴿وتَرى الفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ﴾ [النحل: ١٤] ﴿والفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي في البَحْرِ﴾ [البقرة: ١٦٤] ) فَحَيْثُ أتى في غَيْرِ فاصِلَةٍ، اسْتُعْمِلَ جَمْعًا، وحَيْثُ كانَ فاصِلَةً، اسْتُعْمِلَ مُفْرَدًا لِمُراعاةِ الفَواصِلِ، كَهَذا المَوْضِعِ. والَّذِي في سُورَةِ يس، وتَقَدَّمَ الخِلافُ إذا كانَ مَدْلُولُهُ جَمْعًا، أهُوَ جَمْعُ تَكْسِيرٍ، أمِ اسْمُ جَمْعٍ ؟ والمَشْحُونُ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: المُوقَرُ، وقالَ عَطاءٌ: المُثْقَلُ. ﴿ثُمَّ أغْرَقْنا بَعْدُ﴾ أيْ بَعْدَ نَجاةِ نُوحٍ والمُؤْمِنِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب