الباحث القرآني
﴿وهم لَها سابِقُونَ﴾، الظّاهِرُ أنَّ الضَّمِيرَ في (لَها) عائِدٌ عَلى (الخَيْراتِ) أيْ سابِقُونَ إلَيْها، تَقُولُ: سَبَقْتُ لِكَذا وسَبَقْتُ إلى كَذا، ومَفْعُولُ ﴿سابِقُونَ﴾ مَحْذُوفٌ أيْ سابِقُونَ النّاسَ، وتَكُونُ الجُمْلَةُ تَأْكِيدًا لِلَّتِي قَبْلَها مُفِيدَةً تُجَدُّدَ الفِعْلِ بِقَوْلِهِ: (يُسارِعُونَ) وثُبُوتَهَ بِقَوْلِهِ: ﴿سابِقُونَ﴾ وقِيلَ اللّامُ لِلتَّعْلِيلِ أيْ لِأجْلِها سابِقُونَ النّاسَ إلى رِضا اللَّهِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ﴿لَها سابِقُونَ﴾ أيْ فاعِلُونَ السَّبْقَ لِأجْلِها، أوْ سابِقُونَ النّاسَ لِأجْلِها، انْتَهى. وهَذانِ القَوْلانِ عِنْدِي واحِدٌ. قالَ أيْضًا أوْ إيّاها سابِقُونَ أيْ يَنالُوها قَبْلَ الآخِرَةِ حَيْثُ عُجِّلَتْ لَهم في الدُّنْيا، انْتَهى. ولا يَدُلُّ لَفْظُ: ﴿لَها سابِقُونَ﴾ عَلى هَذا التَّفْسِيرِ؛ لِأنَّ سَبْقَ الشَّيْءِ الشَّيْءَ يَدُلُّ عَلى تَقَدُّمِ السّابِقِ عَلى المَسْبُوقِ، فَكَيْفَ يُقالُ لَهم وهم يَسْبِقُونَ الخَيْراتِ هَذا لا يَصِحُّ. وقالَ أيْضًا: ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ: ﴿لَها سابِقُونَ﴾ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ، ومَعْنى وهم لَها كَمَعْنى قَوْلِهِ أنْتَ لَها، انْتَهى. وهَذا مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ. قالَ: المَعْنى سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعادَةُ في الأزَلِ فَهم لَها، ورَجَّحَهُ الطَّبَرِيُّ بِأنَّ اللّامَ مُتَمَكِّنَةٌ في المَعْنى، انْتَهى. والظّاهِرُ القَوْلُ الأوَّلُ وباقِيها مُتَعَسَّفٌ وتَحْمِيلٌ لِلَّفْظِ غَيْرَ ظاهِرِهِ. وقِيلَ: الضَّمِيرُ في: (لَها) عائِدٌ عَلى الجَنَّةِ. وقِيلَ: عَلى الأُمَمِ.
﴿ولا نُكَلِّفُ نَفْسًا إلّا وُسْعَها﴾ تَقَدَّمَ الكَلامُ عَلى نَظِيرِ هَذِهِ الجُمْلَةِ في آخِرِ البَقَرَةِ ﴿ولَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالحَقِّ﴾ أيْ كِتابٌ فِيهِ إحْصاءُ أعْمالِ الخَلْقِ يُشِيرُ إلى الصُّحُفِ الَّتِي يَقْرَءُونَ فِيها ما ثَبَتَ لَهم في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ. وقِيلَ: القُرْآنُ.
﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ﴾ أيْ قُلُوبُ الكُفّارِ في ضَلالٍ قَدْ غَمَرَها كَما يَغْمُرُ الماءُ. (مِن هَذا) أيْ مِن هَذا العَمَلِ الَّذِي وُصِفَ بِهِ المُؤْمِنُونَ أوْ مِنَ الكِتابِ الَّذِي لَدَيْنا أوْ مِنَ القُرْآنِ، والمَعْنى مِنِ اطِّراحِ هَذا وتَرْكِهِ أوْ يُشِيرُ إلى الدِّينِ بِجُمْلَتِهِ أوْ إلى مُحَمَّدٍ أقْوالٌ خَمْسَةٌ.
﴿ولَهم أعْمالٌ﴾ مِن دُونِ ذَلِكَ.
أيْ مِن دُونِ الغَمْرَةِ والضَّلالِ المُحِيطِ بِهِمْ، فالمَعْنى أنَّهم ضالُّونَ مُعْرِضُونَ عَنِ الحَقِّ، وهم مَعَ ذَلِكَ لَهم سِعاياتُ فَسادٍ وصَفَهم تَعالى بِحالَتَيْ شَرٍّ، قالَ هَذا المَعْنى قَتادَةُ وأبُو العالِيَةِ، وعَلى هَذا التَّأْوِيلِ الإخْبارُ عَمّا سَلَفَ مِن أعْمالِهِمْ وعَمّا هم فِيهِ. وقِيلَ: الإشارَةُ بِذَلِكَ إلى قَوْلِهِ: (مِن هَذا)، وكَأنَّهُ قالَ لَهم أعْمالٌ مِن دُونِ الحَقِّ، أوْ (p-٤١٢)القُرْآنِ ونَحْوِهِ. وقالَ الحَسَنُ ومُجاهِدٌ: إنَّما أخْبَرَ بِقَوْلِهِ: ﴿ولَهم أعْمالٌ﴾ عَمّا يُسْتَأْنَفُ مِن أعْمالِهِمْ أيْ أنَّهم لَهم أعْمالٌ مِنَ الفَسادِ. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿أعْمالٌ﴾ سَيِّئَةٌ دُونَ الشِّرْكِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ﴿ولَهم أعْمالٌ﴾ مُتَجاوِزَةٌ مُتَخَطِّئَةٌ لِذَلِكَ أيْ لِما وُصِفَ بِهِ المُؤْمِنُونَ هم مُعْتادُونَ وبِها ضارُّونَ ولا يُفْطَمُونَ عَنْها حَتّى يَأْخُذَهُمُ اللَّهُ بِالعَذابِ. و(حَتّى) هَذِهِ هي الَّتِي يُبْتَدَأُ بَعْدَها الكَلامُ، والكَلامُ الجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ، انْتَهى. وقِيلَ الضَّمِيرُ في قَوْلِهِ: ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ﴾ يَعُودُ إلى المُؤْمِنِينَ المُشْفِقِينَ ﴿فِي غَمْرَةٍ مِن هَذا﴾ وصْفٌ لَهم بِالحَيْرَةِ، كَأنَّهُ قالَ: (وهم) مَعَ ذَلِكَ الخَوْفِ والوَجَلِ كالمُتَحَيِّرِينَ في أعْمالِهِمْ: أهِيَ مَقْبُولَةٌ أمْ مَرْدُودَةٌ.
﴿ولَهم أعْمالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ﴾ أيْ مِنَ النَّوافِلِ ووُجُوهِ البِرِّ سِوى ما هم عَلَيْهِ، ويُرِيدُ بِالأعْمالِ الأُوَلِ الفَرائِضَ، وبِالثّانِي النَّوافِلَ.
﴿حَتّى إذا أخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ﴾ رُجُوعٌ إلى وصْفِ الكُفّارِ؛ قالَهُ أبُو مُسْلِمٍ. قالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ الرّازِيُّ: وهو أوْلى؛ لِأنَّهُ إذا أمْكَنَ رَدُّ الكَلامِ إلى ما اتَّصَلَ بِهِ كانَ أوْلى مِن رَدِّهِ إلى ما بَعْدَهُ خُصُوصًا، وقَدْ رَغَّبَ المَرْءَ في الخَيْرِ بِأنْ يَذْكُرَ أنَّ أعْمالَهم مَحْفُوظَةٌ كَما يُحَذِّرُ بِذَلِكَ مِنَ الشَّرِّ، وأنْ يُوصَفَ بِشِدَّةِ فِكْرِهِ في أمْرِ آخِرَتِهِ بِأنَّ قَلْبَهُ في غَمْرَةٍ، ويُرادُ أنَّهُ قَدِ اسْتَوْلى عَلَيْهِ الفِكْرُ في قَبُولِهِ أوْ رَدِّهِ وفي أنَّهُ هَلْ أدّاهُ كَما يَجِبُ أوْ قَصَّرَ (فَإنْ قِيلَ): فَما المُرادُ بِقَوْلِهِ: (مِن هَذا) ؟ (قُلْنا): إشارَةٌ إلى إشْفاقِهِمْ ووَجَلِهِمْ بَيْنَ اسْتِيلاءِ ذَلِكَ عَلى قُلُوبِهِمُ، انْتَهى. وتَقَدَّمَ قَوْلُ الزَّمَخْشَرِيِّ في: (حَتّى) أنَّها الَّتِي يُبْتَدَأُ بَعْدَها الكَلامُ، وأنَّها غايَةٌ لِما قَبْلَها، وقَدْ رَدَّ ذَلِكَ أنَّهم مُعْتادُونَ لَها حَتّى يَأْخُذَهُمُ اللَّهُ بِالعَذابِ. وقالَ الحَوْفِيُّ: (حَتّى) غايَةٌ وهي عاطِفَةٌ، (إذا) ظَرْفٌ يُضافُ إلى ما بَعْدَهُ فِيهِ مَعْنى الشَّرْطِ، (إذا) الثّانِيَةُ في مَوْضِعِ جَوابِ الأُولى، ومَعْنى الكَلامِ عامِلٌ في: (إذا)، والتَّقْدِيرُ جَأرُوا، فَيَكُونُ جَأرُوا العامِلَ في: (إذا) الأُولى، والعامِلَ في الثّانِيَةِ (أخَذْنا)، انْتَهى، وهو كَلامُ مُخَبِّطٍ لَيْسَ أهْلًا أنْ يَرُدَّ.
وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: و(حَتّى) حَرْفُ ابْتِداءٍ لا غَيْرُ، و(إذا) الثّانِيَةُ الَّتِي هي جَوابٌ يَمْنَعانِ مِن أنْ تَكُونَ حَتّى غايَةً لِعامِلُونَ، انْتَهى. وقالَ مَكِّيٌّ: أيْ لِكُفّارِ قُرَيْشٍ أعْمالٌ مِنَ الشَّرِّ دُونَ أعْمالِ أهْلِ البِرِّ.
﴿لَها عامِلُونَ﴾ إلى أنْ يَأْخُذَ اللَّهُ أهْلَ النِّعْمَةِ والبَطَرِ مِنهم.
﴿بِالعَذابِ إذا هُمْ﴾ يَضِجُّونَ ويَسْتَغِيثُونَ، والمُتْرَفُونَ المُنَعَّمُونَ والرُّؤَساءُ، والعَذابُ القَحْطُ سَبْعَ سِنِينَ والجُوعُ حِينَ دَعا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: «اللَّهُمَّ اشْدُدْ وطْأتَكَ عَلى مُضَرَ، واجْعَلْها عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ» فابْتَلاهُمُ اللَّهُ بِالقَحْطِ حَتّى أكَلُوا الجِيَفَ والكِلابَ والعِظامَ المُحْتَرِقَةَ والقَدَّ والأوْلادَ. وقِيلَ: العَذابُ قَتْلُهم يَوْمَ بَدْرٍ. وقِيلَ: عَذابُ الآخِرَةِ، والظّاهِرُ أنَّ الضَّمِيرَ في: (إذا هم) عائِدٌ عَلى ﴿مُتْرَفِيهِمْ﴾؛ إذْ هُمُ المُحَدَّثُ عَنْهم صاحُوا حِينَ نَزَلَ بِهِمُ العَذابُ. وقِيلَ: يَعُودُ عَلى الباقِينَ بَعْدَ المُعَذَّبِينَ. قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: المُعَذَّبُونَ قَتْلى بَدْرٍ، والَّذِينَ ﴿يَجْأرُونَ﴾ أهْلُ مَكَّةَ؛ لِأنَّهم ناحُوا واسْتَغاثُوا.
﴿لا تَجْأرُوا اليَوْمَ﴾ أيْ يُقالُ لَهم إمّا حَقِيقَةً تَقُولُ لَهُمُ المَلائِكَةُ ذَلِكَ وإمّا مَجازًا أيْ لِسانُ الحالِ يَقُولُ ذَلِكَ هَذا إنْ كانَ الَّذِينَ يَجْأرُونَ هُمُ المُعَذَّبُونَ، وعَلى قَوْلِ ابْنِ جُرَيْجٍ لَيْسَ القائِلُ المَلائِكَةَ. وقالَ قَتادَةُ ﴿يَجْأرُونَ﴾ يَصْرُخُونَ بِالتَّوْبَةِ فَلا يُقْبَلُ مِنهم. وقالَ الرَّبِيعُ بْنُ أنَسٍ: تَجْأرُونَ تَجْزَعُونَ، عَبَّرَ بِالصُّراخِ بِالجَزَعِ إذِ الجَزَعُ سَبَبُهُ.
﴿إنَّكم مِنّا لا تُنْصَرُونَ﴾ أيْ لا تُمْنَعُونَ مِن عَذابِنا أوْ لا يَكُونُ لَكم نَصْرٌ مِن جِهَتِنا، فالجِوارُ غَيْرُ نافِعٍ لَكم ولا مُجْدٍ.
﴿قَدْ كانَتْ آياتِي﴾ هي آياتُ القُرْآنِ، ﴿تَنْكِصُونَ﴾ تَرْجِعُونَ اسْتِعارَةٌ لِلْإعْراضِ عَنِ الحَقِّ. وقَرَأ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ ﴿تَنْكُصُونَ﴾ بِضَمِّ الكافِ، والضَّمِيرُ في (بِهِ) عائِدٌ عَلى المَصْدَرِ الدّالِّ عَلَيْهِ ﴿تَنْكِصُونَ﴾ أيْ بِالنُّكُوصِ والتَّباعُدِ مِن سَماعِ الآياتِ أوْ عَلى الآياتِ؛ لِأنَّها في مَعْنى الكِتابِ، وضَمَّنَ ﴿مُسْتَكْبِرِينَ﴾ مَعْنى مُكَذِّبِينَ فَعُدِّيَ بِالباءِ أوْ تَكُونُ الباءُ لِلسَّبَبِ، أيْ يَحْدُثُ لَكم بِسَبَبِ سَماعِهِ اسْتِكْبارٌ وعُتُوٌّ. والجُمْهُورُ عَلى أنَّ الضَّمِيرَ في (بِهِ) عائِدٌ عَلى الحَرَمِ والمَسْجِدِ وإنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ، وسَوَّغَ هَذا الإضْمارَ شُهْرَتُهم (p-٤١٣)بِالِاسْتِكْبارِ بِالبَيْتِ وأنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهم مُعْجِزَةٌ إلّا أنَّهم وُلاتُهُ والقائِمُونَ بِهِ، وذَكَرَ مُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ أنَّ الضَّمِيرَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ ويُحَسِّنُهُ أنَّ في قَوْلِهِ: (تُتْلى عَلَيْكم) دَلالَةً عَلى التّالِي وهو الرَّسُولُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وهَذِهِ أقْوالٌ تَتَعَلَّقُ فِيها بِمُسْتَكْبِرِينَ. وقِيلَ تَتَعَلَّقُ بِسامِرًا أيْ تَسْمُرُونَ بِذِكْرِ القُرْآنِ والطَّعْنِ فِيهِ، وكانُوا يَجْتَمِعُونَ حَوْلَ البَيْتِ بِاللَّيْلِ يَسْمُرُونَ، وكانَتْ عامَّةَ سَمَرِهِمْ ذِكْرُ القُرْآنِ وتَسْمِيَتُهُ سِحْرًا وشِعْرًا وسَبُّ مَن أتى بِهِ.
وقَرَأ الجُمْهُورُ: ﴿سامِرًا﴾، وابْنُ مَسْعُودٍ وابْنُ عَبّاسٍ وأبُو حَيْوَةَ وابْنُ مُحَيْصِنٍ وعِكْرِمَةُ والزَّعْفَرانِيُّ ومَحْبُوبٌ، عَنْ أبِي عُمَرَ ”وسُمَّرًا“ بِضَمِّ السِّينِ وشَدِّ المِيمِ مَفْتُوحَةً، جَمْعُ سامِرٍ، وابْنُ عَبّاسٍ أيْضًا وزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وأبُو رَجاءٍ وأبُو نَهِيكٍ كَذَلِكَ، وبِزِيادَةِ ألِفٍ بَيْنَ المِيمِ والرّاءِ جَمَعُ سامِرٍ أيْضًا، وهُما جَمْعانِ مَقِيسانِ في مِثْلِ سامِرٍ.
وقَرَأ الجُمْهُورُ: ﴿تَهْجُرُونَ﴾ بِفَتْحِ التّاءِ وضَمِّ الجِيمِ. ورَوى ابْنُ أبِي عاصِمٍ بِالياءِ عَلى سَبِيلِ الِالتِفاتِ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ ﴿تَهْجُرُونَ﴾ الحَقَّ وذِكْرَ اللَّهِ، وتَقْطَعُونَهُ مِنَ الهَجْرِ. وقالَ ابْنُ زَيْدٍ وأبُو حاتِمٍ: مِن هَجَرَ المَرِيضُ إذا هَذى أيْ يَقُولُونَ اللَّغْوَ مِنَ القَوْلِ. وقَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ وابْنُ مُحَيْصِنٍ ونافِعٌ وحُمَيْدٌ، بِضَمِّ التّاءِ وكَسْرِ الجِيمِ، مُضارِعُ أهْجَرَ، أيْ يَقُولُونَ الهُجْرَ بِضَمِّ الهاءِ، وهو الفُحْشُ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: إشارَةٌ إلى السَّبِّ لِلصَّحابَةِ وغَيْرِهِمْ. وقَرَأ ابْنُ مَسْعُودٍ وابْنُ عَبّاسٍ أيْضًا وزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وعِكْرِمَةُ وأبُو نَهِيكٍ وابْنُ مُحَيْصِنٍ أيْضًا وأبُو حَيْوَةَ كَذَلِكَ، إلّا أنَّهم فَتَحُوا الهاءَ وشَدَّدُوا الجِيمَ، وهو تَضْعِيفٌ مِن هَجَّرَ ماضِي الهَجَرِ بِالفَتْحِ، بِمَعْنى مُقابِلِ الوَصْلِ أوِ الهَذَيانِ أوْ ماضِي الهُجْرِ وهو الفُحْشُ. وقالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: لَوْ قِيلَ إنَّ المَعْنى أنَّكم مُبالِغُونَ في المُجاهَرَةِ حَتّى إنَّكم إنْ كُنْتُمْ سُمَّرًا بِاللَّيْلِ فَكَأنَّكم تَهْجُرُونَ في الهاجِرَةِ عَلى الِافْتِضاحِ لَكانَ وجْهًا.
٦٨: ٧٧
{"ayahs_start":61,"ayahs":["أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَـٰبِقُونَ","وَلَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ وَلَدَیۡنَا كِتَـٰبࣱ یَنطِقُ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ","بَلۡ قُلُوبُهُمۡ فِی غَمۡرَةࣲ مِّنۡ هَـٰذَا وَلَهُمۡ أَعۡمَـٰلࣱ مِّن دُونِ ذَ ٰلِكَ هُمۡ لَهَا عَـٰمِلُونَ","حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَخَذۡنَا مُتۡرَفِیهِم بِٱلۡعَذَابِ إِذَا هُمۡ یَجۡـَٔرُونَ","لَا تَجۡـَٔرُوا۟ ٱلۡیَوۡمَۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ","قَدۡ كَانَتۡ ءَایَـٰتِی تُتۡلَىٰ عَلَیۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ","مُسۡتَكۡبِرِینَ بِهِۦ سَـٰمِرࣰا تَهۡجُرُونَ"],"ayah":"مُسۡتَكۡبِرِینَ بِهِۦ سَـٰمِرࣰا تَهۡجُرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق