الباحث القرآني
سُورَةُ المُؤْمِنُونَ مِائَةٌ وتِسْعَ عَشْرَةَ آيَةً مَكِّيَّةٌ
﷽
﴿قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ﴾ ﴿الَّذِينَ هم في صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ﴾ ﴿والَّذِينَ هم عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ ﴿والَّذِينَ هم لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ﴾ ﴿والَّذِينَ هم لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ٥] ﴿إلّا عَلى أزْواجِهِمْ أوْ ما مَلَكَتْ أيْمانُهم فَإنَّهم غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ [المؤمنون: ٦] ﴿فَمَنِ ابْتَغى وراءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ العادُونَ﴾ [المؤمنون: ٧] ﴿والَّذِينَ هم لِأماناتِهِمْ وعَهْدِهِمْ راعُونَ﴾ [المؤمنون: ٨] ﴿والَّذِينَ هم عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ٩] ﴿أُولَئِكَ هُمُ الوارِثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠] ﴿الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هم فِيها خالِدُونَ﴾ [المؤمنون: ١١] ﴿ولَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ﴾ [المؤمنون: ١٢] ﴿ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً في قَرارٍ مَكِينٍ﴾ [المؤمنون: ١٣] ﴿ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظامًا فَكَسَوْنا العِظامَ لَحْمًا ثُمَّ أنْشَأْناهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أحْسَنُ الخالِقِينَ﴾ [المؤمنون: ١٤] ﴿ثُمَّ إنَّكم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ﴾ [المؤمنون: ١٥] ﴿ثُمَّ إنَّكم يَوْمَ القِيامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٦] ﴿ولَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكم سَبْعَ طَرائِقَ وما كُنّا عَنِ الخَلْقِ غافِلِينَ﴾ [المؤمنون: ١٧] ﴿وأنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأسْكَنّاهُ في الأرْضِ وإنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١٨] ﴿فَأنْشَأْنا لَكم بِهِ جَنّاتٍ مِن نَخِيلٍ وأعْنابٍ لَكم فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ ومِنها تَأْكُلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٩] ﴿وشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٠] ﴿وإنَّ لَكم في الأنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكم مِمّا في بُطُونِها ولَكم فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ ومِنها تَأْكُلُونَ﴾ [المؤمنون: ٢١] ﴿وعَلَيْها وعَلى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ [المؤمنون: ٢٢] ﴿ولَقَدْ أرْسَلْنا نُوحًا إلى قَوْمِهِ فَقالَ ياقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكم مِن إلَهٍ غَيْرُهُ أفَلا تَتَّقُونَ﴾ [المؤمنون: ٢٣] ﴿فَقالَ المَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ ما هَذا إلّا بَشَرٌ مِثْلُكم يُرِيدُ أنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكم ولَوْ شاءَ اللَّهُ لَأنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهَذا في آبائِنا الأوَّلِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٤] ﴿إنْ هو إلّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتّى حِينٍ﴾ [المؤمنون: ٢٥] ﴿قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ﴾ [المؤمنون: ٢٦] ﴿فَأوْحَيْنا إلَيْهِ أنِ اصْنَعِ الفُلْكَ بِأعْيُنِنا ووَحْيِنا فَإذا جاءَ أمْرُنا وفارَ التَّنُّورُ فاسْلُكْ فِيها مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وأهْلَكَ إلّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْلُ مِنهم ولا تُخاطِبْنِي في الَّذِينَ ظَلَمُوا إنَّهم مُغْرَقُونَ﴾ [المؤمنون: ٢٧] ﴿فَإذا اسْتَوَيْتَ أنْتَ ومَن مَعَكَ عَلى الفُلْكِ فَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجّانا مِنَ القَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٨] ﴿وقُلْ رَبِّ أنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكًا وأنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٩] ﴿إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ وإنْ كُنّا لَمُبْتَلِينَ﴾ [المؤمنون: ٣٠] ﴿ثُمَّ أنْشَأْنا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾ [المؤمنون: ٣١] ﴿فَأرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولًا مِنهم أنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكم مِن إلَهٍ غَيْرُهُ أفَلا تَتَّقُونَ﴾ [المؤمنون: ٣٢] ﴿وقالَ المَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِلِقاءِ الآخِرَةِ وأتْرَفْناهم في الحَياةِ الدُّنْيا ما هَذا إلّا بَشَرٌ مِثْلُكم يَأْكُلُ مِمّا تَأْكُلُونَ مِنهُ ويَشْرَبُ مِمّا تَشْرَبُونَ﴾ [المؤمنون: ٣٣] ﴿ولَئِنْ أطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكم إنَّكم إذًا لَخاسِرُونَ﴾ [المؤمنون: ٣٤] ﴿أيَعِدُكم أنَّكم إذا مِتُّمْ وكُنْتُمْ تُرابًا وعِظامًا أنَّكم مُخْرَجُونَ﴾ [المؤمنون: ٣٥] ﴿هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ﴾ [المؤمنون: ٣٦] ﴿إنْ هي إلّا حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوتُ ونَحْيا وما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ [المؤمنون: ٣٧] ﴿إنْ هو إلّا رَجُلٌ افْتَرى عَلى اللَّهِ كَذِبًا وما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [المؤمنون: ٣٨] ﴿قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ﴾ [المؤمنون: ٣٩] ﴿قالَ عَمّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ﴾ [المؤمنون: ٤٠] ﴿فَأخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالحَقِّ فَجَعَلْناهم غُثاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ [المؤمنون: ٤١] ﴿ثُمَّ أنْشَأْنا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ﴾ [المؤمنون: ٤٢] ﴿ما تَسْبِقُ مِن أُمَّةٍ أجَلَها وما يَسْتَأْخِرُونَ﴾ [المؤمنون: ٤٣] ﴿ثُمَّ أرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرى كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأتْبَعْنا بَعْضَهم بَعْضًا وجَعَلْناهم أحادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [المؤمنون: ٤٤] ﴿ثُمَّ أرْسَلْنا مُوسى وأخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ [المؤمنون: ٤٥] ﴿إلى فِرْعَوْنَ ومَلَئِهِ فاسْتَكْبَرُوا وكانُوا قَوْمًا عالِينَ﴾ [المؤمنون: ٤٦] ﴿فَقالُوا أنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ﴾ [المؤمنون: ٤٧] ﴿فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ المُهْلَكِينَ﴾ [المؤمنون: ٤٨] ﴿ولَقَدْ آتَيْنا مُوسى الكِتابَ لَعَلَّهم يَهْتَدُونَ﴾ [المؤمنون: ٤٩] ﴿وجَعَلْنا ابْنَ مَرْيَمَ وأُمَّهُ آيَةً وآوَيْناهُما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ﴾ [المؤمنون: ٥٠] ﴿ياأيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا إنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: ٥١] ﴿وإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكم أُمَّةً واحِدَةً وأنا رَبُّكم فاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: ٥٢] ﴿فَتَقَطَّعُوا أمْرَهم بَيْنَهم زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٣] ﴿فَذَرْهم في غَمْرَتِهِمْ حَتّى حِينٍ﴾ [المؤمنون: ٥٤] ﴿أيَحْسَبُونَ أنَّما نُمِدُّهم بِهِ مِن مالٍ وبَنِينَ﴾ [المؤمنون: ٥٥] ﴿نُسارِعُ لَهم في الخَيْراتِ بَل لا يَشْعُرُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٦] ﴿إنَّ الَّذِينَ هم مِن خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٧] ﴿والَّذِينَ هم بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٨] ﴿والَّذِينَ هم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٩] ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهم وجِلَةٌ أنَّهم إلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٠] ﴿أُولَئِكَ يُسارِعُونَ في الخَيْراتِ وهم لَها سابِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٦١] ﴿ولا نُكَلِّفُ نَفْسًا إلّا وُسْعَها ولَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالحَقِّ وهم لا يُظْلَمُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٢] ﴿بَلْ قُلُوبُهم في غَمْرَةٍ مِن هَذا ولَهم أعْمالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هم لَها عامِلُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٣] ﴿حَتّى إذا أخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالعَذابِ إذا هم يَجْأرُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٤] ﴿لا تَجْأرُوا اليَوْمَ إنَّكم مِنّا لا تُنْصَرُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٥] ﴿قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكم فَكُنْتُمْ عَلى أعْقابِكم تَنْكِصُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٦] ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٧] ﴿أفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القَوْلَ أمْ جاءَهم ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الأوَّلِينَ﴾ [المؤمنون: ٦٨] ﴿أمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهم فَهم لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٩] ﴿أمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهم بِالحَقِّ وأكْثَرُهم لِلْحَقِّ كارِهُونَ﴾ [المؤمنون: ٧٠] ﴿ولَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أهْواءَهم لَفَسَدَتِ السَّماواتُ والأرْضُ ومَن فِيهِنَّ بَلْ أتَيْناهم بِذِكْرِهِمْ فَهم عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: ٧١] ﴿أمْ تَسْألُهم خَرْجًا فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وهو خَيْرُ الرّازِقِينَ﴾ [المؤمنون: ٧٢] ﴿وإنَّكَ لَتَدْعُوهم إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المؤمنون: ٧٣] ﴿وإنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ﴾ [المؤمنون: ٧٤] ﴿ولَوْ رَحِمْناهم وكَشَفْنا ما بِهِمْ مِن ضُرٍّ لَلَجُّوا في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [المؤمنون: ٧٥] (p-٣٩٣)”السُّلالَةُ“: فُعالَةٌ مِن سَلَلْتُ الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ إذا اسْتَخْرَجْتَهُ مِنهُ. وقالَ أُمَيَّةُ:
؎خَلَقَ البَرِيَّةَ مِن سُلالَةِ مُنْتِنٍ وإلى السُّلالَةِ كُلُّها سَتَعُودُ
والوَلَدُ سُلالَةُ أبِيهِ كَأنَّهُ انْسَلَّ مِن ظَهْرِ أبِيهِ. قالَ الشّاعِرُ:
؎فَجاءَتْ بِهِ عَصْبَ الأدِيمِ غَضَنْفَرًا ∗∗∗ سُلالَةَ فَرْجٍ كانَ غَيْرَ حَصِينِ
وهُوَ بِناءٌ يَدُلُّ عَلى القِلَّةِ كالقُلامَةِ والنُّحاتَةِ. سَيْناءُ وسِينُونَ: اسْمانِ لِبُقْعَةٍ، وجُمْهُورُ العَرَبِ عَلى فَتْحِ سِينِ سَيْناءَ، فالألِفُ فِيهِ لِلتَّأْنِيثِ كَصَحْراءَ فَيَمْتَنِعُ الصَّرْفُ لِلتَّأْنِيثِ اللّازِمِ، وكِنانَةُ تَكْسِرُ السِّينَ فَيَمْتَنِعُ الصَّرْفُ لِلتَّأْنِيثِ اللّازِمِ أيْضًا عِنْدَ الكُوفِيِّينَ؛ لِأنَّهم يُثْبِتُونَ أنَّ هَمْزَةَ فَعْلاءَ تَكُونُ لِلتَّأْنِيثِ، وعِنْدَ البَصْرِيِّينَ يَمْتَنِعُ مِنَ الصَّرْفِ لِلْعَلَمِيَّةِ والعُجْمَةِ أوِ العَلَمِيَّةِ والتَّأْنِيثِ، لِأنَّ ألِفَ فَعْلاءَ عِنْدَهم لا تَكُونُ لِلتَّأْنِيثِ بَلْ لِلْإلْحاقِ كَعِلْباءَ ودَرْحاءَ. قِيلَ: وهو جَبَلُ فِلَسْطِينَ. وقِيلَ: بَيْنَ مِصْرَ وأيْلَةَ. ”الدُّهْنُ“: عُصارَةُ الزَّيْتُونِ واللَّوْزِ وما أشْبَهَهُما مِمّا فِيهِ دَسَمٌ، والدَّهْنُ: بِفَتْحِ الدّالِ مَسْحُ الشَّيْءِ بِالدُّهْنِ. ”هَيْهاتَ“: اسْمُ فِعْلٍ يُفِيدُ الِاسْتِبْعادَ فَمَعْناها بَعُدَ، وفِيها لُغاتٌ كَثِيرَةٌ ذَكَرْناها في كِتابِ التَّكْمِيلِ لِشَرْحِ التَّسْهِيلِ، ويَأْتِي مِنها ما قُرِئَ بِهِ - إنْ شاءَ اللَّهُ - . ”الغُثاءُ“: الزَّبَدُ وما ارْتَفَعَ عَلى السَّيْلِ ونَحْوُ ذَلِكَ مِمّا لا يُنْتَفَعُ بِهِ؛ قالَهُ أبُو عُبَيْدٍ. وقالَ الأخْفَشُ: الغُثاءُ والجُفاءُ واحِدٌ، وهو ما احْتَمَلَهُ السَّيْلُ مِنَ القَذَرِ والزَّبَدِ. وقالَ الزَّجّاجُ: البالِي مِن ورَقِ الشَّجَرِ إذا جَرى السَّيْلُ خالَطَ زَبَدَهُ، انْتَهى. وتُشَدَّدُ ثاؤُهُ وتُخَفَّفُ، ويُجْمَعُ عَلى أغْثاءٍ شُذُوذًا، ورَوى بَيْتَ امْرِئِ القَيْسِ: مِنَ السَّيْلِ، والغُثاءُ بِالتَّخْفِيفِ والتَّشْدِيدِ الجَمْعُ. ”تَتْرى“ واحِدًا بَعْدَ واحِدٍ. قالَ الأصْمَعِيُّ: وبَيْنَهُما مُهْلَةٌ. وقالَ غَيْرُهُ: المُواتَرَةُ التَّتابُعُ بِغَيْرِ مُهْلَةٍ، وتاؤُهُ مُبْدَلَةٌ مِن واوٍ عَلى غَيْرِ قِياسٍ، إذْ أصْلُهُ الوَتَرُ كَتاءِ تَوْلَجَ وتَيْقُورٌ الأصْلُ ووْلَجَ ووَيْقُورٌ لِأنَّهُ مِنَ الوُلُوجِ والوَقارِ، وجُمْهُورُ العَرَبِ عَلى عَدَمِ تَنْوِينِهِ فَيَمْتَنِعُ الصَّرْفُ لِلتَّأْنِيثِ اللّازِمِ (p-٣٩٤)وكِنانَةُ تُنَوِّنُهُ، ويَنْبَغِي أنْ تَكُونَ الألِفُ فِيهِ لِلْإلْحاقِ كَهي في عَلْقًى المُنَوَّنِ، وكَتْبُهُ بِالياءِ يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ، ومَن زَعَمَ أنَّ التَّنْوِينَ فِيهِ كَصَبْرًا ونَصْرًا فَهو مُخْطِئٌ لِأنَّهُ يَكُونُ وزْنُهُ فَعْلًا ولا يُحْفَظُ فِيهِ الإعْرابُ في الرّاءِ، فَتَقُولَ تَتْرٌ في الرَّفْعِ وتَتْرٍ في الجَرِّ لَكِنَّ ألِفَ الإلْحاقِ في المَصْدَرِ نادِرٌ، ولا يَلْزَمُ وُجُودُ النَّظِيرِ. وقِيلَ: ”تَتْرى“ اسْمُ جَمْعٍ كَأسْرى وشَتّى. المَعِينُ: المِيمُ فِيهِ زائِدَةٌ ووَزْنُهُ مَفْعُولٌ كَمَخِيطٍ، وهو المُشاهَدُ جَرْيُهُ بِالعَيْنِ تَقُولُ: عانَهُ أدْرَكَهُ بِعَيْنِهِ كَقَوْلِكَ: كَبَدَهُ ضَرَبَ كَبِدَهُ، وأدْخَلَهُ الخَلِيلُ في بابِ (ع ي ن) . وقِيلَ: المِيمُ أصْلِيَّةٌ مِن بابِ مَعَنَ الشَّيْءُ مَعانَةً كَثُرَ فَوَزْنُهُ فَعِيلٌ، وأجازَ الفَرّاءُ الوَجْهَيْنِ. وقالَ جَرِيرٌ:
؎إنَّ الَّذِينَ غَدَوْا بِلُبِّكَ غادَرُوا ∗∗∗ وشَلًا بِعَيْنِكَ ما يَزالُ مَعِينًا
”الغَمْرَةُ“: الجَهالَةُ رَجَلٌ غَمْرٌ غافِلٌ لَمْ يُجَرِّبِ الأُمُورَ، وأصْلُهُ السَّتْرُ، ومِنهُ الغَمْرُ لِلْحِقْدِ لِأنَّهُ يُغَطِّي القَلْبَ، والغَمْرُ لِلْماءِ الكَثِيرِ لِأنَّهُ يُغَطِّي الأرْضَ، والغَمْرَةُ الماءُ الَّذِي يَغْمُرُ القامَةَ، والغَمَراتُ الشَّدائِدُ، ورَجُلٌ غامِرٌ إذا كانَ يُلْقِي نَفْسَهُ في المَهالِكِ، ودَخَلَ في غِمارِ النّاسِ أيْ في زَحْمَتِهِمْ. الجُؤارُ: مِثْلُ الخُوارِ جَأرَ الثَّوْرُ يَجْأرُ صاحَ، وجَأرَ الرَّجُلُ إلى اللَّهِ تَضَرَّعَ بِالدُّعاءِ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الشّاعِرُ:
؎يُراوِحُ مِن صَلَواتِ المَلِيكِ ∗∗∗ فَطَوْرًا سُجُودًا وطَوْرًا جُؤارًا
وقِيلَ: الجُؤارُ الصُّراخُ بِاسْتِغاثَةٍ قالَ: جَأرَ ساعاتِ النِّيامِ لِرَبِّهِ. السّامِرُ: مُفْرَدٌ بِمَعْنى الجَمْعِ، يُقالُ: قَوْمٌ سامِرٌ وسُمَّرٌ ومَعْناهُ سَهَرُ اللَّيْلِ مَأْخُوذٌ مِنَ السَّمَرِ، وهو ما يَقَعُ عَلى الشَّجَرِ مِن ضَوْءِ القَمَرِ، وكانُوا يَجْلِسُونَ لِلْحَدِيثِ في ضَوْءِ القَمَرِ، والسَّمِيرُ الرَّفِيقُ بِاللَّيْلِ في السَّهَرِ ويُقالُ لَهُ السَّمّارُ أيْضًا، ويُقالُ لا أفْعَلُهُ ما أسْمَرَ ابْنا سَمِيرٍ، والسَّمِيرُ الدَّهْرُ وابْناهُ اللَّيْلُ والنَّهارُ. نَكَبَ عَنِ الطَّرِيقِ، ونَكَّبَ بِالتَّشْدِيدِ: إذا عَدَلَ عَنْهُ. اللَّجاجُ في الشَّيْءِ: التَّمادِي عَلَيْهِ.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ","ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی صَلَاتِهِمۡ خَـٰشِعُونَ","وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ","وَٱلَّذِینَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَـٰعِلُونَ"],"ayah":"وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق