الباحث القرآني

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ﴾ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الجُمْلَةِ ﴿ونَبْلُوكُمْ﴾ نَخْتَبِرُكم وقَدَّمَ الشَّرَّ لِأنَّ الِابْتِلاءَ بِهِ أكْثَرُ، ولِأنَّ العَرَبَ تُقَدِّمُ الأقَلَّ والأرْدَأ، ومِنهُ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً، فَمِنهم ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهم مُقْتَصِدٌ ومِنهم سابِقٌ بِالخَيْراتِ. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: الخَيْرُ والشَّرُّ هُنا عامٌّ في الغِنى والفَقْرِ، والصِّحَّةِ والمَرَضِ، والطّاعَةِ والمَعْصِيَةِ، والهُدى والضَّلالِ. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: هَذانِ الأخِيرانِ لَيْسا داخِلَيْنِ في هَذا لِأنَّ مَن هَدى فَلَيْسَ هُداهُ اخْتِيارًا ولا مَن أطاعَ. بَلْ قَدْ تَبَيَّنَ خَيْرُهُ. والظّاهِرُ أنَّ المُرادَ مِنَ الخَيْرِ والشَّرِّ هُنا كُلُّ ما صَحَّ أنْ يَكُونَ فِتْنَةً وابْتِلاءً. انْتَهى. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أيْضًا: بِالشِّدَّةِ والرَّخاءِ أتَصْبِرُونَ عَلى الشِّدَّةِ وتَشْكُرُونَ عَلى الرَّخاءِ أمْ لا. وقالَ الضَّحّاكُ: الفَقْرُ والمَرَضُ والغِنى والصِّحَّةُ. وقالَ ابْنُ زَيْدٍ: المَحْبُوبُ والمَكْرُوهُ، وانْتَصَبَ ﴿فِتْنَةً﴾ عَلى أنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ أوْ مَصْدَرٌ في مَوْضِعِ الحالِ، أوْ مَصْدَرٌ مِن مَعْنى (نَبْلُوكم) ﴿وإلَيْنا تُرْجَعُونَ﴾ فَنُجازِيكم عَلى ما صَدَرَ مِنكم في حالَةِ الِابْتِلاءِ مِنَ الصَّبْرِ والشُّكْرِ، وفي غَيْرِ الِابْتِلاءِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ ﴿تُرْجَعُونَ﴾ بِتاءِ الخِطابِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ. وقَرَأتْ فِرْقَةٌ بِالتّاءِ مَفْتُوحَةً مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ. وقَرَأتْ فِرْقَةٌ بِضَمِّ الياءِ لِلْغَيْبَةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ عَلى سَبِيلِ الِالتِفاتِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب