الباحث القرآني
﴿فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا يا أيُّها العَزِيزُ مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ وجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأوْفِ لَنا الكَيْلَ وتَصَدَّقْ عَلَيْنا إنَّ اللَّهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ﴾ ﴿قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وأخِيهِ إذْ أنْتُمْ جاهِلُونَ﴾ ﴿قالُوا أئِنَّكَ لَأنْتَ يُوسُفُ قالَ أنا يُوسُفُ وهَذا أخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا إنَّهُ مَن يَتَّقِ ويَصْبِرْ فَإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٩٠] ﴿قالُوا تاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وإنْ كُنّا لَخاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٩١] ﴿قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكم وهو أرْحَمُ الرّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٩٢] ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَألْقُوهُ عَلى وجْهِ أبِي يَأْتِ بَصِيرًا وأْتُونِي بِأهْلِكم أجْمَعِينَ﴾ [يوسف: ٩٣] ﴿ولَمّا فَصَلَتِ العِيرُ قالَ أبُوهم إنِّي لَأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] ﴿قالُوا تاللَّهِ إنَّكَ لَفي ضَلالِكَ القَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] ﴿فَلَمّا أنْ جاءَ البَشِيرُ ألْقاهُ عَلى وجْهِهِ فارْتَدَّ بَصِيرًا قالَ ألَمْ أقُلْ لَكم إنِّي أعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٩٦] ﴿قالُوا يا أبانا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إنّا كُنّا خاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٩٧] ﴿قالَ سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكم رَبِّي إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يوسف: ٩٨] ﴿فَلَمّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إلَيْهِ أبَوَيْهِ وقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [يوسف: ٩٩] ﴿ورَفَعَ أبَوَيْهِ عَلى العَرْشِ وخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وقالَ يا أبَتِ هَذا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وقَدْ أحْسَنَ بِي إذْ أخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وجاءَ بِكم مِنَ البَدْوِ مِن بَعْدِ أنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وبَيْنَ إخْوَتِي إنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إنَّهُ هو العَلِيمُ الحَكِيمُ﴾ [يوسف: ١٠٠]
المُزْجاةُ: المَدْفُوعَةُ يَدْفَعُها كُلُّ تاجِرٍ رَغْبَةً عَنْها واحْتِقارًا (p-٣٤٠)مِن أزْجَيْتُهُ إذا دَفَعْتَهُ وطَرَدْتَهُ، والرِّيحُ تُزْجِي السَّحابَ، وقالَ حاتِمٌ الطّائِيُّ:
؎لَبَّيْكَ عَلى مِلْحانِ ضَيْفٍ مُدْفَعٍ وأرْمَلَةٍ تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ أرْمَلا
الإيثارُ: لَفْظٌ يَعُمُّ جَمِيعَ التَّفَضُّلِ وأنْواعَ العَطايا. التَّثْرِيبُ: التَّأْنِيبُ والعَتْبُ، وعَبَّرَ بَعْضُهم عَنْهُ بِالتَّعْبِيرِ، ومِنهُ (إذا زَنَتْ أمَةُ أحَدِكم فَلْيَجْلِدْها ولا يَثْرِبْ) أيْ لا يُعَيِّرْ، وأصْلُهُ مِنَ الثَّرْبِ وهو الشَّحْمُ الَّذِي هو غاشَّةُ الكِرْشِ، ومَعْناهُ: إزالَةُ الثَّرْبِ، كَما أنَّ التَّجْلِيدَ والتَّقْرِيعَ إزالَةُ الجِلْدِ والقَرَعِ، لِأنَّهُ إذا ذَهَبَ كانَ ذَلِكَ غايَةَ الهُزالِ، فَضَرَبَ مَثَلًا لِلتَّقْرِيعِ الَّذِي يُمَزِّقُ الأعْراضَ، ويُذْهِبُ بَهاءَ الوَجْهِ. الفَنَدُ: الفَسادُ، قالَ:
؎ألا سُلَيْمانُ إذْ قالَ الإلَهُ لَهُ ∗∗∗ قُمْ في البَرِيَّةِ فاحْدُدْها عَنِ الفَنَدِ
وفَنَّدْتُ الرَّجُلَ أفْسَدْتُ رَأْيَهُ ورَدَدْتُهُ قالَ:
؎يا عاذِلَيَّ دَعا لَوْمِي وتَفْنِيدِي ∗∗∗ فَلَيْسَ ما قُلْتُ مِن أمْرٍ بِمَرْدُودِ
وأفْنَدَ الدَّهْرُ فُلانًا أفْسَدَهُ. قالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
؎دَعِ الدَّهْرَ يَفْعَلُ ما أرادَ فَإنَّهُ ∗∗∗ إذا كَلَّفَ الإفْنادَ بِالنّاسِ أفْنَدا
(القَدِيمُ) الَّذِي مَرَّتْ عَلَيْهِ أعْصارٌ، وهو أمْرٌ نِسْبِيٌّ.
(البَدْوِ) البادِيَةُ وهي خِلافُ الحاضِرَةِ.
* * *
﴿فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا ياأيُّها العَزِيزُ مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ وجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأوْفِ لَنا الكَيْلَ وتَصَدَّقْ عَلَيْنا إنَّ اللَّهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ﴾ ﴿قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وأخِيهِ إذْ أنْتُمْ جاهِلُونَ﴾
فِي الكَلامِ حَذْفٌ؛ تَقْدِيرُهُ: فَذَهَبُوا مِنَ الشّامِ إلى مِصْرَ ودَخَلُوها ﴿فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيْهِ﴾ والضَّمِيرُ في (عَلَيْهِ) عائِدٌ عَلى يُوسُفَ، وكانَ آكَدُ ما حَدَّثُوهُ فِيهِ شَكْوى ما أصابَهم مِنَ الجَهْدِ قَبْلَ ما وصّاهم بِهِ مِن تَحَسُّسِ نَبَأِ يُوسُفَ وأخِيهِ. والضُّرُّ: الهُزالُ مِنَ الشِّدَّةِ والجُوعِ، والبِضاعَةُ كانَتْ زُيُوفًا قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ. وقالَ الحَسَنُ: قَلِيلَةٌ. وقالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: ناقِصَةٌ. وقِيلَ: كانَتْ عَرُوضًا. قِيلَ: كانَتْ صُوفًا وسَمْنًا. وقِيلَ: صَنَوْبَرًا وحَبَّةَ الخَضْراءِ وهي الفُسْتُقُ قالَهُ: أبُو صالِحٍ وزَيْدُ بْنُ أسْلَمَ. وقِيلَ: سَوِيقُ المُقْلِ والأقِطِ، وقِيلَ: قَدِيدُ وحْشٍ، وقِيلَ: حِبالًا وأعْدالًا وأقْتابًا، ثُمَّ التَمَسُوا مِنهُ إيفاءَ الكَيْلِ، وقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذا عَلى أنَّ الكَيْلَ عَلى البائِعِ ولا دَلِيلَ فِيهِ.
﴿وتَصَدَّقْ عَلَيْنا﴾ أيْ: بِالمُسامَحَةِ والإغْماضِ عَنْ رَداءَةِ البِضاعَةِ، أوْ زِدْنا عَلى حَقِّنا، فَسَمُّوا ما هو فَضْلٌ وزِيادَةٌ لا تَلْزَمُهُ صَدَقَةٌ، قِيلَ: لِأنَّ الصَّدَقاتِ مُحَرَّمَةٌ عَلى الأنْبِياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وقِيلَ: كانَتْ تَحِلُّ لِغَيْرِ نَبِيِّنا، وسُئِلَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقالَ: ألَمْ تَسْمَعْ ﴿وتَصَدَّقْ عَلَيْنا﴾ أرادَ أنَّها كانَتْ حَلالًا لَهم. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: والظّاهِرُ أنَّهم تَمَسْكَنُوا لَهُ وطَلَبُوا أنْ يَتَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ، ومِن ثَمَّ رَقَّ لَهم ومَلَكَتْهُ الرَّحْمَةُ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَتَمالَكْ أنْ عَرَّفَهم نَفْسَهُ، وقَوْلُهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ﴾ شاهِدٌ لِذَلِكَ لِذِكْرِ اللَّهِ وجَزائِهِ، انْتَهى. وقِيلَ: كانَتِ الصَّدَقَةُ مُحَرَّمَةً، ولَكِنْ قالُوها تَجَوُّزًا اسْتِعْطافًا مِنهم لَهُ في المُبايَعَةِ كَما تَقُولُ لِمَن ساوَمْتَهُ في سِلْعَةٍ: هَبْنِي مِن ثَمَنِها كَذا، فَلَمْ يَقْصِدْ أنْ يَهَبَكَ، وإنَّما حَسُنَتْ مَعَهُ الأفْعالُ حَتّى يَرْجِعَ مِنكَ إلى سَوْمِكَ، وقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: إنَّما خَصُّوا بِقَوْلِهِمْ: ﴿وتَصَدَّقْ عَلَيْنا﴾ أمْرَ أخِيهِمْ بِنْيامِينَ؛ أيْ: أوْفِ لَنا الكَيْلَ في المُبايَعَةِ، وتَصَدَّقْ عَلَيْنا بِرَدِّ أخِينا عَلى أبِيهِ، وقالَ النَّقّاشُ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ اللَّهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ﴾ هي مِنَ المَعارِيضِ الَّتِي هي مَندُوحَةٌ عَنِ الكَذِبِ، وذَلِكَ أنَّهم كانُوا يَعْتَقِدُونَهُ مَلِكًا كافِرًا عَلى غَيْرِ دِينِهِمْ، ولَوْ قالُوا: إنَّ اللَّهَ يَجْزِيكَ بِصَدَقَتِكَ في الآخِرَةِ كُذِّبُوا، فَقالُوا لَهُ لَفْظًا يُوهِمُ أنَّهم أرادُوهُ، وهم يَصِحُّ لَهم إخْراجُهُ مِنهُ بِالتَّأْوِيلِ، ورُوِيَ أنَّهم لَمّا قالُوا لَهُ: ﴿مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ﴾ واسْتَعْطَفُوهُ، رَقَّ لَهم ورَحِمَهم. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وارْفَضَّ دَمْعُهُ باكِيًا، (p-٣٤١)فَشَرَعَ في كَشْفِ أمْرِهِ إلَيْهِمْ، فَيُرْوى أنَّهُ حَسَرَ قِناعَهُ وقالَ لَهم: هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وأخِيهِ أيْ: مِنَ التَّفْرِيقِ بَيْنَهُما في الصِّغَرِ، وإذايَةِ بِنْيامِينَ بَعْدَ مَغِيبِ يُوسُفَ ؟ وكانُوا يُذِلُّونَهُ ويَشْتُمُونَهُ. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ونَسَبَهم إمّا إلى جَهْلِ المَعْصِيَةِ، وإمّا إلى جَهْلِ السَّيَّآتِ وقِلَّةِ الحُنْكَةِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أتاهم مِن جِهَةِ الدِّينِ وكانَ حَلِيمًا مُوَفَّقًا، فَكَلَّمَهم مُسْتَفْهِمًا عَنْ مَعْرِفَةِ وجْهِ القُبْحِ الَّذِي يَجِبُ أنْ يُراعِيَهُ التّائِبُ فَقالَ: هَلْ عَلِمْتُمْ قُبْحَ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وأخِيهِ إذْ أنْتُمْ جاهِلُونَ لا تَعْلَمُونَ قُبْحَهُ، فَلِذَلِكَ أقْدَمْتُمْ عَلَيْهِ؛ يَعْنِي: هَلْ عَلِمْتُمْ قُبْحَهُ فَتُبْتُمْ إلى اللَّهِ مِنهُ ؟ لِأنَّ عِلْمَ القُبْحِ يَدْعُو إلى الِاسْتِقْباحِ، والِاسْتِقْباحُ يَجُرُّ التَّوْبَةَ، فَكانَ كَلامُهُ شَفَقَةً عَلَيْهِمْ وتَنَصُّحًا لَهم في الدِّينِ، وإيثارًا لِحَقِّ اللَّهِ عَلى حَقِّ نَفْسِهِ في ذَلِكَ المَقامِ الَّذِي يَتَنَفَّسُ فِيهِ المَكْرُوبُ ويَنْفُثُ المَصْدُورُ ويَشْتَفِي المَغِيظُ المُحْنَقُ ويُدْرِكُ ثَأْرَهُ المُوتُورَ، فَلِلَّهِ أخْلاقُ الأنْبِياءِ ما أوْطاها وأسْمَحَها، ولِلَّهِ حَصى عُقُولِهِمْ ما أرْزَنَها وأرْجَحَها، انْتَهى. وقِيلَ: لَمْ يُرِدْ نَفْيَ العِلْمِ عَنْهم؛ لِأنَّهم كانُوا عُلَماءَ، ولَكِنَّهم لَمّا فَعَلُوا ما لا يَقْتَضِيهِ العِلْمُ، وتَقَدَّمَ عَلَيْهِ إلّا جاهِلٌ سَمّاهم جاهِلِينَ، وفي التَّحْرِيرِ؛ ما لُخِّصَ مِنهُ وهو أنَّ قَوْلَ الجُمْهُورِ: هَلْ عَلِمْتُمْ: اسْتِفْهامٌ مَعْناهُ التَّقْرِيعُ والتَّوْبِيخُ، ومُرادُهُ تَعْظِيمُ الواقِعَةِ؛ أيْ: ما أعْظَمَ ما ارْتَكَبْتُمْ مِن يُوسُفَ، كَما يُقالُ: هَلْ تَدْرِي مَن عَصَيْتَ ؟ وقِيلَ: ”هَلْ“ بِمَعْنى قَدْ؛ لِأنَّهم كانُوا عالِمِينَ، و﴿فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ﴾ إفْرادُهُ مِن أبِيهِمْ، وقَوْلُهم: بِأنَّ الذِّئْبَ أكَلَهُ، وإلْقاؤُهُ في الجُبِّ، وبَيْعُهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ إنْ كانُوا هُمُ الَّذِينَ باعُوهُ، وقَوْلُهم: ﴿إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِن قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] والَّذِي فَعَلُوا بِأخِيهِ أذاهم لَهُ وجَفاؤُهم لَهُ، واتِّهامُهُ بِسَرِقَةِ الصّاعِ، وتَصْرِيحِهِمْ بِأنَّهُ سَرَقَ، ولَمْ يَذْكُرْ لَهم ما إذْ واجَهَ أباهم تَعْظِيمًا لِقَدْرِهِ وتَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ أنْ يَذْكُرَهُ مَعَ نَفْسِهِ وأخِيهِ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ والحَسَنُ: جاهِلُونَ صِبْيانٌ. وقالَ مُقاتِلٌ: مُذْنِبُونَ. وقِيلَ: جاهِلُونَ بِما يَجِبُ مِن بَرِّ الأبِ، وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَرْكِ الهَوى. وقِيلَ: جاهِلُونَ بِما يَئُولُ إلَيْهِ أمْرُ يُوسُفَ. وقِيلَ: جاهِلُونَ بِالفِكْرِ في العاقِبَةِ، وعَدَمِ النَّظَرِ إلى المَصْلَحَةِ. وقالَ المُفَسِّرُونَ: وغَرَضُ يُوسُفَ تَوْبِيخُ إخْوَتِهِ وتَأْنِيبِهِمْ عَلى ما فَعَلُوا في حَقِّ أبِيهِمْ وفي حَقِّ أخَوَيْهِمْ، قالَ: والصَّحِيحُ أنَّهُ قالَ ذَلِكَ تَأْنِيسًا لِقُلُوبِهِمْ، وبَسْطِ عُذْرٍ كَأنَّهُ قالَ: إنَّما أُقَدِّمُكم عَلى ذَلِكَ الفِعْلِ القَبِيحِ جَهالَةَ الصِّبا أوِ الغُرُورِ، وكَأنَّهُ لَقَّنَهُمُ الحُجَّةَ كَقَوْلِهِ: ﴿ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ﴾ [الإنفطار: ٦] وما حَكاهُ ابْنُ الهَيْصَمِ في قِصَّةٍ مِن أنَّهُ صَلَبَهم، والثَّعْلَبِيُّ في حِكايَتِهِ أنَّهُ غَضِبَ عَلَيْهِمْ فَأمَرَ بِقَتْلِهِمْ فَبَكَوْا وجَزِعُوا، فَرَقَّ لَهم وقالَ: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ﴾ الآيَةَ، لا يَصِحُّ البَتَّةَ، وكانَ يُوسُفُ مِن أرَقِّ خَلْقِ اللَّهِ وأشْفَقَهم عَلى الأجانِبِ، فَكَيْفَ مَعَ إخْوَتِهِ ولَمّا اعْتَرَفُوا بِالخَطَأِ قالَ: ﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ﴾ [يوسف: ٩٢] الآيَةَ.
{"ayahs_start":88,"ayahs":["فَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَیۡهِ قَالُوا۟ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡعَزِیزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَـٰعَةࣲ مُّزۡجَىٰةࣲ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَیۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَیۡنَاۤۖ إِنَّ ٱللَّهَ یَجۡزِی ٱلۡمُتَصَدِّقِینَ","قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِیُوسُفَ وَأَخِیهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَـٰهِلُونَ"],"ayah":"قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِیُوسُفَ وَأَخِیهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَـٰهِلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق