الباحث القرآني
﴿وإلى عادٍ أخاهم هُودًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكم مِن إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أنْتُمْ إلّا مُفْتَرُونَ﴾ ﴿ياقَوْمِ لا أسْألُكم عَلَيْهِ أجْرًا إنْ أجْرِيَ إلّا عَلى الَّذِي فَطَرَنِي أفَلا تَعْقِلُونَ﴾ ﴿ويا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكم ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكم مِدْرارًا ويَزِدْكم قُوَّةً إلى قُوَّتِكم ولا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾: ﴿وإلى عادٍ أخاهُمْ﴾ مَعْطُوفٌ عَلى قَوْلِهِ: ﴿أرْسَلْنا نُوحًا إلى قَوْمِهِ﴾ [هود: ٢٥]، عَطَفَتِ الواوُ المَجْرُورَ عَلى المَجْرُورِ والمَنصُوبَ عَلى المَنصُوبِ، كَما يُعْطَفُ المَرْفُوعُ والمَنصُوبُ عَلى المَرْفُوعِ والمَنصُوبِ نَحْوَ: ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا وبَكْرٌ خالِدًا، ولَيْسَ مِن بابِ الفَصْلِ بِالجارِّ والمَجْرُورِ بَيْنَ حَرْفِ العَطْفِ والمَعْطُوفِ نَحْوَ: ضَرَبْتُ زَيْدًا وفي البَيْتِ عَمْرًا، فَيَجِيءُ مِنهُ الخِلافُ الَّذِي بَيْنَ النَّحْوِيِّينَ: هَلْ يَجُوزُ في الكَلامِ أوْ يَخْتَصُّ بِالشِّعْرِ ؟ وتَقْدِيرُ الكَلامِ: في هُودٍ وعادٍ وإخْوَتِهِ مِنهم في الأعْرافِ، وقِراءَةُ الكِسائِيِّ: (غَيْرِهِ) بِالخَفْضِ، وقِيلَ: ثَمَّ فِعْلٌ مَحْذُوفٌ أيْ: وأرْسَلْنا إلى عادٍ أخاهم، فَيَكُونُ إذْ ذاكَ مِن عَطْفِ الجُمَلِ، والأوَّلُ مِن عَطْفِ المُفْرَداتِ، وهَذا أقْرَبُ لِطُولِ الفَصْلِ بِالجُمَلِ الكَثِيرَةِ بَيْنَ المُتَعاطِفَيْنِ.
(وهُودًا): بَدَلٌ أوْ عَطْفُ بَيانٍ. وقَرَأ مُحَيْصِنٌ (يا قَوْمُ) بِضَمِّ المِيمِ كَقِراءَةِ حَفْصٍ: (قالَ رَبُّ احْكم بِالحَقِّ) بِالضَّمِّ، وهي لُغَةٌ في المُنادى المُضافِ حَكاها سِيبَوَيْهِ وغَيْرُهُ، وافْتِراؤُهم قالَ الحَسَنُ: في جَعْلِهِمُ الأُلُوهِيَّةَ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعالى. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: بِاتِّخاذِكُمُ الأوْثانَ لَهُ شُرَكاءَ. والضَّمِيرُ في عَلَيْهِ عائِدٌ عَلى الدُّعاءِ إلى اللَّهِ، ونَبَّهَ بِقَوْلِهِ: ﴿الَّذِي فَطَرَنِي﴾، عَلى الرَّدِّ عَلَيْهِمْ في عِبادَتِهِمُ الأصْنامَ، واعْتِقادِهِمْ أنَّها تَفْعَلُ، وكَوْنِهِ تَعالى هو الفاطِرُ لِلْمَوْجُوداتِ يَسْتَحِقُّ إفْرادَهُ بِالعِبادَةِ.
و﴿أفَلا تَعْقِلُونَ﴾ تَوْقِيفٌ عَلى اسْتِحالَةِ الأُلُوهِيَّةِ لِغَيْرِ الفاطِرِ، ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ ﴿أفَلا تَعْقِلُونَ﴾ راجِعًا إلى أنَّهُ إذا لَمْ أطْلُبْ عَرَضًا مِنكم، وإنَّما أُرِيدُ نَفْعَكم فَيَجِبُ انْقِيادُكم لِما فِيهِ نَجاتُكم، كَأنَّهُ قِيلَ: ﴿أفَلا تَعْقِلُونَ﴾ نَصِيحَةَ مَن لا يَطْلُبُ عَلَيْها أجْرًا إلّا مِنَ اللَّهِ تَعالى، وهو ثَوابُ الآخِرَةِ، ولا شَيْءَ أنْفى لِلتُّهْمَةِ مِن ذَلِكَ. وتَقَدَّمَ الكَلامُ في ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكم ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ﴾ [هود: ٣] أوَّلَ هَذِهِ السُّورَةِ.
قَصَدَ هُودٌ اسْتِمالَتَهم إلى الإيمانِ وتَرْغِيبَهم فِيهِ بِكَثْرَةِ (p-٢٣٣)المَطَرِ وزِيادَةِ القُوَّةِ، لِأنَّهم كانُوا أصْحابَ زُورِعٍ وبَساتِينَ وعِماراتٍ حِراصًا عَلَيْها أشَدَّ الحِرْصِ، فَكانُوا أحْوَجَ شَيْءٍ إلى الماءِ، وكانُوا مُدْلِينَ بِما أُوتُوا مِن هَذِهِ القُوَّةِ والبَطْشِ والبَأْسِ مُهَيَّئِينَ في كُلِّ ناحِيَةٍ.
وقِيلَ: أرادَ القُوَّةَ في المالِ، وقِيلَ: في النِّكاحِ. قِيلَ: وحُبِسَ عَنْهُمُ المَطَرُ ثَلاثَ سِنِينَ، وعَقِمَتْ أرْحامُ نِسائِهِمْ. وقَدِ انْتَزَعَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِن هَذا ومِن قَوْلِهِ: ﴿ويُمْدِدْكم بِأمْوالٍ وبَنِينَ﴾ [نوح: ١٢]، أنَّ كَثْرَةَ الِاسْتِغْفارِ قَدْ يَجْعَلُهُ اللَّهُ سَبَبًا لِكَثْرَةِ الوَلَدِ، وأجابَ مَن سَألَهُ وأخْبَرَهُ أنَّهُ ذُو مالٍ ولا يُولَدُ لَهُ بِالِاسْتِغْفارِ، فَأكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَوُلِدَ لَهُ عَشْرُ بَنِينَ.
ورَوى أبُو صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ويَزِدْكم قُوَّةً إلى قُوَّتِكُمْ﴾: أنَّهُ الوَلَدُ ووَلَدُ الوَلَدِ.
وقالَ مُجاهِدٌ وابْنُ زَيْدٍ: في الجِسْمِ والبَأْسِ، وقالَ الضَّحّاكُ: خَصْبًا إلى خَصْبِكم، وقِيلَ: نِعْمَةً إلى نِعْمَتِهِ الأُولى عَلَيْكم، وقِيلَ: قُوَّةً في إيمانِكم إلى قُوَّةٍ في أبْدانِكم.
﴿قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿إنْ نَقُولُ إلّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ واشْهَدُوا أنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ﴾ ﴿مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِي﴾ ﴿إنِّي تَوَكَّلْتُ عَلى اللَّهِ رَبِّي ورَبِّكم ما مِن دابَّةٍ إلّا هو آخِذٌ بِناصِيَتِها إنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أبْلَغْتُكم ما أُرْسِلْتُ بِهِ إلَيْكم ويَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكم ولا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾: بِبَيِّنَةٍ أوْ بِحُجَّةٍ واضِحَةٍ تَدُلُّ عَلى صِدْقِكَ، وقَدْ كَذَّبُوا في ذَلِكَ وبَهَتُوهُ كَما كَذَّبَتْ قُرَيْشٌ في قَوْلِهِمْ: ﴿لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ﴾ [يونس: ٢٠] وقَدْ جاءَهم بِآياتٍ كَثِيرَةٍ، أوْ لِعَمائِهِمْ عَنِ الحَقِّ وعَدَمِ نَظَرِهِمْ في الآياتِ اعْتَقَدُوا ما هو آيَةٌ لَيْسَ بِآيَةٍ فَقالُوا: ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ تُلْجِئُنا إلى الإيمانِ، وإلّا فَهُودٌ وغَيْرُهُ مِنَ الأنْبِياءِ لَهم مُعْجِزاتٌ وإنْ لَمْ يُعَيِّنْ لَنا بَعْضَها.
ألا تَرى إلى قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: «ما مِن نَبِيٍّ إلّا وقَدْ أُوتِيَ مِنَ الآياتِ ما مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ» و(عَنْ) في: ﴿عَنْ قَوْلِكَ﴾ حالٌ مِنَ الضَّمِيرِ في ﴿بِتارِكِي آلِهَتِنا﴾، كَأنَّهُ قِيلَ: صادِرِينَ عَنْ قَوْلِكَ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. وقِيلَ: عَنْ لِلتَّعْلِيلِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿إلّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وعَدَها إيّاهُ﴾ [التوبة: ١١٤] فَتَتَعَلَّقُ بِتارِكِي، كَأنَّهُ قِيلَ: لِقَوْلِكَ، وقَدْ أشارَ إلى التَّعْلِيلِ والسَّبَبِ فِيها ابْنُ عَطِيَّةَ، فَقالَ: أيْ: لا يَكُونُ قَوْلُكُ سَبَبًا لَتَرْكِنا، إذْ هو مُجَرَّدٌ عَنْ آيَةٍ، والجُمْلَةُ بَعْدَها تَأْكِيدٌ وتَقْنِيطٌ لَهُ مِن دُخُولِهِمْ في دِينِهِ، ثُمَّ نَسَبُوا ما صَدَرَ مِنهُ مِن دُعائِهِمْ إلى اللَّهِ وإفْرادِهِ بِالأُلُوهِيَّةِ إلى الخَبَلِ والجُنُونِ، وأنَّ ذَلِكَ مِمّا اعْتَراهُ بِهِ بَعْضُ آلِهَتِهِمْ لِكَوْنِهِ سَبَّها وحَرَّضَ عَلى تَرْكِها ودَعا إلى تَرْكِ عِبادَتِها، فَجَعَلَتْهُ يَتَكَلَّمُ مُكافَأةً بِما يَتَكَلَّمُ بِهِ المَجانِينُ، كَما قالَتْ قُرَيْشٌ ﴿مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ﴾ [الدخان: ١٤]، ﴿أمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ﴾ [المؤمنون: ٧٠] و﴿اعْتَراكَ﴾ جُمْلَةٌ مَحْكِيَّةٌ بِـ (نَقُولُ)، فَهي في مَوْضِعِ المَفْعُولِ، ودَلَّتْ عَلى بَلَهٍ شَدِيدٍ وجَهْلٍ مُفْرِطٍ، حَيْثُ اعْتَقَدُوا في حِجارَةٍ أنَّها تَنْتَصِرُ وتَنْتَقِمُ.
وقَوْلُ هُودٍ لَهم في جَوابِ ذَلِكَ: ﴿إنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ﴾ إلى آخِرِهِ، حَيْثُ تَبَرَّأ مِن آلِهَتِهِمْ، وحَرَّضَهم كُلَّهم مَعَ انْفِرادِهِ وحْدَهُ عَلى كَيْدِهِ بِما يَشاءُونَ، وعَدَمُ تَأخُّرِهِ مِن أعْظَمِ الآياتِ عَلى صِدْقِهِ وثِقَتِهِ بِمَوْعُودِ رَبِّهِ مِنَ النَّصْرِ لَهُ، والتَّأْيِيدِ والعِصْمَةِ مِن أنْ يَنالُوهُ بِمَكْرُوهٍ، هَذا وهْمُ حَرِيصُونَ عَلى قَتْلِهِ يَرْمُونَهُ عَنْ قَوْسٍ واحِدَةٍ. ومِثْلُهُ قَوْلُ نُوحٍ لِقَوْمِهِ: ﴿ثُمَّ اقْضُوا إلَيَّ ولا تُنْظِرُونِ﴾ [يونس: ٧١] وأكَّدَ بَراءَتَهُ مِن آلِهَتِهِمْ وشِرْكِهِمْ، ووَثَّقَها بِما جَرَتْ عَلَيْهِ عادَةُ النّاسِ مِن تَوْثِيقِهِمُ الأمْرَ بِشَهادَةِ اللَّهِ وشَهادَةِ العِبادِ.
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (فَإنْ قُلْتَ): هَلّا قِيلَ: إنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وأُشْهِدُكم (قُلْتُ): لِأنَّ إشْهادَ اللَّهِ عَلى البَراءَةِ مِنَ الشِّرْكِ إشْهادٌ صَحِيحٌ ثابِتٌ في مَعْنى تَثْبِيتِ التَّوْحِيدِ، وأمّا إشْهادُهم فَما هو إلّا تَهاوُنٌ بِدِينِهِمْ ودِلالَةٌ عَلى قِلَّةِ المُبالاةِ بِهِمْ فَحَسْبُ، فَعُدِلَ بِهِ (p-٢٣٤)عَنْ لَفْظِ الأوَّلِ لِاخْتِلافِ ما بَيْنَهُما، وجِيءَ بِهِ عَلى لَفْظِ الأمْرِ بِالشَّهادَةِ، انْتَهى.
و﴿أنِّي بَرِيءٌ﴾ تَنازَعَ فِيهِ (أُشْهِدُ) و﴿اشْهَدُوا﴾ [آل عمران: ٦٤]، وقَدْ يَتَنازَعُ المُخْتَلِفانِ في التَّعَدِّي الِاسْمَ الَّذِي يَكُونُ صالِحًا لِأنْ يَعْمَلا فِيهِ تَقُولُ: أعْطَيْتُ زَيْدًا ووَهَبْتُ لِعَمْرٍو دِينارًا، كَما يَتَنازَعُ اللّازِمُ والمُتَعَدِّي نَحْوَ: قامَ وضَرَبْتُ زَيْدًا.
و(ما) في (مّا تُشْرِكُونَ) مَوْصُولَةٌ إمّا مَصْدَرِيَّةٌ وإمّا بِمَعْنى الَّذِي، أيْ: بَرِيءٌ مِن إشْراكِكم آلِهَةً مِن دُونِهِ، أوْ مِنَ الَّذِينَ تُشْرِكُونَ، و(جَمِيعًا) حالٌ مِن ضَمِيرِ (كِيدُونِي) الفاعِلِ، والخِطابُ إنَّما هو لِقَوْمِهِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أنْتُمْ وآلِهَتُكم، انْتَهى. قِيلَ: ومُجاهَرَةُ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلامُ لَهم بِالبَراءَةِ مِن أدْيانِهِمْ، وحَضُّهُ إيّاهم عَلى كَيْدِهِ هم وأصْنامُهم مُعْجِزَةٌ لِهُودٍ، أوْ حَرَّضَ جَماعَتَهم عَلَيْهِ مَعَ انْفِرادِهِ وقُوَّتِهِمْ وكَثْرَتِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلى نَيْلِهِ بِسُوءٍ، ثُمَّ ذَكَرَ تَوَكُّلَهُ عَلى اللَّهِ مُعْلِمًا أنَّهُ رَبُّهُ ورَبُّهم، ومُنَبِّهًا عَلى أنَّهُ مِن حَيْثُ هو رَبُّكم يَجِبُ عَلَيْكم أنْ لا تَعْبُدُوا إلّا إيّاهُ، ومُفَوِّضًا أمْرَهُ إلَيْهِ تَعالى ثِقَةً بِحِفْظِهِ وانِجازِ مَوْعُودِهِ، ثُمَّ وصَفَ قُدْرَةَ اللَّهِ تَعالى وعَظِيمَ مُلْكِهِ مِن كَوْنِ كُلِّ دابَّةٍ في قَبْضَتِهِ ومِلْكِهِ وتَحْتَ قَهْرِهِ وسُلْطانِهِ، فَأنْتُمْ مِن جُمْلَةِ أُولَئِكَ المَقْهُورِينَ.
وقَوْلُهُ: ﴿آخِذٌ بِناصِيَتِها﴾: تَمْثِيلٌ، إذْ كانَ القادِرُ المالِكُ يَقُودُ المَقْدُورَ عَلَيْهِ بِناصِيَتِهِ كَما يُقادُ الأسِيرُ والفَرَسُ بِناصِيَتِهِ، حَتّى صارَ الأخْذُ بِالنّاصِيَةِ عُرْفًا في القُدْرَةِ عَلى الحَيَوانِ، وكانَتِ العَرَبُ تَجُزُّ: ناصِيَةَ الأسِيرِ المَمْنُونِ عَلَيْهِ عَلامَةَ أنَّهُ قَدْ قُدِرَ عَلَيْهِ وقُبِضَ عَلى ناصِيَتِهِ. قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وخَصَّ النّاصِيَةَ لِأنَّ العَرَبَ إذا وصَفَتْ إنْسانًا بِالذِّلَّةِ والخُضُوعِ قالَتْ: ما ناصِيَةُ فُلانٍ إلّا بِيَدِ فُلانٍ، أيْ: أنَّهُ مُطِيعٌ لَهُ يُصَرِّفُهُ كَيْفَ يَشاءُ، ثُمَّ أخْبَرَ أنَّ أفْعالَهُ تَعالى في غايَةِ الإحْكامِ، وعَلى طَرِيقِ الحَقِّ والعَدْلِ في مُلْكِهِ، لا يَفُوتُهُ ظالِمٌ ولا يَضِيعُ عِنْدَهُ مَن تَوَكَّلَ عَلَيْهِ، قَوْلُهُ الصِّدْقُ ووَعْدُهُ الحَقُّ.
وقَرَأ الجُمْهُورُ: ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا﴾، أيْ: تَتَوَلَّوْا مُضارِعُ تَوَلّى. وقَرَأ الأعْرَجُ و عِيسى الثَّقَفِيُّ: تُوَلُّوا بِضَمِّ التّاءِ واللّامِ مُضارِعُ ولّى، وقِيلَ: تَوَلَّوْا ماضٍ ويَحْتاجُ في الجَوابِ إلى إضْمارِ قَوْلٍ، أيْ: فَقُلْ لَهم فَقَدْ أبْلَغْتُكم، ولا حاجَةَ تَدْعُو إلى جَعْلِهِ ماضِيًا وإضْمارِ القَوْلِ.
وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ (تَوَلَّوْا) فِعْلًا ماضِيًا، ويَكُونُ في الكَلامِ رُجُوعٌ مِن غَيْبَةٍ إلى خِطابٍ، أيْ: فَقَدْ أبْلَغْتُكم، انْتَهى. فَلا يَحْتاجُ إلى إضْمارٍ، والظّاهِرُ أنَّ الضَّمِيرَ في تَوَلَّوْا عائِدٌ عَلى قَوْمِ هُودٍ، وخِطابٌ لَهم مِن تَمامِ الجَمَلِ المَقُولَةِ قَبْلُ. وقالَ التَّبْرِيزِيُّ: هو عائِدٌ عَلى كَفّارِ قُرَيْشٍ، وهو مِن تَلْوِينِ الخِطابِ، انْتَقَلَ مِن خِطابِ قَوْمِ هُودٍ إلى الإخْبارِ عَمَّنْ بِحَضْرَةِ الرَّسُولِ ﷺ وكَأنَّهُ قِيلَ: أخْبِرْهم عَنْ قِصَّةِ قَوْمِ هُودٍ، وادْعُهم إلى الإيمانِ بِاللَّهِ لِئَلّا يُصِيبَهم كَما أصابَ قَوْمَ هُودٍ، فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ لَهم: قَدْ أبْلَغْتُكم.
وجَوابُ الشَّرْطِ هو قَوْلُهُ: ﴿فَقَدْ أبْلَغْتُكُمْ﴾، وصَحَّ أنْ يَكُونَ جَوابًا، لِأنَّ في إبْلاغِهِ إلَيْهِمْ رِسالَتَهُ تَضَمُّنُ ما يَحُلُّ بِهِمْ مِنَ العَذابِ المُسْتَأْصِلِ، فَكَأنَّهُ قِيلَ: فَإنْ تَتَوَلَّوُا اسْتُؤْصِلْتُمْ بِالعَذابِ. ويَدُلُّ عَلى ذَلِكَ الجُمْلَةُ الخَبَرِيَّةُ وهي قَوْلُهُ: ﴿ويَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ .
وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (فَإنْ قُلْتَ): الإبْلاغُ كانَ قَبْلَ التَّوَلِّي، فَكَيْفَ وقَعَ جَزاءً لِلشَّرْطِ ؟ (قُلْتُ): مَعْناهُ: فَإنْ تَوَلَّوْا لَمْ أُعاقِبْ عَلى تَفْرِيطٍ في الإبْلاغِ، فَإنَّ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إلَيْكم قَدْ بَلَغَكم فَأبَيْتُمْ إلّا تَكْذِيبَ الرِّسالَةِ وعَداوَةَ الرَّسُولِ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: المَعْنى أنَّهُ ما عَلَيَّ كَبِيرُ هَمٍّ مِنكم إنْ تَوَلَّيْتُمْ فَقَدْ بَرِئَتْ ساحَتِي بِالتَّبْلِيغِ، وأنْتُمْ أصْحابُ الذَّنْبِ في الإعْراضِ عَنِ الإيمانِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ: (ويَسْتَخْلِفُ) بِضَمِّ الفاءِ عَلى مَعْنى الخَبَرِ المُسْتَأْنَفِ، أيْ: يُهْلِكُكم ويَجِيءُ بِقَوْمٍ آخَرِينَ يَخْلُفُونَكم في دِيارِكم وأمْوالِكم. وقَرَأ حَفْصٌ في رِوايَةِ هُبَيْرَةَ: بِجَزْمِها عَطْفًا عَلى مَوْضِعِ الجَزاءِ، وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ كَذَلِكَ وبِجَزْمِ ﴿ولا تَضُرُّوهُ﴾ [التوبة: ٣٩]، وقَرَأ الجُمْهُورُ: ﴿ولا تَضُرُّونَهُ﴾، أيْ: شَيْئًا مِنَ الضَّرَرِ بِتَوْلِيَتِكم، لِأنَّهُ تَعالى لا تَجُوزُ عَلَيْهِ المَضارُّ والمَنافِعُ. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: يُحْتَمَلُ مِنَ المَعْنى وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: ولا تَضُرُّونَهُ بِذَهابِكم وهَلاكِكم شَيْئًا، أيْ: لا يَنْقُصُ مُلْكُهُ ولا يَخْتَلُّ أمْرُهُ، وعَلى هَذا (p-٢٣٥)المَعْنى قَرَأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ولا تَنْقُصُونَهُ شَيْئًا. والمَعْنى الآخَرُ: ولا تَضُرُّونَهُ، أيْ: ولا تَقْدِرُونَ إذا أهْلَكَكم عَلى إضْرارِهِ بِشَيْءٍ، ولا عَلى انْتِصارٍ مِنهُ، ولا تُقابِلُونَ فِعْلَهُ بِشَيْءٍ يَضُرُّهُ، انْتَهى.
وهَذا فِعْلٌ مَنفِيٌّ ومَدْلُولُهُ نَكِرَةٌ، فَيَنْتَفِي جَمِيعُ وُجُوهِ الضَّرَرِ، ولا يَتَعَيَّنُ واحِدٌ مِنها. ومَعْنى (حَفِيظٌ): رَقِيبٌ مُحِيطٌ بِالأشْياءِ عِلْمًا لا يَخْفى عَلَيْهِ أعْمالُكم، ولا يَغْفُلُ عَنْ مُؤاخَذَتِكم، وهو يَحْفَظُنِي مِمّا تَكِيدُونَنِي بِهِ.
﴿ولَمّا جاءَ أمْرُنا نَجَّيْنا هُودًا والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا ونَجَّيْناهم مِن عَذابٍ غَلِيظٍ﴾ ﴿وتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وعَصَوْا رُسُلَهُ واتَّبَعُوا أمْرَ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ﴾ ﴿وأُتْبِعُوا في هَذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً ويَوْمَ القِيامَةِ ألا إنَّ عادًا كَفَرُوا رَبَّهم ألا بُعْدًا لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ﴾: الأمْرُ: واحِدُ الأُمُورِ، فَيَكُونُ كِنايَةً عَنِ العَذابِ، أوْ عَنِ القَضاءِ بِهَلاكِهِمْ. أوْ مَصْدَرُ أمَرَ، أيْ: أمْرُنا لِلرِّيحِ أوْ لِخَزَنَتِها.
﴿والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾: قِيلَ: كانُوا أرْبَعَةَ آلافٍ، قِيلَ: ثَلاثَةُ آلافٍ.
والظّاهِرُ تَعَلُّقٌ بِرَحْمَةٍ مِنّا بِقَوْلِهِ: (نَجَّيْنا) أيْ: نَجَّيْناهم بِمُجَرَّدِ رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لَحِقَتْهم، لا بِأعْمالِهِمُ الصّالِحَةِ. أوْ كَنّى بِالرَّحْمَةِ عَنْ أعْمالِهِمُ الصّالِحَةِ، إذْ تَوْفِيقُهم لَها إنَّما هو بِسَبَبِ رَحْمَتِهِ تَعالى إيّاهم. ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِآمَنُوا، أيْ: إنَّ إيمانَهم بِاللَّهِ وبِتَصْدِيقِ رَسُولِهِ إنَّما هو بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعالى إيّاهم، إذْ وفَّقَهم لِذَلِكَ. وتَكَرَّرَتِ التَّنْجِيَةُ عَلى سَبِيلِ التَّوْكِيدِ، ولِقَلَقِ مَن لَوْ لاصَقَتْ مِنّا فَأُعِيدَتِ التَّنْجِيَةُ وهي الأُولى، أوْ تَكُونُ هَذِهِ النَّتِيجَةُ هي مِن عَذابِ الآخِرَةِ ولا عَذابَ أغْلَظُ مِنهُ، فَأُعِيدَتْ لِأجْلِ اخْتِلافِ مُتَعَلِّقَيْها. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (فَإنْ قُلْتَ): فَما مَعْنى تَكْرِيرِ التَّنْجِيَةِ ؟ (قُلْتُ): ذَكَرَ أوَّلًا أنَّهُ حِينَ أهْلَكَ عَدُوَّهم نَجّاهم، ثُمَّ قالَ: ﴿ونَجَّيْناهم مِن عَذابٍ غَلِيظٍ﴾ عَلى مَعْنى: وكانَتِ التَّنْجِيَةُ مِن عَذابٍ غَلِيظٍ، قالَ: وذَلِكَ أنَّ اللَّهَ عَزَّ وعَلا بَعَثَ عَلَيْهِمُ السَّمُومَ، فَكانَتْ تَدْخُلُ في أُنُوفِهِمْ وتَخْرُجُ مِن أدْبارِهِمْ، وتُقَطِّعُهم عُضْوًا عُضْوًا، انْتَهى.
وهَذا قالَهُ الزَّجّاجُ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ويُحْتَمَلُ أنْ يُرِيدَ: وكانَتِ النَّجاةُ المُتَقَدِّمَةُ مِن عَذابٍ غَلِيظٍ يُرِيدُ: الرِّيحَ، فَيَكُونُ المَقْصُودُ عَلى هَذا: تَعْدِيدُ النِّعْمَةِ، والمَشْهُورُ في عَذابِهِمْ بِالرِّيحِ: أنَّها كانَتْ تَحْمِلُهم وتَهْدِمُ مَساكِنَهم وتَنْسِفُها، وتَحْمِلُ الظَّعِينَةَ كَما هي، ونَحْوَ هَذا.
و(تِلْكَ عادٌ): إشارَةٌ إلى قُبُورِهِمْ وآثارِهِمْ كَأنَّهُ قالَ: ﴿فَسِيحُوا في الأرْضِ﴾ [التوبة: ٢]: فانْظُرُوا إلَيْها واعْتَبِرُوا، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الأخْبارَ عَنْهم فَقالَ: ﴿جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ﴾ أيْ: أنْكَرُوها. وأضافَ الآياتِ إلى رَبِّهِمْ تَنْبِيهًا عَلى أنَّهُ مالِكُهم ومُرَبِّيهِمْ، فَأنْكَرُوا آياتِهِ، والواجِبُ إقْرارُهم بِها. وأصْلُ جَحَدَ أنْ يَتَعَدّى بِنَفْسِهِ، لَكِنَّهُ أُجْرِيَ مَجْرى كَفَرَ فَعُدِّيَ بِالباءِ، كَما عُدِّيَ كَفَرَ بِنَفْسِهِ في قَوْلِهِ: ﴿ألا إنَّ عادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ﴾، إجْراءً لَهُ مَجْرى جَحَدَ.
وقِيلَ: كَفَرَ كَشَكَرَ يَتَعَدّى تارَةً بِنَفْسِهِ، وتارَةً بِحَرْفِ جَرٍّ.
﴿وعَصَوْا رُسُلَهُ﴾ قِيلَ: عَصَوْا هُودًا والرُّسُلَ الَّذِينَ كانُوا مِن قَبْلِهِ، وقِيلَ: يُنَزَّلُ تَكْذِيبُ الرَّسُولِ الواحِدِ مَنزِلَةَ تَكْذِيبِ الرُّسُلِ، لِأنَّهم كُلَّهم مُجْمِعُونَ عَلى الإيمانِ بِاللَّهِ والإقْرارِ بِرُبُوبِيَّتِهِ كَقَوْلِهِ: ﴿لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِن رُسُلِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٥] (واتَّبَعُوا) أيِ: اتَّبَعَ سُقّاطُهم أمْرَ رُؤَسائِهِمْ وكُبَرائِهِمْ، والمَعْنى: أنَّهم أطاعُوهم فِيما أمَرُوهم بِهِ.
قالَ الكَلْبِيُّ: الجَبّارُ: هو الَّذِي يَقْتُلُ عَلى الغَضَبِ، ويُعاقِبُ عَلى المَعْصِيَةِ، وقالَ الزَّجّاجُ: هو الَّذِي يُجْبِرُ النّاسَ عَلى ما يُرِيدُ. وذَكَرَ ابْنُ الأنْبارِيِّ: أنَّهُ العَظِيمُ في نَفْسِهِ، المُتَكَبِّرُ عَلى العِبادِ.
والظّاهِرُ أنَّ قَوْلَهُ: (واتَّبَعُوا): عامٌّ في جَمِيعِ عادٍ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَمّا كانُوا تابِعِينَ لَهُ دُونَ الرُّسُلِ، جُعِلَتِ اللَّعْنَةُ تابِعَةً لَهم في الدّارَيْنِ تَكُبُّهم عَلى وُجُوهِهِمْ في عَذابِ اللَّهِ، انْتَهى.
(p-٢٣٦)فَظاهِرُ كَلامِهِ يَدُلُّ عَلى أنَّ اللَّعْنَةَ مُخْتَصَّةٌ بِالتّابِعِينَ لِلرُّؤَساءِ، ونَبَّهَ عَلى عِلَّةِ اتِّباعِ اللَّعْنَةِ لَهم في الدّارَيْنِ: بِأنَّهم كَفَرُوا رَبَّهم، فالكُفْرُ هو المُوجِبُ لِلَّعْنَةِ. ثُمَّ كَرَّرَ التَّنْبِيهَ بِقَوْلِهِ: ألا في الدُّعاءِ عَلَيْهِمْ تَهْوِيلًا لِأمْرِهِمْ، وتَفْظِيعًا لَهُ، وبَعْثًا عَلى الِاعْتِبارِ بِهِمْ والحَذَرِ مِن مِثْلِ حالِهِمْ.
وفائِدَةُ قَوْلِهِ: قَوْمِ هُودٍ: مَزِيدُ التَّأْكِيدِ لِلْمُبالَغَةِ في التَّنْصِيصِ، أوْ تَعْيِينُ عادٍ هَذِهِ مِن عادِ إرَمَ، لِأنَّ عادًا اثْنانِ ولِذَلِكَ قالَ تَعالى: ﴿وأنَّهُ أهْلَكَ عادًا الأُولى﴾ [النجم: ٥٠]، فَتَحَقَّقَ أنَّ الدُّعاءَ عَلى عادٍ هَذِهِ، ولَمْ تَلْتَبِسْ بِغَيْرِها.
{"ayahs_start":50,"ayahs":["وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودࣰاۚ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۤۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ","یَـٰقَوۡمِ لَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِی فَطَرَنِیۤۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ","وَیَـٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِ یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا وَیَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡا۟ مُجۡرِمِینَ","قَالُوا۟ یَـٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَیِّنَةࣲ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِیۤ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِینَ","إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوۤءࣲۗ قَالَ إِنِّیۤ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوۤا۟ أَنِّی بَرِیۤءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ","مِن دُونِهِۦۖ فَكِیدُونِی جَمِیعࣰا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ","إِنِّی تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّی وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَاۤبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِیَتِهَاۤۚ إِنَّ رَبِّی عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ","فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّاۤ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦۤ إِلَیۡكُمۡۚ وَیَسۡتَخۡلِفُ رَبِّی قَوۡمًا غَیۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّی عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءٍ حَفِیظࣱ","وَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا هُودࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَنَجَّیۡنَـٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِیظࣲ","وَتِلۡكَ عَادࣱۖ جَحَدُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡا۟ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدࣲ","وَأُتۡبِعُوا۟ فِی هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡیَا لَعۡنَةࣰ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ أَلَاۤ إِنَّ عَادࣰا كَفَرُوا۟ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدࣰا لِّعَادࣲ قَوۡمِ هُودࣲ"],"ayah":"وَتِلۡكَ عَادࣱۖ جَحَدُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡا۟ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق