الباحث القرآني

﴿إنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ﴾ الضَّمِيرُ الأوَّلُ لِلْخالِقِ تَعالى شَأْنُهُ وكَما فَخَّمَ أوَّلًا بِتَرْكِ الفاعِلِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿مِمَّ خُلِقَ﴾ ﴿خُلِقَ﴾ إذْ لا يَذْهَبُ إلى خالِقٍ سِواهُ عَزَّ وجَلَّ فَخَّمَ بِالإضْمارِ ثانِيًا، والضَّمِيرُ الثّانِي لِلْإنْسانِ؛ أيْ: إنَّ ذَلِكَ الَّذِي خَلَقَهُ ابْتِداءً مِمّا ذُكِرَ عَلى إعادَتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ لِبَيِّنِ القُدْرَةِ، وهَذا كَما في قَوْلِهِ: ؎لَئِنْ كانَ تَهْدِي بَرْدُ أنْيابِها العُلى لَأفْقَرَ مِنِّي إنَّنِي لَفَقِيرُ فَإنَّهُ أرادَ لِبَيْنِ الفَقْرِ وإلّا لَمْ يَصْحَّ إيرادُهُ في مُقابَلَةِ لَأفْقَرَ مِنِّي والتَّأْكِيدِ البالِغِ لَفْظًا لِما قامَ عَلَيْهِ البُرْهانُ الواضِحُ مَعْنًى، ولِذا فُسِّرَ (قادِرٌ هُنا يُبَيِّنُ القُدْرَةَ كَما في الكَشّافِ واعْتُبِرَ فِيهِ أيْضًا الِاخْتِصاصُ، فَقالَ: أيْ عَلى (p-99)إعادَتِهِ خُصُوصًا وكَأنَّ ذَلِكَ لِأنَّ الغَرَضَ المَسُوقُ لَهُ الكَلامُ ذَلِكَ فَكَأنَّ ما سِواهُ مُطْرَحٌ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ وحِينَئِذٍ يُرادُ ما ذُكِرَ جَعْلُ الجارِّ مِن صِلَةِ لَقادِرٌ أوْ مَدْلُولًا عَلى مَوْصُولِهِ بِهِ عَلى المَذْهَبَيْنِ، وفَصْلُ الجُمْلَةِ عَمّا سَبَقَ لِكَوْنِهِ جَوابَ الِاسْتِفْهامِ دُونَها. وقالَ مُجاهِدٌ وعِكْرِمَةُ: الضَّمِيرُ الثّانِي لِلْماءِ؛ أيْ: إنَّهُ تَعالى عَلى رَدِّ الماءِ في الإحْلِيلِ أوْ في الصُّلْبِ لَقادِرٌ ولَيْسَ بِشَيْءٍ، ومِثْلُهُ كَوْنُ المَعْنى عَلى تَقْدِيرِ كَوْنِهِ لِلْإنْسانِ أنَّهُ جَلَّ وعَلا رَدَّهُ مِنَ الكِبَرِ إلى الشَّبابِ لَقادِرٌ كَما رُوِيَ عَنِ الضَّحّاكِ، وما ذَكَرْناهُ أوَّلًا مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب