الباحث القرآني

﴿واللَّهُ أعْلَمُ بِما يُوعُونَ﴾ أيْ: بِالَّذِي يُضْمِرُونَهُ في صُدُورِهِمْ مِنَ الكُفْرِ والحَسَدِ والبَغْضاءِ والبَغْيِ، فَما مَوْصُولَةٌ، والعائِدُ مَحْذُوفٌ، وأصْلُ الإيعاءِ جَعْلُ الشَّيْءِ في وِعاءٍ. وفي مُفْرَداتِ الرّاغِبِ: الإيعاءُ: حِفْظُ الأمْتِعَةِ في وِعاءٍ ومِنهُ قَوْلُهُ: ؎والشَّرُّ أخْبَثُ ما أوْعَيْتَ مِن زادِ. وأُرِيدَ بِهِ هُنا الإضْمارُ مَجازًا، وهو المَرْوِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، ولا يَلْزَمُ عَلَيْهِ كَوْنُ الآيَةِ في حَقِّ المُنافِقِينَ مَعَ كَوْنِ السُّورَةِ مَكِّيَّةً كَما لا يَخْفى، وفَسَّرَهُ بَعْضُهم بِالجَمْعِ، وحُكِيَ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، وجُوِّزَ أنْ يَكُونَ المَعْنى واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ بِما يَجْمَعُونَهُ في صُحُفِهِمْ مِن أعْمالِ السُّوءِ، وأيًّا ما كانَ فَعِلْمُ اللَّهِ تَعالى بِذَلِكَ كِنايَةٌ عَنْ مُجازاتِهِ سُبْحانَهُ عَلَيْهِ. وقِيلَ: المُرادُ الإشارَةُ إلى أنَّ لَهم وراءَ التَّكْذِيبِ قَبائِحَ عَظِيمَةً كَثِيرَةً يَضِيقُ عَنْ شَرْحِها نِطاقُ العِبارَةِ. وقالَ بَعْضُهُمْ: يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ المَعْنى واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ بِما يُضْمِرُونَهُ في أنْفُسِهِمْ مِن أدِلَّةِ كَوْنِهِ أيِ القُرْآنِ حَقًّا فَيَكُونُ المُرادُ المُبالَغَةَ في عِنادِهِمْ وتَكْذِيبِهِمْ عَلى خِلافِ عِلْمِهِمْ، والظّاهِرُ أنَّ الجُمْلَةَ عَلى هَذا حالٌ مِن ضَمِيرِ ﴿يُكَذِّبُونَ﴾ وكَوْنُها كَذَلِكَ عَلى ما قِيلَ مِنَ الإشارَةِ خِلافُ الظّاهِرِ. وقَرَأ أبُو رَجاءٍ: «بِما يَعُونَ» مِن وعى يَعِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب