الباحث القرآني

﴿إنَّهُ كانَ في أهْلِهِ﴾ في الدُّنْيا ﴿مَسْرُورًا﴾ فَرِحًا بَطِرًا مُتْرَفًا لا يَخْطُرُ بِبالِهِ أُمُورُ الآخِرَةِ ولا يَتَفَكَّرُ في العَواقِبِ ولَمْ يَكُنْ حَزِينًا مُتَفَكِّرًا في حالِهِ ومَآلِهِ كَسُنَّةِ الصُّلَحاءِ والمُتَّقِينَ، والجُمْلَةُ اسْتِئْنافٌ لِبَيانِ عِلَّةِ ما قَبْلَها. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّهُ ظَنَّ أنْ لَنْ يَحُورَ﴾ تَعْلِيلٌ لِسُرُورِهِ في الدُّنْيا؛ أيْ: ظَنَّ أنْ لَنْ يَرْجِعَ إلى اللَّهِ تَعالى تَكْذِيبًا لِلْمَعادِ، وقِيلَ: ظَنَّ أنْ لَنْ يَرْجِعَ إلى العَدَمِ؛ أيْ: ظَنَّ أنَّهُ لا يَمُوتُ وكانَ غافِلًا عَنِ المَوْتِ غَيْرَ مُسْتَعِدٍّ لَهُ ولَيْسَ بِشَيْءٍ، والحَوْرُ الرُّجُوعُ مُطْلَقًا ومِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ: ؎وما المَرْءُ إلّا كالشِّهابِ وضَوْؤُهُ يَحُورُ رَمادًا بَعْدَ إذْ هو ساطِعُ والتَّقْيِيدُ هُنا بِقَرِينَةِ المَقامِ و«أنْ» مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ سادَّةٌ مَعَ ما في حَيِّزِها مَسَدَّ مَفْعُولَيِ الظَّنِّ عَلى المَشْهُورِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب