الباحث القرآني

﴿وأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ وراءَ ظَهْرِهِ﴾ أيْ: يُؤْتاهُ بِشَمالِهِ مِن وراءِ ظَهْرِهِ، قِيلَ: تُغَلُّ يُمْناهُ إلى عُنُقِهِ وتُجْعَلُ شِمالُهُ وراءَ ظَهْرِهِ فَيُؤْتى كِتابَهُ بِشِمالِهِ. ورُوِيَ أنَّ شِمالَهُ تَدْخُلُ في صَدْرِهِ حَتّى تَخْرُجَ مِن وراءِ ظَهْرِهِ فَيَأْخُذُ كِتابَهُ بِها؛ فَلا تَدافُعَ بَيْنَ ما هُنا وما في سُورَةِ الحاقَّةِ؛ حَيْثُ لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ الظَّهْرُ، ثُمَّ هَذا إنْ كانَ في الكَفَرَةِ وما قَبْلَهُ في المُؤْمِنِينَ المُتَّقِينَ فَلا تَعَرُّضَ هُنا لِلْعُصاةِ كَما اسْتَظْهَرَهُ في البَحْرِ. وقِيلَ: لا بُعْدَ في إدْخالِ العُصاةِ في أهْلِ اليَمِينِ؛ إمّا لِأنَّهم يُعْطَوْنَ كُتُبَهم بِاليَمِينِ بَعْدَ الخُرُوجِ مِنَ النّارِ كَما اخْتارَهُ ابْنُ (p-81)عَطِيَّةَ أوْ لِأنَّهم يُعْطَوْنَها بِها قَبْلُ لَكِنْ مَعَ حِسابٍ فَوْقَ حِسابِ المُتَّقِينَ ودُونَ حِسابِ الكافِرِينَ، ويَكُونُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا﴾ مِن وصْفِ الكُلِّ بِوَصْفِ البَعْضِ، وقِيلَ: إنَّهم يُعْطُونَها بِالشِّمالِ، وتَمْيِيزُ الكَفَرَةِ بِكَوْنِ الإعْطاءِ مِن وراءِ ظُهُورِهِمْ، ولَعَلَّ ذَلِكَ لِأنَّ مُؤْتِيَ الكُتُبِ لا يَتَحَمَّلُونَ مُشاهَدَةَ وُجُوهِهِمْ لِكَمالِ بَشاعَتِها أوْ لِغايَةِ بُغْضِهِمْ إيّاهم أوْ لِأنَّهم نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ وراءَ ظُهُورِهِمْ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب