الباحث القرآني

﴿فَأنْتَ لَهُ تَصَدّى﴾ أيْ: تَتَصَدّى وتَتَعَرَّضُ بِالإقْبالِ عَلَيْهِ والِاهْتِمامِ بِإرْشادِهِ واسْتِصْلاحِهِ، وفِيهِ مَزِيدُ تَنْفِيرٍ لَهُ صَلّى اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ مُصاحَبَتِهِمْ؛ (p-41)فَإنَّ الإقْبالَ عَلى المُدْبِرِ مُخِلٌّ بِالمُرُوءَةِ، ومِن هُنا قِيلَ: ؎لا أبْتَغِي وصْلَ مَن لا يَبْتَغِي صِلَتِي ولا ألِينُ لِمَن لا يَبْتَغِي لِينِي ؎واللَّهِ لَوْ كَرِهَتْ كَفِّي مُصاحَبَتِي ∗∗∗ يَوْمًا لَقُلْتُ لَها عَنْ صُحْبَتِي بِينِي وقَرَأ الحَرَمِيّانِ: «تَصَدّى» بِتَشْدِيدِ الصّادِ عَلى أنَّ الأصْلَ تَتَصَدّى فَقُلِبَتِ التّاءُ صادًا وأُدْغِمَتْ، وقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ: «تُصْدى» بِضَمِّ التّاءِ وتَخْفِيفِ الصّادِ مَبْنِيًّا لِلْمَعْفُولِ؛ أيْ: تُعْرِضُ، ومَعْناهُ: يَدْعُوكَ إلى التَّصَدِّي والتَّعَرُّضِ لَهُ داعٍ مِنَ الحِرْصِ ومَزِيدُ الرَّغْبَةِ في إسْلامِهِ، وأصْلُ «تَصَدّى» عَلى ما في البَحْرِ تَصَدَّدَ مِنَ الصَّدَدِ وهو ما اسْتَقْبَلَكَ وصارَ قُبالَتَكَ يُقالُ: دارِي صَدَدَ دارِهِ؛ أيْ: قُبالَتَها، وقِيلَ: مِنَ الصَّدى وهو العَطَشُ، وقِيلَ: مِنَ الصَّدى؛ وهو الصَّوْتُ المَعْرُوفُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب