الباحث القرآني

وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿أخْرَجَ مِنها ماءَها﴾ بِأنْ فَجَرَ مِنها عُيُونًا وأجْرى أنْهارًا ﴿ومَرْعاها﴾ يَقَعُ عَلى الرِّعْيِ بِالكَسْرِ وهو الكَلَأُ والرَّعْيِ بِالفَتْحِ وهو المَصْدَرُ وكَذا عَلى المَوْضِعِ والزَّمانِ، وزَعَمَ بَعْضُهم أنَّهُ في الأصْلِ لِلْمَوْضِعِ ولَعَلَّهُ أرادَ أنَّهُ أشْهَرُ مَعانِيهِ والمُناسِبُ لِلْمَقامِ المَعْنى الأوَّلُ لَكِنَّهُ قِيلَ إنَّهُ خاصٌّ بِما يَأْكُلُهُ الحَيَوانُ غَيْرُ الإنْسانِ وتُجُوِّزَ بِهِ عَنْ مُطْلَقِ المَأْكُولِ لِلْإنْسانِ وغَيْرِهِ؛ فَهو مَجازٌ مُرْسَلٌ مِن قَبِيلِ المَرْسَنِ. وقالَ الطِّيبِيُّ: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ اسْتِعارَةً مُصَرِّحَةً لِأنَّ الكَلامَ مَعَ مُنْكِرِي الحَشْرِ بِشَهادَةِ: ﴿أأنْتُمْ أشَدُّ خَلْقًا﴾ كَأنَّهُ قِيلَ: أيُّها المُعانِدُونَ المَلْزُوزُونَ في قَرْنِ البَهائِمِ في التَّمَتُّعِ بِالدُّنْيا والذُّهُولِ عَنِ الآخِرَةِ بَيانٌ وتَفْسِيرٌ لِدَحاها وتَكْمِلَةٌ لَهُ؛ فَإنَّ السُّكْنى لا تَتَأتّى بِمُجَرَّدِ البَسْطِ والتَّمْهِيدِ بَلْ لا بُدَّ مِن تَسْوِيَةِ أمْرِ المَعاشِ مِنَ المَأْكَلِ والمَشْرَبِ أوْ حالٌ مِن فاعِلِهِ بِإضْمارِ قَدْ أوْ بِدُونِهِ وكِلا الوَجْهَيْنِ مُقْتَضٍ لِتَجْرِيدِ الجُمْلَةِ عَنِ العاطِفِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب