الباحث القرآني

﴿إنَّكَ إنْ تَذَرْهُمْ﴾ أيْ عَلى الأرْضِ كُلًّا أوْ بَعْضًا ﴿يُضِلُّوا عِبادَكَ﴾ عَنْ طَرِيقِ الحَقِّ ولَعَلَّ المُرادَ بِهِمْ مَن آمَنَ بِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ وبِإضْلالِهِمْ إيّاهم رَدَّهم إلى الكُفْرِ بِنَوْعٍ مِنَ المَكْرِ أوِ المُرادُ بِهِمْ مَن وُلِدَ مِنهم ولَمْ يَبْلُغْ زَمَنَ التَّكْلِيفِ أوْ مَن يُولَدُ مِن أُولَئِكَ المُؤْمِنِينَ ويُدْعى إلى الإيمانِ، وبِإضْلالِهِمْ إيّاهم صَدَّهم عَنِ الإيمانِ وفي بَعْضِ الأخْبارِ أنَّ الرَّجُلَ مِنهم كانَ يَأْتِي بِابْنِهِ إلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ويَقُولُ: احْذَرْ هَذا فَإنَّهُ كَذّابٌ وإنَّ أبِي أوْصانِي بِمِثْلِ هَذِهِ الوَصِيَّةِ فَيَمُوتُ الكَبِيرُ ويَنْشَأُ الصَّغِيرُ عَلى ذَلِكَ قِيلَ ومِن هُنا قالَ عَلَيْهِ السَّلامُ ﴿ولا يَلِدُوا إلا فاجِرًا كَفّارًا﴾ أيْ مِن سَيَفْجُرُ ويَكْفُرُ فَوَصَفَهم بِما يَصِيرُونَ إلَيْهِ لِاسْتِحْكامِ عِلْمِهِ بِذَلِكَ بِما حَصَلَ لَهُ مِنَ التَّجْرِبَةِ ألْفَ سَنَةٍ إلّا خَمْسِينَ عامًا ومِثْلُهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ ﴿إنْ تَذَرْهم يُضِلُّوا عِبادَكَ﴾ وقِيلَ أرادَ مِن جَبَلٍ عَلى الفُجُورِ والكُفْرِ وقَدْ عَلِمَ كُلُّ ذَلِكَ بِوَحْيٍ كَقَوْلِهِ سُبْحانَهُ ﴿لَنْ يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إلا مِن قَدْ آمَنَ﴾ [هُودٍ: 36] وعَنْ قَتادَةَ ومُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ والرَّبِيعِ وابْنِ زَيْدٍ أنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ ما دَعا عَلَيْهِمْ إلّا بَعْدَ أنْ أخْرَجَ اللَّهُ تَعالى كُلَّ مُؤْمِنٍ مِنَ الأصْلابِ وأعْقَمَ أرْحامَ نِسائِهِمْ وأيًّا ما كانَ فَقَوْلُهُ ﴿إنَّكَ﴾ إلَخِ اعْتِذارٌ مِمّا عَسى أنْ يُقالَ مِن أنَّ الدُّعاءَ بِالِاسْتِئْصالِ مَعَ احْتِمالِ أنْ يَكُونَ مِن أخْلافِهِمْ مَن يُؤْمِنُ مِمّا لا يَلِيقُ بِشَأْنِ الأنْبِياءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب