﴿إنَّ هَذا﴾ أيِ الَّذِي ذُكِرَ في السُّورَةِ الكَرِيمَةِ كَما أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ﴾ اليَقِينُ عَلى ما يُفْهَمُ مِن كَلامِ الزَّمَخْشَرِيِّ في الجاثِيَةِ اسْمٌ لِلْعَلَمِ الَّذِي زالَ عَنْهُ اللَّبْسُ وبِذَلِكَ صَرَّحَ صاحِبُ المَطْلَعِ وذَكَرَ أنَّهُ تَفْسِيرٌ بِحَسَبِ المَعْنى وهو مَأْخُوذٌ مِنَ المَقامِ وإلّا فَهو العَلَمُ المُتَيَقَّنُ مُطْلَقًا والإضافَةُ بِمَعْنى اللّامِ والمَعْنى - لَهو عَيْنُ اليَقِينِ - فَهو عَلى نَحْوِ عَيْنِ الشَّيْءِ ونَفْسِهِ ولا يَخْفى أنَّ الإضافَةَ مِن إضافَةِ العامِّ إلى الخاصِّ وكَوْنُها بِمَعْنى اللّامِ قَوْلٌ لِبَعْضِهِمْ، وقالَ بَعْضٌ آخَرُ: إنَّها بَيانِيَّةٌ عَلى مَعْنى مِن، وقَدَّرَ بَعْضُهم هُنا مَوْصُوفًا أيْ لَهو حَقُّ الخَبَرِ اليَقِينِ وكَوْنُهُ لا يُناسِبُ المَقامَ غَيْرُ مُتَوَجِّهٍ، وفي البَحْرِ قِيلَ: إنَّ الإضافَةَ مِن إضافَةِ المُتَرادِفَيْنِ عَلى سَبِيلِ المُبالَغَةِ كَما تَقُولُ هَذا يَقِينُ اليَقِينِ وصَوابُ الصَّوابِ بِمَعْنى أنَّهُ نِهايَةٌ في ذَلِكَ فَهُما بِمَعْنى أُضِيفَ أحَدُهُما إلى الآخَرِ لِلْمُبالَغَةِ وفِيهِ نَظَرٌ.
{"ayah":"إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلۡیَقِینِ"}