الباحث القرآني

﴿ولَهُ الجَوارِ﴾ السُّفُنُ جَمْعُ جارِيَةٍ وخَصَّها سُبْحانَهُ بِأنَّها لَهُ وهو تَعالى لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأرْضِ وما فِيهِنَّ لِلْإشارَةِ إلى أنَّ كَوْنَهم هم مُنْشِئِيها لا يُخْرِجُها مِن مُلْكِهِ عَزَّ وجَلَّ حَيْثُ كانَ تَمامُ مَنفَعَتِها إنَّما هو مِنهُ عَزَّ وجَلَّ، وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ والحَسَنُ وعَبْدُ الوارِثِ عَنْ أبِي عَمْرو «الجَوارِ» (p-108) بِإظْهارِ الرَّفْعِ عَلى الرّاءِ لِأنَّ المَحْذُوفَ لَمّا تَناسَوْهُ أعْطَوْا ما قَبْلَ الآخَرِ حُكْمَهُ كَما في قَوْلِهِ: ؎لَها ثَنايا أرْبَعُ حِسانٍ وأرْبَعٌ فَكُلُّها ثَمانٍ ﴿المُنْشَآتُ﴾ أيِ المَرْفُوعاتِ الشُّرُعِ - كَما قالَ مُجاهِدٌ - مَن أنْشَأهُ بِمَعْنى رَفَعَهُ، وقِيلَ: المَرْفُوعاتُ عَلى الماءِ ولَيْسَ بِذاكَ، وكَذا ما قِيلَ المَصْنُوعاتُ، وقَرَأ الأعْمَشُ وحَمْزَةُ وزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وطَلْحَةُ وأبُو بَكْرٍ بِخِلافٍ عَنْهُ «المُنْشِآتُ» بِكَسْرِ الشِّينِ أيَّ الرّافِعاتِ الشُّرُعِ، أوِ اللّاتِي يُنْشِئْنَ الأمْواجَ بِجَرْيِهِنَّ، أوِ اللّاتِي يُنْشِئْنَ السَّيْرَ إقْبالا وإدْبارً، وفي الكُلِّ مَجازٌ، وشَدَّدَ الشِّينَ ابْنُ أبِي عَبْلَةَ، وقَرَأ الحَسَنُ «المُنْشَآتُ» وحَدَّ الصِّفَةَ ودَلَّ عَلى الجَمْعِ المَوْصُوفِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ( أزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ) [البَقَرَةَ: 25، آلَ عِمْرانَ: 15، النِّساءِ: 57] وقَلَبَ الهَمْزَةَ ألِفًا عَلى حَدِّ قَوْلِهِ: - إنَّ السِّباعَ لَتَهْدَأُ في مَرابِضِها - يُرِيدُ لِتَهْدَأ والتّاءُ لِتَأْنِيثِ الصِّفَةِ كُتِبَتْ تاءً عَلى لَفْظِها في الأصْلِ ( في البَحْرِ كالأعْلامِ ) كالجِبالِ الشّاهِقَةِ جَمْعُ عَلَمٍ وهو الجَبَلُ الطَّوِيلُ ﴿فَبِأيِ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾ مِن خَلْقِ مَوادِ السُّفُنِ والإرْشادِ إلى أخْذِها وكَيْفِيَّةِ تَرْكِيبِها وإجْرائِها في البَحْرِ بِأسْبابٍ لا يَقْدِرُ عَلى خَلْقِها وجَمْعِها وتَرْتِيبِها غَيْرُهُ سُبْحانَهُ وتَعالى
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب