﴿فَما تُغْنِ النُّذُرُ﴾ نَفْيٌ لِلْإغْناءِ أوِ اسْتِفْهامٌ إنْكارِيٌّ والفاءُ لِتَرْتِيبِ عَدَمِ الإغْناءِ عَلى مَجِيءِ الحِكْمَةِ البالِغَةِ مَعَ كَوْنِهِ مَظِنَّةَ الإغْناءِ وصِيغَةُ المُضارِعِ لِلدَّلالَةِ عَلى التَّجَدُّدِ والِاسْتِمْرارِ، وما عَلى الوَجْهِ الثّانِي في مَحَلِّ نَصْبٍ عَلى أنَّها مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ أيْ فَأيُّ إغْناءٍ تُغْنِي النُّذُرُ، وجُوِّزَ أنْ تَكُونَ في مَحَلِّ رَفْعٍ عَلى الِابْتِداءِ، والجُمْلَةُ بَعْدَها خَبَرٌ، والعائِدُ مُقَدَّرٌ أيْ فَما تُغْنِيهِ النُّذُرُ وهو جَمْعُ نَذِيرٍ بِمَعْنى المُنْذِرِ، وجُوِّزَ أنْ يَكُونَ جَمْعُ نَذِيرٍ بِمَعْنى الإنْذارِ، وتُعُقِّبَ بِأنَّ حَقَّ المَصْدَرِ أنْ لا يُثَنّى ولا يُجْمَعَ وأنْ يَكُونَ مَصْدَرًا كالإنْذارِ، وتُعُقِّبَ بِأنَّهُ يَأْباهُ تَأْنِيثُ الفِعْلِ المُسْنَدِ إلَيْهِ وكَوْنُهُ بِاعْتِبارِ أنَّهُ بِمَعْنى النِّذارَةِ لا يَخْفى حالُهُ
{"ayah":"حِكۡمَةُۢ بَـٰلِغَةࣱۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ"}