الباحث القرآني

﴿فَذَرْهُمْ﴾ فَدَعْهم غَيْرَ مُلْتَفِتٍ إلَيْهِمْ حَيْثُ لَمْ يُذْعِنُوا لِلْحَقِّ بَعْدَ ما سَمِعُوا هَذا اَلْبُرْهانَ اَلْجَلِيَّ ﴿يَخُوضُوا﴾ في أباطِيلِهِمْ ﴿ويَلْعَبُوا﴾ في دُنْياهم فَإنَّ ما هم فِيهِ مِنَ اَلْأقْوالِ والأفْعالِ لَيْسَ إلّا مِن بابِ اَلْجَهْلِ، والجَزْمُ لِجَوابِ اَلْأمْرِ ﴿حَتّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ وهو يَوْمُ اَلْقِيامَةِ عِنْدَ اَلْأكْثَرِينَ، وعَنْ عِكْرِمَةَ. وجَماعَةٍ أنَّهُ يَوْمُ بَدْرٍ وقَدْ وُعِدُوا اَلْهَلاكَ فِيهِ، وقَرِيبٌ مِنهُ تَفْسِيرُهُ بِيَوْمِ اَلْمَوْتِ، وقِيلَ: يَنْبَغِي تَفْسِيرُهُ بِهِ دُونَ يَوْمِ اَلْقِيامَةِ لِأنَّ اَلْغايَةَ لِلْخَوْضِ واللَّعِبِ إنَّما هو يَوْمُ اَلْمَوْتِ لِانْقِطاعِهِما بِالمَوْتِ، وانْتُصِرَ لِلْأكْثَرِينَ بِأنَّ يَوْمَ اَلْقِيامَةِ هو اَلْيَوْمُ اَلْمَوْعُودُ وبِهِ سُمِّيَ في لِسانِ اَلشَّرْعِ وتَفْسِيرُهُ بِذاكَ مُخالِفٌ لِلْمَعْرُوفِ ولِما بَعْدُ مِن ذِكْرِ اَلسّاعَةِ، وما ذُكِرَ مِن أمْرِ اَلِانْقِطاعِ مَدْفُوعٌ بِأنَّ اَلْمَوْتَ وما بَعْدَهُ في حُكْمِ اَلْقِيامَةِ ولِذا ورَدَ مَن ماتَ فَقَدْ قامَتْ قِيامَتُهُ ومِثْلُهُ قَدْ يُرادُ بِهِ اَلدَّلالَةُ عَلى طُولِ اَلْمُدَّةِ مَعَ قَطْعِ اَلنَّظَرِ عَنِ اَلِانْتِهاءِ فَيُقالُ: لا يَزالُ في ضَلالَةٍ إلى أنْ تَقُومَ اَلْقِيامَةُ. وقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ. وابْنُ مُحَيْصِنٍ. وعُبَيْدُ بْنُ عُقَيْلٍ. عَنْ أبِي عَمْرٍو (يَلْقَوْا) مُضارِعَ لَقِيَ، والآيَةُ قِيلَ مَنسُوخَةٌ بِآيَةِ اَلسَّيْفِ ﴿وهُوَ الَّذِي في السَّماءِ إلَهٌ وفي الأرْضِ إلَهٌ﴾ اَلظَّرْفانِ مُتَعَلِّقانِ بِإلَهٍ لِأنَّهُ صِفَةٌ بِمَعْنى مَعْبُودٍ مِن ألَهَ بِمَعْنى عَبَدَ وهو خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أيْ هو إلَهٌ وذَلِكَ عائِدُ اَلْمَوْصُولِ وحُذِفَ لِطُولِ اَلصِّلَةِ بِمُتَعَلِّقِ اَلْخَبَرِ والعَطْفِ عَلَيْهِ. وقالَ غَيْرُ واحِدٍ: اَلْجارُّ مُتَعَلِّقٌ بِإلَهٍ بِاعْتِبارِ ما يُنْبِئُ عَنْهُ مِن مَعْنى اَلْمَعْبُودِيَّةِ بِالحَقِّ بِناءً عَلى اِخْتِصاصِهِ بِالمَعْبُودِ بِالحَقِّ وهَذا كَتَعَلُّقِ اَلْجارِّ بِالعَلَمِ اَلْمُشْتَهِرِ بِصِفَةٍ نَحْوَ قَوْلِكَ: هو حاتِمٌ في طَيْءٍ حاتِمٌ في تَغْلِبَ، وعَلى هَذا تُخَرَّجُ قِراءَةُ عُمَرَ. وعَلِيٍّ. وعَبْدِ اَللَّهِ. وأُبَيٍّ. والحَكَمِ بْنِ أبِي اَلْعالِي. وبِلالِ بْنِ أبِي بُرْدَةَ. وابْنِ يَعْمُرَ. وجابِرٍ. وابْنِ زَيْدٍ. وعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ. وأبُو شَيْخٍ اَلْهَنّائِيِّ. وحُمَيْدٍ. وابْنِ مِقْسَمٍ. وابْنِ اَلسَّمَيْقَعِ (وهُوَ اَلَّذِي في اَلسَّماءِ اَللَّهُ وفي اَلْأرْضِ اَللَّهُ) فَيُعَلَّقُ اَلْجارُّ بِالِاسْمِ اَلْجَلِيلِ بِاعْتِبارِ اَلْوَصْفِ اَلْمُشْتَهِرِ بِهِ، واعْتَبَرَ بَعْضُهم مَعْنى اَلِاسْتِحْقاقِ لِلْعِبادَةِ وعَلَّلَ ذَلِكَ بِأنَّ اَلْعِبادَةَ بِالفِعْلِ لا تَلْزَمُ، وجُوِّزَ كَوْنُ اَلْجارِّ والمَجْرُورِ صِلَةَ اَلْمَوْصُولِ، و(إلَهٌ) خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أيْضًا عَلى أنَّ اَلْجُمْلَةَ بَيانٌ لِلصِّلَةِ وأنَّ كَوْنَهُ سُبْحانَهُ في اَلسَّماءِ عَلى سَبِيلِ اَلْإلَهِيَّةِ لا عَلى مَعْنى اَلِاسْتِقْرارِ. واخْتِيرَ كَوْنُ (إلَهٌ) في هَذا اَلْوَجْهِ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ عَلى كَوْنِهِ خَبَرًا آخَرَ لِلْمُبْتَدَأِ اَلْمَذْكُورِ أوْ بَدَلًا مِنَ اَلْمَوْصُولِ أوْ مِن ضَمِيرِهِ بِناءً عَلى تَجْوِيزِهِ لِأنَّ إبْدالَ اَلنَّكِرَةِ اَلْغَيْرِ اَلْمَوْصُوفَةِ مِنَ اَلْمَعْرِفَةِ إذا أفادَتْ ما لَمْ يُسْتَفَدْ أوَّلًا كَما هُنا جائِزٌ حَسَنٌ عَلى ما قالَ أبُو عَلِيٍّ في اَلْحُجَّةِ لِأنَّ اَلْبَيانَ هَهُنا أتَمُّ وأهَمُّ فَلِذا رُجِّحَ مَعَ ما فِيهِ مِنَ اَلتَّقْدِيرِ وحِينَئِذٍ فَلا فاصِلَ أجْنَبِيًّا بَيْنَ اَلْمُتَعاطِفَيْنِ، ولا يَجُوزُ كَوْنُ اَلْجارِّ والمَجْرُورِ خَبَرًا مُقَدَّمًا وإلَهٍ مُبْتَدَأً مُؤَخَّرًا لِلُزُومِ خُلُوِّ اَلْجُمْلَةِ عَنِ اَلْعائِدِ مَعَ فَسادِ اَلْمَعْنى، وفي اَلْآيَةِ نَفْيُ اَلْآلِهَةِ اَلسَّماوِيَّةِ والأرْضِيَّةِ واخْتِصاصُ اَلْإلَهِيَّةِ بِهِ عَزَّ وجَلَّ لِما فِيها مِن تَعْرِيفِ طَرَفَيِ اَلْإسْنادِ. والمَوْصُولُ في مِثْلِ ذَلِكَ كالمُعَرِّفِ بِالأداةِ ولِلِاعْتِناءِ بِكُلٍّ مِن إلَهِيَّتِهِ تَعالى في اَلسَّماءِ وإلَهِيَّتِهِ عَزَّ وجَلَّ في اَلْأرْضِ قِيلَ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب