قَوْلُهُ تَعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وكانُوا مُسْلِمِينَ﴾ فَيَيْأسُ مِنها اَلْكُفّارُ، فَيا عِبادِ عامٌّ مَخْصُوصٌ إمّا بِالآيَةِ اَلسّابِقَةِ وإمّا بِاللّاحِقَةِ، والأوَّلُ أوْفَقُ مِن أوْجُهٍ عَدِيدَةٍ.
والمَوْصُولُ إمّا صِفَةٌ لِلْمُنادى أوْ بَدَلٌ أوْ مَفْعُولٌ لِمُقَدَّرٍ أيْ أمْدَحُ ونَحْوَهُ، وجُمْلَةُ ﴿وكانُوا مُسْلِمِينَ﴾ حالٌ مِن ضَمِيرِ ﴿آمَنُوا﴾ بِتَقْدِيرِ قَدْ أوْ بِدُونِهِ، وجُوِّزَ عَطْفُها عَلى اَلصِّلَةِ، ورُجِّحَتِ اَلْحالِيَّةُ بِأنَّ اَلْكَلامَ عَلَيْها أبْلَغُ لِأنَّ اَلْمُرادَ بِالإسْلامِ (p-98)هُنا اَلِانْقِيادُ والإخْلاصُ لِيُفِيدَ ذِكْرُهُ بَعْدَ اَلْإيمانِ فَإذا جُعِلَ حالًا أفادَ بَعْدَ تَلَبُّسِهِمْ بِهِ في اَلْماضِي اِتِّصالَهُ بِزَمانِ اَلْإيمانِ، وكانَ تَدُلُّ عَلى اَلِاسْتِمْرارِ أيْضًا ومِن هُنا جاءَ اَلتَّأْكِيدُ والأبْلَغِيَّةُ بِخِلافِ اَلْعَطْفِ، وكَذا اَلْحالُ اَلْمُفْرَدَةُ بِأنْ يُقالَ: اَلَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا مُخْلِصِينَ، وقَرَأ غَيْرُ واحِدٍ مِنَ اَلسَّبْعَةِ (يا عِبادِيَ) بِالياءِ عَلى اَلْأصْلِ، والحَذْفُ كَثِيرٌ شائِعٌ وبِهِ قَرَأ حَفْصٌ. وحَمْزَةُ. والكِسائِيُّ، وقَرَأ اِبْنُ مُحَيْصِنٍ (لا خَوْفُ) بِالرَّفْعِ مِن غَيْرِ تَنْوِينٍ، والحَسْنُ. والزُّهْرِيُّ. وابْنُ أبِي إسْحاقَ. وعِيسى. وابْنُ يَعْمُرَ. ويَعْقُوبُ. بِفَتْحِها مِن غَيْرِ تَنْوِينٍ
{"ayah":"ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ مُسۡلِمِینَ"}