الباحث القرآني

وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذا بُشِّرَ أحَدُهم بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلا ظَلَّ وجْهُهُ مُسْوَدًّا وهو كَظِيمٌ﴾ قِيلَ: حالٌ وارْتَضاهُ اَلْعَلّامَةُ اَلثّانِي عَلى مَعْنى أنَّهم نَسَبُوا إلَيْهِ تَعالى ما ذَكَرُوا مِن حالِهِمْ أنَّ أحَدَهم إذا بُشِّرَ بِهِ اِغْتَمَّ، وقِيلَ: اِسْتِئْنافٌ مُقَرِّرٌ لِما قَبْلَهُ، وجُوِّزَ عَطْفُهُ عَلى ما قَبْلَهُ ولَيْسَ بِذاكَ. والِالتِفاتُ لِلْإيذانِ بِاقْتِضاءِ ذِكْرِ قَبائِحِهِمْ أنْ يُعْرِضَ عَنْهُ وتُحْكى لِغَيْرِهِمْ تَعْجِيبًا، والجُمْلَةُ اَلِاسْمِيَّةُ في مَوْضِعِ اَلْحالِ أيْ إذا أُخْبِرَ أحَدُهم بِجِنْسِ ما جَعَلَهُ مَثَلًا لِلرَّحْمَنِ جَلَّ شَأْنُهُ وهو جِنْسُ اَلْإناثِ لِأنَّ اَلْوَلَدَ لا بُدَّ أنْ يُجانِسَ اَلْوَلَدَ ويُماثِلَهُ صارَ وجْهُهُ أسْوَدَ في اَلْغايَةِ لِسُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ عِنْدَهُ والحالُ هو مَمْلُوءٌ مِنَ اَلْكَرْبِ والكَآبَةِ، وعَنْ بَعْضِ اَلْعَرَبِ أنَّ اِمْرَأتَهُ وضَعَتْ أُنْثى فَهَجَرَ اَلْبَيْتَ اَلَّذِي فِيهِ اَلْمَرْأةَ فَقالَتْ: ؎ما لِأبِي حَمْزَةَ لا يَأْتِينا يَظَلُّ في اَلْبَيْتِ اَلَّذِي يَلِينا ؎غَضْبانَ أنْ لا نَلِدَ اَلْبَنِينا ∗∗∗ ولَيْسَ لَنا مِن أمْرِنا ما شِينا ؎وإنَّما نَأْخُذُ ما أُعْطِينا وقُرِئَ (مُسْوَدٌّ) بِالرَّفْعِ و(مِسْوادٌ) بِصِيغَةِ اَلْمُبالَغَةِ مِنَ اِسْوادَّ كاحْمارَّ مَعَ اَلرَّفْعِ أيْضًا عَلى أنَّ في (ظَلَّ) ضَمِيرَ اَلْمُبَشَّرِ ووَجْهُهُ مُسْوَدٌّ أوْ مُسْوادٌّ جُمْلَةٌ واقِعَةٌ مَوْقِعَ اَلْخَبَرِ، والمَعْنى صارَ اَلْمُبَشَّرُ مُسْوَدَّ اَلْوَجْهِ وقِيلَ: اَلضَّمِيرُ اَلْمُسْتَتِرُ في (ظَلَّ) ضَمِيرُ اَلشَّأْنِ والجُمْلَةُ خَبَرُها، وقِيلَ: اَلْفِعْلُ تامٌّ والجُمْلَةُ حالِيَّةٌ والوَجْهُ ما تَقَدَّمَ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب