الباحث القرآني

سُورَةُ اَلزُّخْرُفِ مَكِّيَّةٌ كَما رُوِيَ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ وحَكى اِبْنُ عَطِيَّةَ إجْماعَ أهْلِ اَلْعِلْمِ عَلى ذَلِكَ ولَمْ يُنْقَلِ اِسْتِثْناءٌ، وقالَ مُقاتِلٌ: إلّا قَوْلَهُ تَعالى: ﴿واسْألْ مَن أرْسَلْنا مَن قَبْلِكَ مَن رُسُلِنا﴾ فَإنَّها نَزَلَتْ بِبَيْتِ اَلْمَقْدِسِ كَذا في مَجْمَعِ اَلْبَيانِ، وفي اَلْإتْقانِ نَزَلَتْ بِالسَّماءِ، وقِيلَ: بِالمَدِينَةِ، وعَدَدُ آيِها ثَمانٌ وثَمانُونَ في اَلشّامِيِّ وتِسْعٌ وثَمانُونَ في غَيْرِهِ، ووَجْهُ مُناسَبَةِ مُفْتَتَحِها لِمُخْتَتَمِ ما قَبْلَها ظاهِرٌ. بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ ﴿حم﴾ اَلْكَلامُ فِيهِ عَلى نَحْوِ ما مَرَّ في مُفْتَتَحِ يس ﴿والكِتابِ﴾ أيِ اَلْقُرْآنِ والمُرادُ بِهِ جَمِيعُهُ، وجُوِّزَ إرادَةُ جِنْسِهِ اَلصّادِقِ بِبَعْضِهِ وكُلِّهِ، وقِيلَ: يَجُوزُ أنْ يُرادَ بِهِ جِنْسُ اَلْكُتُبِ اَلْمُنَزَّلَةِ أوِ اَلْمَكْتُوبِ في اَللَّوْحِ أوِ اَلْمَعْنى اَلْمَصْدَرِيِّ وهو اَلْكِتابَةُ والخَطُّ، وأقْسَمَ سُبْحانَهُ بِها لِما فِيها مِن عَظِيمِ اَلْمَنافِعِ ولا يَخْفى ما في ذَلِكَ، والأوْلى عَلى تَقْدِيرِ اِسْمِيَّةِ (حم) كَوْنُهُ اِسْمًا لِلْقُرْآنِ وأنْ يُرادَ ذَلِكَ أيْضًا بِالكِتابِ وهو مُقْسَمٌ بِهِ إمّا اِبْتِداءً أوْ عَطْفًا عَلى (حم) عَلى تَقْدِيرِ كَوْنِهِ مَجْرُورًا بِإضْمارِ باءِ اَلْقَسَمِ عَلى أنَّ مَدارَ اَلْعَطْفِ اَلْمُغايِرَةُ في اَلْعُنْوانِ لَكِنْ يَلْزَمُ عَلى هَذا حَذْفُ حَرْفِ اَلْجَرِّ وإبْقاءُ عَمَلِهِ كَما فِي: ؎أشارَتْ كُلَيْبٌ بِالأكُفِّ اَلْأصابِعِ ومَنعُ أنْ يُقْسَمَ بِشَيْئَيْنِ بِحَرْفٍ واحِدٍ لا يُلْتَفَتُ إلَيْهِ ومَناطُ تَكْرِيرِ اَلْقَسَمِ اَلْمُبالَغَةُ في تَأْكِيدِ اَلْجُمْلَةِ اَلْقَسَمِيَّةِ ﴿المُبِينِ﴾ أيِ اَلْمُبِينِ لِمَن أُنْزِلَ عَلَيْهِمْ لِكَوْنِهِ بِلُغَتِهِمْ وعَلى أسالِيبِ كَلامِهِمْ عَلى أنَّهُ مِن أبانَ اَللّازِمِ أوِ اَلْمُبِينِ لِطَرِيقِ اَلْهُدى مِن طَرِيقِ اَلضَّلالَةِ اَلْمُوَضِّحِ لِأصُولَ ما يَحْتاجُ إلَيْهِ في أبْوابِ اَلدِّيانَةِ عَلى أنَّهُ مِن أبانَ اَلْمُتَعَدِّي.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب