الباحث القرآني

﴿ذَلِكَ﴾ إشارَةٌ إلى ما ثَبَتَ لِلْمُطِيعِينَ مِن جَمِيعِ ما تَقَدَّمَ أوْ إلى فَضْلِ هَؤُلاءِ المُنْعَمِ عَلَيْهِمْ ومَزِيَّتِهِمْ وهو مُبْتَدَأٌ، وقَوْلُهُ سُبْحانَهُ: ﴿الفَضْلُ﴾ صِفَةٌ، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ خَبَرُهُ، أيْ: ذَلِكَ الفَضْلُ العَظِيمُ كائِنٌ مِنَ اللَّهِ تَعالى لا مِن غَيْرِهِ، وجَوَّزَ أبُو البَقاءِ أنْ يَكُونَ الفَضْلُ هو الخَبَرَ، و(مِنَ اللَّهِ) مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وقَعَ حالًا مِنهُ، والعامِلِ فِيهِ مَعْنى الإشارَةِ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ خَبَرًا ثانِيًا، أيْ: ذَلِكَ الَّذِي ذُكِرَ الفَضْلُ - كائِنًا أوْ كائِنٌ - مِنَ اللَّهِ تَعالى، لا أنَّ أعْمالَ العِبادِ تُوجِبُهُ. ﴿وكَفى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ بِثَوابِ مَن أطاعَهُ، وبِمَقادِيرِ الفَضْلِ واسْتِحْقاقِ أهْلِهِ بِمُقْتَضى الوَعْدِ، فَثِقُوا بِما أخْبَرَكم بِهِ، ﴿ولا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ . وقِيلَ: وكَفى بِهِ سُبْحانَهُ عَلِيمًا بِالعُصاةِ والمُطِيعِينَ والمُنافِقِينَ والمُخْلِصِينَ، ومَن يَصْلُحُ لِمُرافَقَةِ هَؤُلاءِ ومَن لا يَصْلُحُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب