﴿قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ﴾ عَلى حالَتِكُمُ الَّتِي أنْتُمْ عَلَيْها مِنَ العَداوَةِ الَّتِي تَمَكَّنَتْهم فِيها فَإنَّ المَكانَةَ نُقِلَتْ مِنَ المَكانِ المَحْسُوسِ إلى الحالَةِ الَّتِي عَلَيْها الشَّخْصُ واسْتُعِيرَتْ لَها اسْتِعارَةَ مَحْسُوسٍ لِمَعْقُولٍ، وهَذا كَما تُسْتَعارُ حَيْثُ وهُنا لِلزَّمانِ بِجامِعِ الشُّمُولِ والإحاطَةِ، وجُوِّزَ أنْ يَكُونَ المَعْنى اعْمَلُوا عَلى حَسَبِ تَمَكُّنِكم واسْتِطاعَتِكم.
ورَوِيَ عَنْ عاصِمٍ «مَكاناتِكم» بِالجَمْعِ والأمْرِ لِلتَّهْدِيدِ، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنِّي عامِلٌ﴾ وعِيدٌ لَهم وإطْلاقُهُ لِزِيادَةِ الوَعِيدِ لِأنَّهُ لَوْ قِيلَ: عَلى مَكانَتِي لَتَراءى أنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى حالَةٍ واحِدَةٍ لا تَتَغَيَّرُ ولا تَزْدادُ فَلَمّا (p-7)أطْلَقَ أشْعَرَ بِأنَّ لَهُ صَلّى اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ وسَلَّمَ كُلَّ زَمانٍ مَكانَةً أُخْرى وأنَّهُ لا يَزالُ يَزْدادُ قُوَّةً بِنَصْرِ اللَّهِ تَعالى وتَأْيِيدِهِ ويُؤَيِّدُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ فَإنَّهُ دالٌّ عَلى أنَّهُ صَلّى اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَنصُورٌ عَلَيْهِمْ في الدُّنْيا والآخِرَةِ بِدَلِيلِ
{"ayah":"قُلۡ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُوا۟ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّی عَـٰمِلࣱۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ"}