﴿وإذا رَأوْا آيَةً﴾ أيْ مُعْجِزَةً تَدُلُّ عَلى صِدْقِ مَن يَعِظْهم ويَدَعُوهم إلى تَرْكِ ما هم فِيهِ إلى ما هو خَيْرٌ، أوْ مُعْجِزَةً تَدُلُّ عَلى صِدْقِ القائِلِ بِالحَشْرِ ﴿يَسْتَسْخِرُونَ﴾ أيْ يُبالِغُونَ في السُّخْرِيَةِ ويَقُولُونَ إنَّهُ سِحْرٌ، أوْ يَطْلُبُ بَعْضُهم مِن بَعْضٍ أنْ يَسْخَرَ مِنها، رَوِيَ «أنَّ رَكانَةَ - رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ مِن أهْلِ مَكَّةَ - لَقِيَهُ الرَّسُولُ ﷺ في جَبَلٍ خالٍ يَرْعى غَنَمًا لَهُ وكانَ مِن أقْوى النّاسِ فَقالَ لَهُ: يا رَكانَةُ أرَأيْتَ إنْ صَرَعْتُكَ أتُؤْمِنُ بِي؟ قالَ: نَعَمْ، فَصَرَعَهُ ثَلاثًا ثُمَّ عَرَضَ لَهُ بَعْضَ الآياتِ؛ دَعا - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ - شَجَرَةً فَأقْبَلَتْ فَلَمْ يُؤْمِن وجاءَ إلى مَكَّةَ فَقالَ: يا بَنِي هاشِمٍ ساحِرُوا بِصاحِبِكم أهْلَ الأرْضِ فَنَزَلَتْ فِيهِ وفي أضِرابِهِ». وقُرِئَ ”يَسْتَسْحِرُونَ“ بِالحاءِ المُهْمَلَةِ أيْ يَعُدُّونَها سِحْرًا.
{"ayah":"وَإِذَا رَأَوۡا۟ ءَایَةࣰ یَسۡتَسۡخِرُونَ"}