﴿فَلَمّا جاءَ سُلَيْمانَ﴾ في الكَلامِ حَذْفٌ، أيْ: فَأرْسَلَتِ الهَدِيَّةَ، فَلَمّا جاءَ ... إلَخْ، وضَمِيرُ (جاءَ) لِلرَّسُولِ، وجُوِّزَ أنْ يَكُونَ لِما أهْدَتْ إلَيْهِ، والأوَّلُ أوْلى، وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ «فَلَمّا جاؤُوا» أيِ: المُرْسَلُونَ.
﴿قالَ أتُمِدُّونَنِ بِمالٍ﴾ خِطابٌ لِلرَّسُولِ والمُرْسِلِ تَغْلِيبًا لِلْحاضِرِ عَلى الغائِبِ، وإطْلاقًا لِلْجَمْعِ عَلى الِاثْنَيْنِ، وجُوِّزَ أنْ يَكُونَ لِلرَّسُولِ ومَن مَعَهُ، وهو أوْفَقُ بِقِراءَةِ عَبْدِ اللَّهِ، ورُجِّحَ الأوَّلُ لِما فِيهِ مِن تَشْدِيدِ الإنْكارِ والتَّوْبِيخِ المُسْتَفادَيْنِ مِنَ الهَمْزَةِ - عَلى ما قِيلَ - وتَعْمِيمُهُما لِبِلْقِيسَ وقَوْمِها، وأُيِّدَ بِمَجِيءِ قَوْلِهِ تَعالى:
{"ayah":"فَلَمَّا جَاۤءَ سُلَیۡمَـٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالࣲ فَمَاۤ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَیۡرࣱ مِّمَّاۤ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِیَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ"}