﴿والَّذِينَ إذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ﴾ القُرْآنِيَّةِ المُنْطَوِيَةِ عَلى المَواعِظِ والأحْكامِ (p-52)﴿لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وعُمْيانًا﴾ أيْ: أكَبُّوا عَلَيْها سامِعِينَ بِآذانٍ واعِيَةٍ، مُبْصِرِينَ بِعُيُونٍ راعِيَةٍ، فالنَّفْيُ مُتَوَجِّهٌ إلى القَيْدِ - عَلى ما هو الأكْثَرُ في لِسانِ العَرَبِ - وفي التَّعْبِيرِ بِما ذُكِرَ دُونَ: (أكَبُّوا عَلَيْها سامِعِينَ مُبْصِرِينَ ونَحْوِهِ) تَعْرِيضٌ لِما عَلَيْهِ الكَفَرَةُ والمُنافِقُونَ إذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ، والخُرُورُ السُّقُوطُ عَلى غَيْرِ نِظامٍ وتَرْتِيبٍ، وفي التَّعْبِيرِ بِهِ مُبالَغَةٌ في تَأْثِيرِ التَّذْكِيرِ بِهِمْ، وقِيلَ: ضَمِيرُ (عَلَيْها) لِلْمَعاصِي المَدْلُولِ عَلَيْها بِاللَّغْوِ، والمَعْنى: إذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمُ المُتَضَمِّنَةِ لِلنَّهْيِ عَنِ المَعاصِي والتَّخْوِيفِ لِمُرْتَكِبِها لَمْ يَفْعَلُوها، ولَمْ يَكُونُوا كَمَن لا يَسْمَعُ ولا يُبْصِرُ، وهو كَما تَرى.
{"ayah":"وَٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ یَخِرُّوا۟ عَلَیۡهَا صُمࣰّا وَعُمۡیَانࣰا"}