الباحث القرآني

وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿والَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وقِيامًا﴾ بَيانٌ لِحالِهِمْ في مُعامَلَتِهِمْ مَعَ رَبِّهِمْ، وكانَ الحَسَنُ إذا قَرَأ ما تَقَدَّمَ يَقُولُ: هَذا وصْفُ نَهارِهِمْ، وإذا قَرَأ هَذِهِ قالَ: هَذا وصْفُ لَيْلِهِمْ، والبَيْتُوتَةُ أنْ يُدْرِكَكَ اللَّيْلُ (p-45)نِمْتَ أوْ لَمْ تَنَمْ و(لِرَبِّهِمْ) مُتَعَلِّقٌ بِما بَعْدَهُ، وقُدِّمَ لِلْفاصِلَةِ والتَّخْصِيصِ، والقِيامُ جَمْعُ قائِمٍ، أوْ مُصْدَرٌ أُجْرِيَ مَجْراهُ، أيْ: يَبِيتُونَ ساجِدِينَ وقائِمِينَ لِرَبِّهِمْ سُبْحانَهُ، أيْ: يُحْيُونَ اللَّيْلَ كُلًّا أوْ بَعْضًا بِالصَّلاةِ، وقِيلَ: مَن قَرَأ شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ بِاللَّيْلِ في صَلاةٍ فَقَدْ باتَ ساجِدًا وقائِمًا، وقِيلَ: أُرِيدَ بِذَلِكَ فِعْلُ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ والرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشاءِ، وقِيلَ: مَن شَفَعَ وأوْتَرَ بَعْدَ أنْ صَلّى العِشاءَ فَقَدْ دَخَلَ في عُمُومِ الآيَةِ. وبِالجُمْلَةِ في الآيَةِ حَضٌّ عَلى قِيامِ اللَّيْلِ في الصَّلاةِ، وقُدِّمَ السُّجُودُ عَلى القِيامِ ولَمْ يُعْكَسْ - وإنْ كانَ مُتَأخِّرًا في الفِعْلِ - لِأجْلِ الفَواصِلِ؛ ولِأنَّهُ أقْرَبُ ما يَكُونُ العَبْدُ فِيهِ مِن رَبِّهِ سُبْحانَهُ، وإباءِ المُسْتَكْبِرِينَ عَنْهُ في قَوْلِهِ تَعالى: ( وإذا قِيلَ ) الآيَةَ. وقَرَأ أبُو البَرَهْسَمِ «سُجُودًا» عَلى وزْنِ (قُعُودًا) وهو أوْفَقُ بِـ(قِيامًا)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب